Featured Video

رغم كارثة الزلازل والتسونامي.. حياة اليابانيين تسير دون تغيير

لا يشكون ولا يبكون ويتعاملون مع الوضع بكبرياء
حرص الكثير من اليابانيين على الرغم من الكارثة البيئية التي حلت بهم أن تسير الحياة في وقعها الطبيعي («نيويورك تايمز»)
لندن: حافظ القباني
«لا يشكون ولا يبكون ويتعاملون مع الوضع بكبرياء بالغ» كان هذا تعليق مصور غربي يغطي أحداث الكارثة المزدوجة التي لحقت باليابان وتنذر بتحولها إلى كارثة ثلاثية مع المشكلات التي يتعرض لها مفاعل نووي.

ففي الوقت الذي يتدافع فيه الأجانب الذين يعملون في اليابان للهروب من البلاد، إلى درجة تلقي شركات الطيران الخاصة سيلا من الطلبات لترحيل آلاف الأشخاص الأجانب الذين يعيشون في اليابان، بعدما قررت عدة شركات متعددة الجنسية سحب موظفيها من طوكيو والمناطق المحيطة بها، بدا أن حياة اليابانيين تسير دون تغيير.
ففي محطة كيوتو اليابانية حشرت مجموعة تضم زهاء 30 أجنبيا نفسها في قطار متجه إلى المطار لكي يتمكنوا من اللحاق برحلاتهم للخروج من اليابان، وعلى رصيف محطة القطارات كانت تلميذات المدارس اللاتي يرتدين بلوزات ذات ثنيات وجوارب طويلة يضحكن ويبدين الإعجاب بأحدث قطع المجوهرات التي تتزين بها كل منهن. وقالت امرأة إيطالية، إن «الأمر أشبه بفيلم سينمائي عن الكوارث. دائما كنت أظن أن أشياء من هذا القبيل لا تحدث في الواقع».
وكانت هذه السيدة تحاول الخروج من اليابان مع ابنتيها، بينما تركت زوجها الألماني هناك. وتابعت: «قلنا أمس، إنه يتعين أن نخرج من هنا لمصلحة أطفالنا».
وأضافت: «لقد وصلنا إلى هنا منذ شهرين فقط وبدأت الأمور تستقر بالنسبة لنا».
وقال فرانك الذي هجر منزله في مدينة ناجويا، «الأمر لا يستحق المجازفة بالبقاء هنا. فليس في مقدورك أن ترى أو تشعر بالإشعاع».
وفور وصولهم إلى مطار كانساي الدولي في أوساكا القريبة، وجد المسافرون الذين كان يسيطر عليهم الشعور بالانفعال جوا من الهدوء وعدم الشد العصبي والأهم من كل ذلك النظام بالمطار في طابع ياباني حقيقي. فقد كانت الموسيقى الهادئة تصدح في صالة المغادرة، بينما كان المسافرون يتناولون الشاي والبسكويت.
كانت الأجواء هادئة بالمطار في اختلاف شديد عن المشاهد الكارثية التي نقلتها شاشات التلفزيون بعد الزلزال.
وأشار مراسل وكالة الأنباء الألمانية في اليابان لارس نيكولايس في تقرير للوكالة إلى عدم توفر المياه والمواد الغذائية والبنزين بالقدر الكافي والبرودة قارسة.
وأضاف أن الكثير من الناس يجلسون في المدارس وصالات الألعاب الرياضية دون مأوى ولا كهرباء ولا مياه أو غذاء، فهم يقفون ساعات طويلة من أجل الحصول على المياه أو الوقود ويبحثون عن أقاربهم المفقودين ويحاولون العثور على وسيلة للتدفئة في هذه البرودة الشديدة، خاصة أن الجليد بدأ يتساقط في بعض الأماكن.
وأوضح نيكولايس: «ليس لدى الناس الوقت ولا الأعصاب لمتابعة الأخبار بانتظام، فهم في حالة انشغال كامل بتوفير سبل التدفئة والطعام الكافي وتأمين أنفسهم فهم يعيشون اليوم بيومه».
ويعتمد الناس على أنفسهم بشكل كبير لتوفير هذه الاحتياجات، على الرغم من أن آلاف الجنود يؤدون مهامهم على أكمل وجه ويعملون بجد من أجل تنظيف الشوارع من حطام المباني.
وقال المصور بيوتر أوناك الذي تجول كثيرا في المناطق المنكوبة، عن الجنود: «إنهم يعملون بكفاءة عالية ويمكنهم إزالة الكثير من الحطام من الشوارع».
ولكن من الصعب نقل المواد الغذائية من مكان لآخر في ظل عدم وجود وقود، ولذلك فإن أرفف الكثير من المتاجر أصبحت خالية.
وفي دليل آخر على الشخصية اليابانية الصبورة والمنظمة، أشار تقرير صحافي من مدينة ناجويا، وهي مدينة صناعية تبعد نحو 300 كيلومتر جنوب غربي العاصمة طوكيو، إلى عدم وجود أي إشارة إلى الكارثة التي حلت في شمال اليابان، وإن كان السكان يشعرون بالخوف من احتمال انصهار نووي محتمل في محطات فوكوشيما لتوليد الكهرباء في الشمال.
وقالت كوجيما التي اكتفت بذكر اسم عائلتها، إنها شعرت بالزلزال في فندق بناجويا، حيث تعمل وذلك على بعد أكثر من 700 كيلومتر من مركز الزلزال.
وأوضحت: «كنت في الطابق الـ17 عندما بدأ كل شيء في الاهتزاز.. لم أعرف ما إذا كان ينبغي علي أن أحاول الهرب، رغم أنني كنت في طابق مرتفع للغاية».
ولم تتأثر ناجويا والمنطقة المحيطة بها من انقطاع التيار الكهربائي الذي أثار الذعر وأدى إلى حدوث فوضى شراء وأزمة مرورية في طوكيو. وسعى اليابانيون في العاصمة إلى التجمع قبل انقطاع التيار الكهربائي لشراء المواد الغذائية والبطاريات والوقود. وفي وقت متأخر من مساء يوم الاثنين، كانت هناك طوابير طويلة أمام محطات الوقود على الطرق خارج المدينة إلى الجنوب.
ولكن في ناجويا، ما زالت المحال التجارية ممتلئة بالسلع والخدمة سريعة في محطات الوقود، كما أن ساعة الذروة بالنسبة لوسائل النقل العام وبعيدا عن منطقة الأزمة في مدينة كيوتو الإمبراطورية على بعد 500 كيلومتر من فوكوشيما، يتجول السائحون في شوارع المدينة الخلابة والمعابد المهيبة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق