Featured Video

الناشطون السوريون يطلقون عجلة العصيان المدني


بيروت: بولا أسطيح
دعت قوى الحراك الثوري والمعارضة في الداخل والخارج السوريين للخروج اليوم في مظاهرات جمعة «إضراب الكرامة»، لإعلان التزامهم بالإضراب المفتوح الذي تم التوافق على انطلاقه يوم الأحد المقبل الموافق 11 ديسمبر (كانون الأول)، على أن يستمر نحو الشهر تقريبا لينتهي بعصيان مدني.
وقد تبنى المجلس الوطني السوري هذه الدعوة بعد أن جرى تنسيقها بين جميع التنسيقيات والحركات الشبابية والهيئات ومجالس المعارضة على اختلاف أطيافها. ودعا المجلس الوطني للمشاركة الفاعلة في الإضراب الذي يشمل الجامعات والمدارس والاتصالات والمحلات التجارية والمواصلات وموظفي القطاع العام، مؤكدا أن «المشاركة في الإضراب العام الذي دعت إليه قوى الحراك الثوري في الحادي عشر من ديسمبر الحالي، ستكون تصاعدية، وستتوج بعصيان مدني شامل يؤكد رفض السوريين جميعا للنظام الدموي ومقاطعتهم له على كل الأصعدة».
ولفت عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار إلى أن «الهدف الأول للإضراب حشد مختلف شرائح المجتمع السوري، وإظهار وحدتها وروح الجماعة لديها لمواجهة النظام السوري للتأكيد على أن المجتمع السوري مجتمع يريد تغيير الرئيس، وتغيير النظام، وتغيير نمط حياته ومستقبله».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أوضح نشار أن «الدعوة للإضراب قررها الحراك الثوري في الداخل السوري ودعمها المجلس الوطني»، كاشفا عن «مخطط تدريجي للإضراب سيتوسع ليصل للعصيان المدني». وأضاف «الأوضاع في سوريا تتطور بشكل إيجابي لمصلحة الثورة.. في المرحلة الماضية كانت كل المدن السورية تتحرك، ووحدها حلب ودمشق كانتا خارج إطار الثورة، أما اليوم فهناك شرائح اجتماعية كبيرة في المدينتين أصبحت أكثر حسما بتأييد عملية التغيير».
وعن مرحلة ما بعد الإضراب والعصيان المدني، قال نشار «الإجراءات في هذا الصدد مرتبطة مباشرة بتطور الأوضاع ميدانيا في الداخل السوري وكل الخيارات تبقى متاحة. نحن طالبنا ونطالب جامعة الدول العربية بأن تحيل الملف السوري إلى مجلس الأمن لتأمين حماية المدنيين، لكننا عاتبون عليها فهي تعطي المهلة تلو الأخرى فيما الشعب السوري يذبح يوميا ومن دون رحمة».
وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة والتي تتم أسبوعيا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، انتهت لاعتماد تسمية «جمعة إضراب الكرامة»، التي نالت أكبر نسبة من أصوات المشاركين مقابل بضعة أصوات لتسميات مثل: روسيا شريكة في الجريمة، سنتحرر بأيدينا، كلنا سوريا ضد الطائفية.. وغيرها.
وترافقت البيانات الرسمية التي صدرت عن قوى المعارضة داعية للالتزام بالإضراب، مع دعوات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحات الشخصية للنشطاء السوريين على «فيس بوك». وقد أنشأ ناشطون سوريون صفحة خاصة بالإضراب عبر هذا الموقع عمموا من خلالها كل تفاصيل الإضراب ومراحله، مشددين على وجوب التقيد به.
وبحسب الجهات الداعية للإضراب، فإن تطبيقه سيكون على مراحل تصعيدية تبدأ بالانقطاع الجزئي عن الدوام في المدارس، والتغيب الجزئي للعاملين في القطاع الحكومي، مع التخفيف من استعمال الهواتف النقالة والتحضير لإغلاق الأسواق والمحال التجارية إلا في ساعات محددة.
وتستمر الإضرابات حسب خطة مفصلة، لتشمل الجامعات وقطاع المواصلات في وقت لاحق، ثم تنتهي بانقطاع كامل عن الدوام في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، وقطع الطرق الدولية للدخول في مرحلة العصيان المدني مع نهاية الشهر الحالي.
ويهدف الإضراب، بحسب الجهات الداعية إليه، إلى دفع النظام لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وسحب الجيش وآلياته من كل المدن السورية، والتأكيد على سلمية الثورة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق