الفقراء يزيدون 68 شخصا مع كل دقيقة
حذر روبرت زوليك، رئيس البنك الدولي، من ازدياد أعداد الفقراء وزيادة معاناتهم بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وقال في مؤتمر صحافي، الخميس، قبل اجتماعات الربيع السنوية: «إننا نواجه مخاطر جديدة، وتغييرات مؤلمة مع ارتفاع أسعار الغذاء وارتفاع أسعار الوقود بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط والكوارث الطبيعية، وارتفاع معدلات التضخم في الأسواق الناشئة، وتأثير ذلك على أسعار الغذاء، وهو ما يشكل أكبر تهديد للفقراء في جميع أنحاء العالم، لأن الأرقام ترسم صورة قاتمة للضغوط المستمرة على الفقراء. وأضاف: «إن أرقام الفقراء تتزايد 68 شخصا مع كل دقيقة، كما تشير ساعة الجوع على واجهة مبني البنك الدولي، أي أكثر من شخص في الثانية، والوقت ليس في صالحنا ولا بد من العمل بسرعة».
وأشار زوليك إلى تضاعف معدلات التضخم في أسعار الغذاء في كل من مصر وسورية، مؤكدا أن الدول الفقيرة هي الأكثر تأثرا بارتفاعات أسعار الغذاء من الدول الغنية، وطالب زوليك مجموعة دول العشرين بالقيام بدور قيادي لوضع حلول لتقلب أسعار المواد الغذائية وحماية الأمن الغذائي، واقترح وضع خطة للتعاون بين المنظمات المانحة لمساعدة الدول الفقيرة يتم مناقشتها في اجتماع وزراء الزراعة في مجموعة دول العشرين في يونيو (حزيران) المقبل في باريس.
وقال زوليك إن البنك الدولي سيدعم السلطات في تونس بمبلغ 500 مليون دولار، ومن الممكن أن يرتفع إلى 700 مليون دولار، بإضافات من جهات مانحة أخرى، وسوف ترتكز الإصلاحات على حرية تكوين الجمعيات والوصول إلى المعلومات والحد من الفوارق الاقتصادية وتعزيز الضوابط في مجال المحاسبة ودعم القطاع الخاص، وأضاف زوليك أنه سيقوم بزيارة إلى تونس في مايو (أيار) المقبل لمعرفة المجالات التي يمكن للبنك الدولي مساعدة السلطات التونسية فيها.
وأشار البنك الدولي في أحدث إحصائيات حول أسعار الغذاء إلى أن الارتفاع في تكاليف الوقود مرتبط بالأحداث المضطربة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية العالمية بنسبة 36 في المائة فوق مستوياتها المسجلة العام الماضي، مما سيدفع الأشخاص إلى الوقوع في فقر عميق.
وأشارت الإحصائية إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 10 في المائة عن الأسعار العالمية سيؤدي إلى إضافة 10 ملايين شخص إلى ما تحت خط الفقر المقدر بـ1.25 دولار يوميا، وأن ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 30 في المائة سيؤدي إلى إضافة 34 مليون شخص إلى دائرة الفقر، وهي أعداد إضافية لنحو 44 مليون شخص يعانون من تبعات الفقر منذ يونيو الماضي، ويقدر البنك الدولي وجود 1.2 مليار شخص في العالم يعيشون حاليا تحت خط الفقر المدقع.
وتقول الإحصائية إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت بنسبة 36 في المائة عن معدلها في العام الماضي، وما زالت قريبة من ذروة ارتفاعها في عام 2008 وتركزت الزيادات (مقارنة بالعام الماضي) في الذرة التي زادت أسعارها بنسبة 74 في المائة، والقمح بنسبة 69 في المائة وفول الصويا بنسبة 36 في المائة، والسكر بنسبة 21 في المائة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق