Featured Video

وكالة الطاقة الذرية: البرنامج النووي الإيراني يحمل بعدا عسكريا

طهران رفضت التقرير.. ونجاد وصف مدير الوكالة بالدمية في يد واشنطن
لندن - طهران



 
«الشرق الأوسط»
في أقوى إدانة من نوعها لإيران، ظهرت تفصيلات من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية - المتوقع صدوره بصورة كاملة ورسمية اليوم - لتدين البرنامج النووي الإيراني، وقالت الوكالة، للمرة الأولى، إنها وجدت مؤشرات واضحة تدل على أن ذلك البرنامج يحمل بعدا عسكريا.. وهو ما رفضته إيران في رد فعل سريع، قائلة إن برنامجها أغراضه سلمية بحتة، كما وصف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الوكالة الدولية قائلا: «إن الوكالة لديها جدول أعمال موال للولايات المتحدة»، و«يؤسفني أن المدير يوكيا أمانو هو دمية في يد أميركا».
وأوضحت تسريبات متعددة نشرتها وكالة أسوشييتد برس ووكالة الأنباء الألمانية، أن وكالة الطاقة الذرية أدانت مساعي إيران، كما أن روسيا استنكرت نشر نتائج التقرير - الذي لم تتلقى نصه الكامل - وتساءلت موسكو، في بيان لوزارة الخارجية، عن «مدى قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضمان سرية وثائقها».. في حين أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستزيد، على الأرجح، من حجم عقوباتها على إيران بعد التقرير.
وجاء في التقرير، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الوكالة لديها مخاوف جدية من وجود بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني»، مؤكدة أن هذه المخاوف تستند إلى معلومات «جديرة بالثقة»، وتابعت «تؤكد هذه المعلومات أن إيران أجرت أنشطة تهدف إلى إنتاج سلاح نووي»، كما تشير إلى أن «هذه النشاطات جرت قبل 2003 في إطار برنامج منظم، وأن بعضها يمكن أن يكون مستمرا».
وناشدت الوكالة الدولية إيران إلى التواصل معها «من دون أي تأخير»؛ لتوضيح هذه المعلومات المدرجة في ملحق بالتقرير.
ومن جانبها، بادرت طهران برفض نتائج التقرير الذي يتهمها بالعمل على وضع تصميم لقنبلة ذرية، فور إعلان أجزاء منه أمس. وقال علي أصغر سلطانية، مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «إن تقرير الوكالة متحيز وغير مهني وله دوافع سياسية»، بحسب ما نقلته عن وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.
وكان وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، رفض سابقا أمس في يريفان أي اتهام بامتلاك بلاده برنامجا نوويا عسكريا، وأكد أن الوكالة الذرية لا تملك «أي دليل جدي» على وجود برنامج كهذا.
وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الأمر الذي تنفيه طهران على الدوام.
كما أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من جديد أن إيران «لا تحتاج إلى القنبلة النووية» لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. وقال في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي صباح أمس: «إن الولايات المتحدة التي تملك 5 آلاف قنبلة ذرية تتهمنا بإنتاج السلاح الذري، لكن يجب أن يعرفوا أننا إذا أردنا قطع اليد التي أطالوها على العالم، فلن نحتاج إلى القنبلة النووية»، وتابع: «يمكننا أن نحقق أهدافنا باستخدام الفكر والثقافة والمنطق»، متهما الولايات المتحدة بنهب ثروات الشعوب وإهانتها. وأكد أنه «إذا كانت الولايات المتحدة تريد المواجهة مع الشعب الإيراني، فستندم على ردنا».
ودعا نجاد، في تصريح أثناء حضوره اجتماعا طلابيا في العاصمة طهران نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، واشنطن إلى تغيير سياساتها، متهما الأميركيين ومن يحالفهم بالعمل لتحقيق «الثراء والتطور من خلال نهب وتدمير باقي الشعوب».
وأكد الرئيس الإيراني أن الولايات المتحدة «ليست ملتزمة بنزع الأسلحة النووية»، وقال إن الرئيس الأميركي خصص خلال العام الحالي 81 مليار دولار إضافية لتطوير القنابل الذرية، على حد قوله، وتساءل عما إذا كانت إيران تشكل خطرا على العالم، «أم الدول التي تصنع وتخزن القنابل الذرية».
بينما قال صالحي، في مؤتمر صحافي في ختام لقاء مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان: «إن الدول الغربية والولايات المتحدة تمارس ضغوطا على إيران دون امتلاك حجج جدية ولا أدلة». وأضاف: «نكرر باستمرار أننا لن نصنع أسلحة نووية. موقفنا لطالما كان يقضي بعدم استخدام برنامجنا النووي لأهداف غير سلمية». وأكد صالحي أنه «إذا قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا غير موضوعي فستفقد مصداقيتها». وقالت مصادر دبلوماسية وغربية: «إن الوكالة ستنتقد من جديد في تقريرها المتوقع صدوره اليوم (غياب التعاون) من جانب طهران و(عدم احترامها التزاماتها) كدولة عضو في الوكالة، خصوصا بمواصلتها تخصيب اليورانيوم».
وأيضا أحمدي نجاد رفض نتائج التقرير سابقا هو الآخر، قائلا إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها جدول أعمال موال للولايات المتحدة، وإنها «تنشر تقارير يقدمها مسؤولون أميركيون وحسب. يؤسفني أن المدير العام للوكالة، يوكيا أمانو، ينتهك قواعد الوكالة، وهو دمية في يد أميركا. لم لا ينشر السيد أمانو تقارير عن ترسانات الأسلحة في الولايات المتحدة وحلفائها؟».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «فارس» للأنباء عن مسؤول عسكري إيراني رفيع، تهديده بقتل 10 ضباط أميركيين في العراق وأفغانستان إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على قتل ضابط إيراني واحد، وذلك ردا على اقتراح لخبراء أميركيين بقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين، وأكد الجنرال أمير علي حجي زاده، قائد القوة المجوقلة لحرس الثورة، أن «حفنة من المسؤولين الأميركيين المعتوهين الذين أصيبوا، على ما يبدو، بمرض ألزهايمر يهددون بقتل قادة حرس الثورة». وأضاف: «يجب ألا تنسوا أن القادة الأميركيين موجودون في أفغانستان والعراق وفي البلدان الأخرى للمنطقة، فإذا قتلتم واحدا من ضباطنا فسنقتل 10 من ضباطكم». وكان خبراء عسكريون أميركيون أكدوا في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال جلسة استماع في الكونغرس، أن على الولايات المتحدة قتل قادة من حرس الثورة.
إلى ذلك، اعتبر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، أمس، أن التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية تنطوي على «نبرة بالغة الخطورة»، ويمكن أن تؤدي إلى «كارثة للشرق الأوسط». وأضاف ميدفيديف في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الألماني كريستيان فولف: «يجب أن تعود الأطراف المعنية إلى الهدوء، ويجب تجنب التهديدات وهذا النوع من التصريحات العدوانية». وشدد الرئيس الروسي على أن «كل ذلك يمكن أن يقود إلى نزاع بالغ الخطورة وسيكون كارثة (للشرق الأوسط)».
وقال ميدفيديف: «في اتصالاتي الأخيرة بالمسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس، تأكدت أنهم يحضرون الأدلة التي تؤكد أنهم لا يصنعون السلاح النووي، ومستعدون للتعاون، لكن، ويا للأسف، لم تحدث أي خطوة في هذا الاتجاه».
وبينما كانت واشنطن تنتظر التقرير المزمع صدوره اليوم لحسم أمرها، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أمس: «ننتظر أن يكرر التقرير ما نقوله عن تصرف إيران ورفضها احترام التزاماتها الدولية»، إلا أنه أوضح أن الدبلوماسية لا تزال في نظر الولايات المتحدة أفضل وسيلة للالتفاف على الطموحات النووية العسكرية لدى الجمهورية الإسلامية، ولكنه لم يستبعد تماما خيار اللجوء إلى القوة العسكرية.
ومن جهته، هون وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، من أهمية النقاشات الدائرة في إسرائيل حول توجيه ضربة عسكرية لمنشآت نووية إيرانية، قائلا إن ذلك لم يتقرر بعد، وأضاف في حديث للإذاعة الإسرائيلية، أن ذلك «كان نقاشا هامشيا».
وقال باراك: «إن التقرير (الخاص بالوكالة الدولية) لن يكون مفاجئا لإسرائيل التي تتابع الملف منذ سنوات»، و«سيكون تقريرا خطيرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع أن هناك محاولات تهدف إلى تخفيفه». وأردف: «هذا التقرير سيظهر أن إيران تواصل خداع الأسرة الدولية، وتواصل جهودها على طريق السلاح الذري»، معتبرا أن التقرير «آخر فرصة لفرض عقوبات دولية منسقة وفتاكة تجبر إيران على التوقف».
كما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الأسرة الدولية إلى فرض عقوبات دولية «صارمة جدا وتشل» إيران، معربا عن اعتقاده أن العقوبات الجديدة، الأكثر صرامة، يجب أن تطال البنك المركزي الإيراني وصناعات النفط والوقود والغاز في إيران. وقال: «إذا لم تبادر الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران، فإن الأمر يعني أن واشنطن وغيرها من دول الغرب تسلم بكون إيران دولة ذات قدرات نووية».

0 التعليقات :

إرسال تعليق