1.5 مليار جنيه قديم ما زالت متداولة في الدولة الجديدة
|
جوبا: فايز الشيخ الخرطوم: «الشرق
الأوسط»
أعلن السودان بدء تداول عملته الجديدة أمس إيذانا ببروز ملامح جمهوريته الثانية بعد انفصال الجنوب عن الشمال، وكشف عن استعداده للحوار مع الدولة الجديدة لوقف «حرب العملات» والاتفاق على مصير العملة القديمة، في وقت شدد فيه من إجراءاته الاحترازية لوقف تسرب الجنيه القديم من جوبا وإغراق الاقتصاد السوداني وسط موجة غلاء طاحنة تشهدها الخرطوم قبيل دخول شهر رمضان المبارك وتأثر الاقتصاد بخروج النفط من الموازنة العامة.
أعلن السودان بدء تداول عملته الجديدة أمس إيذانا ببروز ملامح جمهوريته الثانية بعد انفصال الجنوب عن الشمال، وكشف عن استعداده للحوار مع الدولة الجديدة لوقف «حرب العملات» والاتفاق على مصير العملة القديمة، في وقت شدد فيه من إجراءاته الاحترازية لوقف تسرب الجنيه القديم من جوبا وإغراق الاقتصاد السوداني وسط موجة غلاء طاحنة تشهدها الخرطوم قبيل دخول شهر رمضان المبارك وتأثر الاقتصاد بخروج النفط من الموازنة العامة.
وأعلن محافظ بنك السودان المركزي، محمد خير الزبير، أمس، عن طرح السودان لعملته الجديدة بعد انفصال الجنوب عن الشمال، وكان الجنوب قد طرح عملة «جنيه السودان الجديد» وتحمل صورة مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق الأسبوع الماضي، وسط اتهامات متبادلة من الطرفين بالعمل على إلحاق أضرار بالاقتصاد من خلال إصدار عملة جديدة، واتفقت الخرطوم وجوبا على إصدار عملتين لكنهما اختلفتا على مستقبل الجنيه القديم، ودخل الطرفان فيما اصطلح عليه «حرب العملات»، وأكد الزبير أن العملة الجديدة من فئات ورقية من خمسين جنيها وعشرين وعشرة وخمسة جنيهات وجنيهين، وتم تحويل فئة الجنيه الواحد من عملة ورقية إلى معدنية. وقال «اليوم نطرح العملة الجديدة في العاصمة والولايات وجاهزون لطرح أي كمية».
واعتبر الزبير أن إصدار «العملة الجديدة بمثابة إيذان ببداية الجمهورية الثانية في السودان، ونسعى للقيام بكافة الإجراءات الاحترازية الضرورية لوقاية وحماية اقتصادنا القومي»، وتبلغ الكتلة النقدية في شمال السودان المراد استبدالها 11 مليار جنيه سوداني (4.5 مليار دولار). في وقت تبلغ فيه الكتلة بالجنوب نحو ملياري جنيه «700 مليون دولار»، واقترح الجنوبيون تداول العملة الورقية القديمة في الحركة التجارية بين البلدين، أو دفع الخرطوم لما يعادلها بالعملات الصعبة، إلا أن الشمال رفض المقترحات الجنوبية وطالب بالكتلة أو الاحتفاظ بها في «متحف»، ويستمر تداول العملة القديمة لمدة ثلاثة أشهر وامتصاصها تدريجيا في عملية إبدال وإحلال لتفادي عملية ارتباك في التبديل. إلى ذلك، يشهد السودان موجة غلاء كبيرة قبيل شهر رمضان، ويتمثل الغلاء في ارتفاع أسعار سلع السكر واللحوم والمواد التموينية، وفسر اقتصاديون الغلاء بارتفاع سعر الدولار وموجات هلع بسبب خروج نفط الجنوب من الموازنة العامة، فيما اعتبر المسؤول الإعلامي للمؤتمر الوطني ورئيس اتحاد العمال السوداني، إبراهيم غندور، الغلاء «لجشع التجار»، ويعتبره المراقبون «جشعا موسميا لازم السودانيين خلال المواسم والأعياد، وارتفع جوال السكر إلى 225 جنيها بعد أن كان يبلغ 140 جنيها في الموسم الماضي، فيما ارتفعت معظم السلع بنسبة 50 في المائة وسط حالة ركود بائنة في الأسواق.
ومن المتوقع أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الخلافات بين الطرفين بشأن التعامل مع التداعيات الاقتصادية الناجمة عن انفصال الجنوب.
وقال محللون إنه من الضروري بالنسبة للدولتين تنسيق جهودهما لتفادي اضطرابات، لكن البنك المركزي، ومقره الخرطوم بينما لم يتم التوصل إلى صفقة مع الجنوب حول ما سيتم عمله بشأن حوالي مليار و1.5 مليار جنيه سوداني قديم متداولة في الجنوب.
وقال النور عبد السلام الحلو، مساعد محافظ بنك السودان المركزي، للصحافيين في الخرطوم عاصمة الشمال، إنه لن يتم السماح رسميا للعملة القديمة بدخول البلاد، وإن أي دخول للعملة من الجنوب سيعد غير قانوني.
ويتراجع الجنيه السوداني في السوق السوداء في الخرطوم منذ أسابيع، ويقول اقتصاديون، إن تدفقات العملة الصعبة الضرورية لتمويل الواردات ستتراجع مع تراجع عائدات النفط.
0 التعليقات :
إرسال تعليق