أبو مازن يصف زيارته بالعظيمة ويطمئنه بأنه لن يحل السلطة ولن يستقيل
|
أبلغ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن، في مقر الأخير في رام الله، دعمه الكامل للمصالحة مع حماس، برغم الاعتراضات الإسرائيلية والأميركية.
وناقش الملك، الذي وصل رام الله أمس في زيارة سريعة ونادرة، وهي الأولى منذ تولي أبو مازن رئاسة السلطة في يناير (كانون الثاني) 2005، واستمرت لساعات، مسائل مختلفة تتعلق بالمصالحة مع حماس، ومستقبل المفاوضات، والطلب الفلسطيني في مجلس الأمن، ومصير السلطة الفلسطينية برمتها. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، لـ«لشرق الأوسط»: «إن الهدف من زيارة العاهل الأردني، هو إظهار الدعم الكامل للقضية الفلسطينية والمواقف المختلفة».
وأضاف: «لقد أظهر (الملك) دعمه لجميع المواقف الفلسطينية المتعلقة بالمفاوضات مع إسرائيل، وضرورة وقف الاستيطان والاعتراف بالمرجعيات قبل استئنافها، والموقف من الحصول على عضوية الدولة في مجلس الأمن، والتحرك نحو المصالحة الداخلية».
وقال العاهل الأردني للرئيس الفلسطيني: «في كل رحلاتي القادمة إلى العالم سأركز على الحق الفلسطيني في كل هذه المسائل».
ونقل عريقات عن الملك عبد الله تأكيده لأبو مازن «نحن هنا للدعم والتأييد، لدعم إقامة الدولة الفلسطينية».
وأضاف: «كما قال حينما قلده الرئيس وسام القدس، إن إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة أردنية عليا».
غير أن زيارة العاهل الأردني لم تتوقف عند مناقشة مصير المفاوضات مع إسرائيل والمصالحة مع حماس، وإقامة الدولة وحسب، بل ناقشت أيضا، مستقبل السلطة الفلسطينية نفسها. وأكدت مصادر لـ«لشرق الأوسط»، أن الملك سأل عن مستقبل السلطة ومدى جدية إمكانية حلها أو انهيارها في ظل الظروف الراهنة. وقال عريقات ردا على سؤال حول هذا الأمر: «الرئيس أكد لجلالة الملك أن لا نية لحل السلطة، ولا لاستقالته أيضا». وأضاف، «أبلغه أن المطروح على طاولة البحث، سؤال: إلى أين نحن ذاهبون».
ووصل الملك عبد الله الثاني إلى رام الله ظهرا على متن مروحية عسكرية، هبطت في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، حيث كان في استقباله الرئيس الفلسطيني، ومسؤولون كبار، قبل أن يستعرض الزعيمان، حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزف السلامان الوطني الفلسطيني والملكي الأردني.
واستمر لقاء الزعيمين نحو ساعتين، تخللهما غداء على شرف الملك الضيف، الذي وضع إكليلا من الزهور على ضريح الراحل عرفات.
ووصف أبو مازن زيارة عبد الله الثاني إلى فلسطين، بـ«العظيمة»، وقال بعد توديعه للصحافيين: «إننا نقدرها وسنحفظها للأبد في نفوسنا ونفوس الأجيال القادمة، وإنها عزيزة على قلوبنا جدا، ومبادرة كريمة في هذا الوقت».
وكانت آخر زيارة للعاهل الأردني إلى رام الله، في عام 2000، في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهذه ثاني زيارة له، بعدما ألغيت واحدة كانت مقررة في 2007، بسبب الأحوال الجوية آنذاك، حسب ما أعلن.
وقال أبو مازن: «اللقاء يأتي استكمالا للحوار بيننا، خاصة أن الملك سيسافر إلى أوروبا وأميركا، فيما نحن سنقوم ببعض الجولات العربية فيما يتعلق بقضايا المصالحة وغيرها».
وتحدث أبو مازن عن التقارب الأردني مع حركة حماس، قائلا: إنه مع ما يقرره الأردن في هذا الشأن، وأضاف: «المملكة الأردنية الهاشمية مملكة لها سيادتها وحقوقها وسياستها، ونحن مع المملكة فيما تراه مناسبا لها، دون تحفظ. إن تنسيقنا يصل إلى هذا الحد، وما يقوله الأردن في سبيل مصالحه نحن نؤيده مائة في المائة».
وردا على سؤال حول المفاوضات، جدد أبو مازن القول: إنه «إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان واعترفت بالمرجعيات الدولية فنحن جاهزون للعودة إلى المفاوضات، وهذه ليست شروطا مسبقة وإنما التزامات واتفاقات بيننا وبين الإسرائيليين، لذا في الوقت الذي يقبلون بهذا نحن جاهزون».
وأردف: «على أي حال لا يوجد بوادر حتى الآن تشير إلى قرب استئناف المفاوضات».
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أن قضية فلسطين تحظى بدعم أردني مطلق وأن قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 مصلحة أردنية عليا.
وأضاف جودة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية رياض المالكي، بمقر الرئاسة برام الله: «لقد جرى حديث شامل وموسع غطى الجوانب كافة، وهذا نابع من الحرص المشترك وفي إطار التشاور السياسي».
وجدد جودة الدعم الأردني المطلق والكامل للقضية، ولعودة الحق من خلال المفاوضات التي تعالج كافة قضايا الحل النهائي، القدس والمياه واللاجئين والحدود والأمن. وقال: «كل هذه القضايا الأردن معني بها وهو الأقرب لفلسطين وقضيتها ولنا مصلحة أردنية عليا بقيام الدولة المستقلة».
وتحدث جودة عن مواقف الأردن من قضايا مختلفة. وقال فيما يخص المفاوضات: «موقفنا يصب في اتجاه أن تجرى مفاوضات مباشرة، هذا هو الهدف الذي نريد أن نصل إليه، لأن هذا هو الذي سيضمن قيام الدولة من خلال معالجة شاملة لكل قضايا الحل النهائي».
غير أنه أكد على ضرورة وقف الاستيطان والاعتراف بمرجعيات السلام قبل بدء المفاوضات، وقال: «على الجميع وخاصة إسرائيل أن تلتزم بها». وتابع: «الحل يجب أن يستند لقيام الدولة على أساس خطوط 4 يونيو 1967، مع تبادلات في الأراضي يتفق عليها حسب نتائج المفاوضات بين الطرفين، هذا موقفنا؛ حل الدولتين وقيام دولة على حدود 1967، أما الاستيطان فيجمع العالم على أنه غير شرعي وغير قانوني، وهناك جملة من القرارات الدولية بهذا الخصوص. كما أن فتوى المحكمة الدولية بخصوص جدار الفصل تحدثت عن أن الاستيطان غير شرعي، ونعتقد أن المفاوضات وتسريع وتيرة التفاوض حول موضوعي الأمن والحدود من شأنه أن يضع حدا للاستيطان».
أما فيما يخص المصالحة، فقال: «إن القوة تكمن في وحدة الصف الفلسطيني، نعم سيادة الرئيس أطلع الملك على اللقاء مع حركة حماس ومع خالد مشعل، وخارطة الطريق التي سيضعونها للعلاقة بين حركتي فتح وحماس في المرحلة المقبلة. هناك حديث عن زيارة مشعل إلى الأردن لم نتطرق إليه الآن، الأردن دائما على مسافة واحدة من الجميع، وهدفه دعم السلطة والقضية، وبذل كل ما نستطيع لدعم الجهد الفلسطيني والصف الفلسطيني، ولم يتم تحديد موعد لزيارة مشعل».
وحول الموقف من الوطن البديل، أكد أن «الموقف واضح، الدولة الفلسطينية المستقلة تقوم على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس وكل من يقول غير ذلك واهم».
0 التعليقات :
إرسال تعليق