النكهة التي لا تمحوها سنون لزوار «طيبة الطيبة»
من تكتب له زيارة المدينة المنورة، بالتأكيد ستبقى متعة التجول في الحرم المدني الشريف ملتصقة في ذاكرته طوال الحياة، لكن.. من جانب آخر قد لا يطرأ على بال من لم يزر «طيبة الطيبة»، أن زائر المدينة سيجد في أحد نبتاتها كـ«نعناع» المدينة منتجا لا مثيل له على وجه المعمورة، سيبقى أيضا في ذائقته ربما طوال حياته.
المدينة المنورة، تتميز بإنتاج نعناع خاص بها، يجد طلبا وإقبالا في المملكة، وعلى المستوى الخارجي، في الخليج وفي العالم أجمع، لما تتميز به هذه النبتة حيث إن لها نكهة خاصة لا مثيل لها. نعناع المدينة، كما قدر بائعون وخبراء في بيع النباتات الورقية المشهورة في المدينة المنورة، التي تزيد على 6 أنواع، يشكل عوائد مالية سنوية، تفوق 18 مليون ريال، بواقع 50 ألف ريال تشكل نسبة مبيعات يوميا.
إبراهيم السويد البائع في مركز بيع المنتجات المحلية في وسط المدينة المنورة، يرى أن أكثر من يستهلك تلك المنتجات أهل المدينة المنورة، ثم يليهم مدينة جدة وبعدها الرياض والقصيم والدمام، مشيرا إلى أن بعضا من زوار دول الخليج أو الدول العربية يترددون بين فترة وأخرى على شراء كميات من نعناع المدينة.السويد أكد خلال حديثة لـ«الشرق الأوسط» أن المدينة المنورة تشتهر بزراعة أنواع النباتات الورقية كالنعناع المغربي والنعناع الحساوي والدوش، وأن مصدره مزارع المنتجات الزراعية من مزارع أبيار علي، ومزارع أبيار الماشي، ومزارع العشيرة، مشيرا إلى أن أكثر المزارع موجودة في الماشية ثم العشيرة ثم مزارع أبيار علي.
وبين أن أكثر الزبائن يحرصون على شراء نعناع أبيار علي، والكميات التي تصدر من أبيار علي تعتبر أقل إنتاجا من المزارع الأخرى، بسبب أن المزارعين في مزارع أبيار علي لا يضيفون على منتجاتهم الزراعية أيا من العناصر الكيميائية التي تستخدم في الزراعة.
من جانبه، قال عبد المجيد فايز العلوي، إن في فصل الصيف يكثر الإقبال على شراء النعناع، لضرورة منح النعناع الشعور بالبرودة، أما الحبق «الحساوي» فمستخدموه يفضلون استخدامه في فصل الشتاء بسبب منحه الشعور بالدفء.
وأوضح أن النعناع له مصطلحات خاصة عند بائعيه، مثل الربطة التي تمثل 4 «شكات»، والشكة يوجد بها نحو 16 حزمة، وتتراوح سعر الشكة ما بين 3 أو 4 ريالات في الأيام العادية، مشيرا إلى أن أسعار الشكة ترتفع في المواسم إلى 50 في المائة من سعرها الحالي.
وتستخدم النباتات الورقية في نكهة وتعطير الشاي، كما يستعملون النعناع المغربي الطازج منه في طبق السلطة والتبولة، وبعض أطباق الطعام، مشيرا إلى أن زائر المدينة المنورة لا يغادر إلا بعد أن يحمل معه نعناع المدينة.
وأشار العلوي إلى أن النعناع يرتفع سعره وينخفض بحسب فصول السنة والمواسم، فأنواع المغربي والنمام يرتفع سعرهما في الصيف بسبب ندرتهما، والباقي تتراجع إمكانية زراعتها في فصل الصيف مثل النعناع الحساوي، مشيرا إلى أن النعناع المغربي يكون ورقة صغيرة ولونه أخضر داكنا، أما الحساوي فأوراقه طويلة ولونه أخضر فاتح.
ويعتبر النعناع من الأدوية الناجحة في معالجة الاضطرابات المرارية، وطرد الغازات المعوية وتسكين المغص المعوي، ومغص أسفل البطن، وآلام الحيض، كما أنه يكسب الجسم نشاطا وحيوية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق