قائد جيش الثوار لـ «الشرق الأوسط»: اتهامنا للجزائر بدعم القذافي عسكريا ليس من فراغ
|
نفى اللواء عبد الفتاح يونس، القائد العام لأركان جيش التحرير الوطني التابع للثوار المناوئين لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي، ما أشيع خلال الساعات الماضية عن إصابته أو مصرعه، وسخر يونس من هذه الشائعات التي اتهم نظام القذافي بالوقوف خلفها للتأثير في معنويات الثوار، الذين لاحظ أنهم يحققون تقدما كبيرا على أرض المواجهات يوميا، ضد قوات القذافي العسكرية وكتائبه الأمنية. وكان يونس يرد بذلك على شائعات وأخبار تناقلتها بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية، نقلا عن ما يصفه الثوار بمخبول يقدم نفسه على أنه صحافي وناشط ليبي من مؤيدي نظام القذافي.
وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من أربعة أيام، التي يردد فيها نظام القذافي شائعات عن مصرع يونس. لكن اللواء عبد الفتاح نفى في حوار لـ«الشرق الأوسط» إصابته، وقال إنه ما زال يؤدي عمله في قيادة الثوار عسكريا في مواجهات قوات القذافي.
واعتبر يونس أن معركة السيطرة على مدينة البريقة النفطية الاستراتيجية هي معركة مصيرية بالنسبة لنظام القذافي، الذي يدافع عنها بكل قواته العسكرية لمنع سقوطها بشكل كامل في يد الثوار.
وأكد يونس، الذي كان وزيرا للداخلية في الحكومة الليبية قبل أن ينشق عن نظام القذافي ويعلن انضمامه للثوار، بعد اندلاع موجة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية ضد النظام في 17 فبراير (شباط) الماضي، أن الثوار يسيطرون فعليا على كافة مداخل البريقة ما عدا مدخلها الغربي، مشيرا إلى أن الأمور ستحسم خلال الساعات المقبلة.
واعتبر يونس أن أداء حلف شمال الأطلسي (الناتو) يسير بشكل جيد وممتاز، مشيرا إلى التعاون الوثيق مع الثوار لإضعاف نظام القذافي عسكريا تمهيدا للانقضاض عليه.
وينظر الكثير من الليبيين إلى اللواء يونس على أنه بطل قومي وعسكري محترف، علما بأنه أطلق لحيته قبل أيام، تعبيرا عن انشغاله اليومي بمتابعة التطورات العسكرية وتوجيه مقاتليه على طول خط المواجهات ضد جيش القذافي.
وقال يونس عبر الهاتف، من مكان رفض تسميته على خط الجبهة الشرقية لاعتبارات أمنية، «إن الثوار بأسلحتهم الخفيفة يتمنون إسقاط نظام القذافي والإجهاز عليه قبل حلول شهر رمضان المبارك»، إلا أنه قال إنه لا يمكن التكهن في الأمور العسكرية بمواعيد محددة. وفيما يلي نص الحوار..
* ما صحة إصابتك خلال وجودك على خط الجبهة؟
- (ضاحكا) أنا أتحدث إليكم الآن، وأنا بخير والحمد لله ولا تستمعوا لما يقوله إعلام القذافي ونظامه الكاذب، ما زلت أؤدي في عملي في قيادة الثوار، وأنا واحد منهم، ولم أتعرض مطلقا لأي أذى.
* كيف تصف المشهد العسكري الراهن في ليبيا؟
- بالنسبة للثوار، الحمد لله، الوضع ممتاز وجيد للغاية، نحقق تقدما مطردا باستمرار.
* وماذا عن البريقة؟
- أيضا وضعنا هناك جيد، وإن شاء الله سنحسم الأمر قريبا، لدينا السيطرة على كامل المنطقة ما عدا مدخلها الغربي وفي طريقنا للسيطرة عليه خلال الأيام المقبلة. وكما تعلمون فالقذافي يركز كل قواته العسكرية لمنع سيطرتنا على هذه المنطقة النفطية الاستراتيجية، وهي منطقة لها أهميتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، وهو يعتبرها معركة مصيرية بالنسبة لقواته، ونحن أيضا نعتبر معركة البريقة والسيطرة عليها مهمة للغاية.
* وماذا عن البريقة؟
- سنتقدم إلى رأس لانوف وغيرها من المدن والبلدات القريبة، وإلى سرت، وصولا إلى العاصمة طرابلس، نحن نتقدم باستمرار ونقاتل رغم الفارق الكبير في أعداد القوات ومستوى تسليحها، لا توجد مقارنة بين مستوى تسليح جيش القذافي وبيننا، ومع ذلك نحن نحقق انتصارات مهمة ومستمرة، وبإذن الله سنستمر إلى أن ندخل إلى طرابلس.
* هل تتوقعون حسم الأمور عسكريا قبل شهر رمضان المبارك؟
- بالطبع نتمنى ذلك ونعمل من أجله، لكن كله على الله سبحانه وتعالى، نحن نبذل أقصى ما بوسعنا، ونقاتل بأسلحة خفيفة وبمقاتلين غير مدربين جيدا لكن لديهم العزيمة والإصرار على الإطاحة بنظام القذافي وتحرير ليبيا من قبضته.. لا توجد مواعيد، وسواء قبل رمضان أو خلاله أو بعده، هذه أمور عسكرية لا يمكن فيها التكهن بمواعيد، لكني أقول إننا نعمل لإسقاط نظام القذافي اليوم قبل الغد.
* لماذا اتهمتم الجزائر مجددا بتسليح القذافي ومساعدته بإرسال المرتزقة؟
- الباخرة التي اكتشفناها تضم حمولة من الأسلحة وصلت للجزائر في طريقها إلى ليبيا، ولدى الجزائر إنذار أخير من الناتو والتحالف الغربي والاتحاد الأوروبي، ويجب أن يتوقف هذا الدعم.
* لكن الجزائر نفت القصة برمتها؟
- لينفوا كيفما شاءوا، نحن لا نتكلم من فراغ، وبعد تحرير ليبيا وإسقاط النظام سنكشف كل الحقائق لكي يعرف الجميع ماذا فعلت الجزائر لدعم القذافي.
* تقصد أن لديكم أدلة ومستندات دامغة تدين الجزائر؟
- نعم بالطبع، نحن لا نقول أي كلام، وما نقوله يستند إلى معطيات ومستندات، وعندما تتحرر ليبيا سنكشف ما بحوزتنا من أدلة قاطعة، ليس لنا مصلحة في إطلاق الاتهامات جزافا ضد أحد، ويعز علينا هذا الموقف الغريب والمستمر من الجزائر الدولة والحكومة، أما الشعب فنحن نعلم أنه يساندنا.
* ما تقييمك لأداء حلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكريا؟
- حلف الناتو يقوم بواجبه في حماية المدنيين وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وهو يقوم بدور جيد من دون شك ويساعدنا، وترون أنه يقوم بمهاجمة أهداف وقوات عسكرية للقذافي في أكثر من جبهة لحماية المدنيين ولإنهاك هذا النظام عسكريا والباقي نحن نتكفل به.
* كيف ترى الموقف العربي منكم؟
- لكل دولة ظروفها، ونحن نتفهم ظروف الجميع، ونتمنى تطويرها لصالح دعم ثورة وانتفاضة الشعب الليبي ضد نظام القذافي. ودعني أنتهز الفرصة لكي أقول إننا نتطلع إلى دور أكثر فاعلية للسعودية، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رجل حكيم وعاقل ومتزن، ونقدر له دوره العربي والقومي والإسلامي، ونعول كثيرا على مواقف المملكة، ونتمنى أن يتطور موقف السعودية التي نشكرها كثيرا على دعمها للشعب الليبي في مختلف المواقف والظروف.
0 التعليقات :
إرسال تعليق