اتهم ساركوزي بقبول أموال ليبية لتمويل حملته الانتخابية.. وطالب باستردادها
باريس: «الشرق الأوسط» قال سيف الإسلام (ابن الزعيم الليبي معمر القذافي) لقناة تلفزيون «يورونيوز» ومقرها فرنسا أمس إن القوات الليبية تقترب من معقل المعارضة المسلحة في بنغازي وإن كل شيء سينتهي خلال 48 ساعة. وهاجم سيف الإسلام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتأييده المعارضين واتهمه بقبول أموال ليبية لتمويل حملته الانتخابية. وسئل ابن القذافي عن المناقشات الجارية في المحافل الدولية بشأن فرض حظر جوي فقال إن العمليات العسكرية انتهت وإن كل شيء سينتهي خلال 48 ساعة. وأعلن أن القوات الليبية أصبحت قريبة من بنغازي وأن أي قرار سيتخذ سيكون متأخرا.
واندفعت القوات الموالية للقذافي باتجاه بنغازي في شرق ليبيا أمس بينما فقدت الجهود الدبلوماسية الرامية لوقفه قوتها. وأخفق اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في باريس هذا الأسبوع في الخروج باتفاق كانت تأمل فرنسا في إبرامه يؤيد فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا وهي قضية أثارت انقساما في مجلس الأمن. وانتقد سيف الإسلام الذي نال تعليمه في لندن ساركوزي لأنه أول زعيم أجنبي يدين القذافي ويؤيد المجلس الوطني الليبي المعارض. ووصف ابن الزعيم الليبي ساركوزي بأنه «مهرج». وتابع سيف الإسلام أن ليبيا ساهمت في تمويل حملة ساركوزي الانتخابية عام 2007 وطالبه بإعادة تلك الأموال. ونفى مكتب ساركوزي قبوله لأي أموال من ليبيا. ونسبت محطة «يورونيوز» إلى سيف الإسلام قوله: «نحن الذين مولنا حملته ولدينا الدليل. ونحن مستعدون للكشف عن كل شيء. وأول شيء نطالب به هو أن يعيد هذا المهرج المال إلى الشعب الليبي». وأضاف: «ساعدناه لكي يعمل لصالح الشعب الليبي ولكنه خيب ظننا. أعد إلينا مالنا. لدينا كل التفاصيل وحسابات البنوك والوثائق وعمليات التحويل. وسنكشف قريبا عن كل شيء».
وتسعى فرنسا لإعادة صورتها القيادية في الدبلوماسية العالمية بعد سوء تعاملها مع الانتفاضة الشعبية التونسية. وكانت من أول من تبنوا موقفا معارضا للقذافي ولكنها تواجه الآن احتمال أن يتشبث القذافي بالسلطة. ولشركة «توتال» النفطية الفرنسية عمليات كبيرة في ليبيا. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي حاول دون جدوى إقناع نظرائه في مجموعة الدول الثماني بتأييد حظر الطيران في مدونته أمس أن الوقت لم يتأخر على تنفيذ تحرك.
وأضاف: «ليس كافيا الإعلان.. عن وجوب أن يرحل القذافي. علينا أن نوفر الوسائل لمساعدة من حملوا السلاح ضد الديكتاتورية». وتابع: «التلويح باستخدام القوة هو الذي من شأنه أن يوقف القذافي. الموازين انقلبت ضد المعارضة من خلال القصف باستخدام بضع طائرات وطائرات هليكوبتر يملكها». غير أن أحد المقيمين في بنغازي نفى ما ردده ثاني أنجال القذافي.
وقال فتحي الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط، لوكالة الأنباء الألمانية «إنهم لم يدخلوا مدينة أجدابيا حتى.. أمس حاولوا ضرب مطار بنغازي لكنه لم يتعرض لضرر». ولجأت قوات القذافي إلى شن هجمات جوية وبرية في مسعى لاستعادة السيطرة على مدن البريقة وأجدابيا، وكلتاهما تقع في المنطقة الشمالية الشرقية التي تبعد مئات الكيلومترات عن بنغازي. وقال فتحي إن القذافي يستطيع ضرب بنغازي من الجو فحسب لكن قواته لا تستطيع دخولها لأن الثوار يحكمون قبضتهم عليها.
غير أن صفوف المعارضة كانت تتخوف من أن يكون بعض الموالين للقذافي ممن يقيمون في بنغازي يرسلون معلومات عن الثوار للقوات الحكومية، وأشار فتحي إلى أن 13 شخصا من الموالين للقذافي ألقي القبض عليهم ليلة أول من أمس.
0 التعليقات :
إرسال تعليق