تجرى في أهم معاقل الجماعة بالإسماعيلية والشرقية والصعيد
|
ما حصده حزب جماعة الإخوان المسلمين في المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان المصري لا يعبر إلا عن القليل الممكن في جعبة الجماعة التي تأسست عام 1928 في مدينة الإسماعيلية ولها وجود كثيف فيها وفي محافظات الجيزة والشرقية والفيوم، والأخيرة شهدت أعلى نسبة تصويت لمرشحي الجماعة في المرحلة الأولى وشهدت كذلك تفوقا كبيرا لهم، أما المحافظات الثلاث الأخرى فهي ضمن تسع محافظات سيخوض فيها حزب الجماعة المرحلة الثانية للانتخابات المقرر لها يوم 14 من الشهر الحالي، بعد أن حصل على نحو أربعين في المائة من الأصوات في المرحلة الأولى التي ستجرى الإعادة لها يوم الاثنين المقبل.
ويقول المراقبون إن قائمة حزب «الإخوان» التي تغلبت على القوائم السلفية والليبرالية، وأثارت المخاوف من هيمنة الجماعة على البرلمان، اتبعت تكتيكات أكثر دهاء من تكتيكات السلفيين والليبراليين، كانت تؤهلها منذ البداية لحصد أصوات الناخبين البسطاء في المناطق الفقيرة والريفية، خاصة في المرحلة الثانية التي تضم كذلك محافظات بني سويف والسويس والبحيرة وسوهاج وأسوان.
وتحمل القائمة التي يخوض بها حزب الجماعة (الحرية والعدالة)، نفس اسم الحزب، على الرغم من أنها تضم مرشحين لأحزاب وتيارات ليبرالية واشتراكية، لكن لن يكون لغير مرشحي الإخوان حظ يذكر في دخول البرلمان حتى لو فازت قائمة الجماعة، بسبب وجود أسماء المرشحين الليبراليين والاشتراكيين في ذيل قائمة الترشح.
ويبدو من الخريطة العامة للدوائر المتبقية، سواء في انتخابات المرحلة الثانية أو المرحلة الثالثة المقرر لها يوم الثالث من الشهر المقبل، أنها ستشهد فرصا أوفر حظا للتيار الإسلامي من المرحلة الأولى، سواء على المستوى الانتخاب الفردي أو بالنسبة لقوائم جماعة «الإخوان»، أكثر من قوائم السلفيين وقوائم الكتلة المصرية و«الثورة مستمرة» وغيرها. ويقول المراقبون إن مرشحي جماعة الإخوان أكثر المرشحين نشاطا في الدوائر التي لهم فيها مرشحون.
وفي محافظة الجيزة، التي تأسست فيها أول شعبة للإخوان عام 1934، يزيد عدد مراكز الدعاية الانتخابية لمرشحي الجماعة عن التيارات السياسية الأخرى، خاصة في منطقتي الهرم وكرداسة، وسبق لمرشحي «الإخوان» هذه المرة خوض الانتخابات البرلمانية في عهد مبارك عدة مرات وسط إجراءات أمنية مشددة لم تمكن أيا منهم من الوصول إلى البرلمان في ذلك الوقت. وفي الانتخابات الحالية لا يوجد تهديد يذكر لمرشحي «الإخوان» في المحافظة بعد انسحاب غالبية المرشحين الأقوياء القدامى الذين كانوا يخوضون الانتخابات عن حزب مبارك الحاكم سابقا.
وفي مسيرات لـ«الإخوان» في القرى الفقيرة غرب الجيزة، هتف المشاركون في مسيرات لمرشحي الجماعة «افرح افرح يا برلمان.. جايلك وفد من الإخوان». وتشمل إحدى دوائر محافظة الجيزة الانتخابية ضاحية إمبابة التي شهدت عنفا طائفيا بين المسلمين والمسيحيين في السنوات الماضية، لكن مرشحي «الإخوان» انتشروا في إمبابة أيضا. ورفع مرشحو الجماعة شعارا يقول إن المسلمين والمسيحيين «يد واحدة».
وفي محافظة الشرقية التي تعد أحد معاقل «الإخوان» المهمة، قال شهود عيان أمس إن غالبية المسيرات والمؤتمرات الانتخابية التي تقام بعد صلاة العشاء كانت من نصيب «الإخوان» أكثر مما كان للسلفيين، مشيرين إلى أن التيار الأخير كان تركزه في المحافظات التي جرت انتخاباتها في المرحلة الأولى، مثل الإسكندرية وأسيوط، وبعض ضواحي القاهرة. بينما اقتصرت الحملات الدعائية على مرشحي التيارات الليبرالية واليسارية للقوائم والفردي على الدعاية الانتخابية العادية، أي، وفقا للمراقبين، الدعاية التي لا تستغل المساجد واللعب على مشاعر الناخبين الدينية.
وفي محافظات المرحلة الثانية في الصعيد جنوب مصر، تخشى جماعة «الإخوان» من قوة من تبقى من المرشحين الذين كانوا نوابا عن الحزب الوطني الديمقراطي (المنحل - الحاكم سابقا)، رغم الجولات الانتخابية الكثيرة التي فاق عددها ما قام به أي مرشحين آخرين من القوائم الانتخابية المنافسة، على الرغم من أن الصعيد لم يعرف عنه في العقود الماضية الوجود الكبير لجماعة «الإخوان» التي يتركز وجودها في الدلتا المصرية شمالا.
والفارق الوحيد الذي يمكن أن تغيره معادلة الانتخابات في المرحلة الثانية، وفقا للمراقبين، مواصلة «الإخوان» تقدمهم، مع تراجع لقوائم السلفيين، وتقدم لقوائم الكتلة المصرية (الليبرالية اليسارية) التي تضم أحزاب المصرين الأحرار والتجمع والحزب المصري الاجتماعي، إضافة إلى توقعات بنتائج أفضل لقائمة حزب الوفد الليبرالي، مشيرين إلى أن هذه التوقعات تسري على مستوى القوائم والمقاعد الفردية التي ينافس عليها بعض من الرموز السابقة من حزب مبارك مستندين في ذلك إلى الثقل العائلي والقبلي.
ومع ذلك قام مرشحو «الإخوان» بجولات بلا هوادة في مراكز سوهاج، منها مركز المنشاة والعسيرات وسط وجرجا. وتحدث محمد المصري، أمين حزب الحرية والعدالة في سوهاج، بصوت مرتفع أعجب الناخبين في المؤتمر الذي عقده أخيرا في الدائرة، حين قال موجها كلامه لرجال الشرطة «إن لم تتقوا الله فينا فسوف نكون لجان شعبية ودروعا بشرية لحماية أمن مصر».
0 التعليقات :
إرسال تعليق