Featured Video

الثوار الليبيون عند أبواب مدينة البريقة النفطية.. والسيطرة عليها مسألة أيام

مسؤول في الحلف الأطلسي: القذافي عاجز عن شن هجوم جدي
لندن: «الشرق الأوسط»
يؤكد الثوار الليبيون أن السيطرة على مدينة البريقة النفطية على سواحل خليج سرت لم تعد سوى «مسألة أيام». ويسعى الثوار منذ نحو ثلاثة أسابيع بدعم من طائرات ومروحيات الحلف الأطلسي للسيطرة على هذا المرفأ الواقع على مسافة نحو 240 كلم جنوب غربي بنغازي، والذي كان يشكل في الماضي الطريق الرئيسي لشحن النفط المستخرج من وسط البلاد بحرا.
ووصل المقاتلون، أول من أمس، إلى الحدود الشرقية للمدينة في ضواحي منطقتها السكنية، على ما أفاد به صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح فوزي بوقطيف، المهندس المدني الذي أصبح أحد القادة العسكريين الرئيسيين للمتمردين قائلا «إننا نتقدم كل يوم، وصلنا إلى مدخل المدينة، وبعض الرجال دخلوا المنطقة السكنية».
وتابع بوقطيف الذي يقود العمليات في المنطقة بكاملها «يمكننا دخول المدينة اليوم، لكن من الأفضل أن نتقدم ببطء للحفاظ على الأرواح ولضمان تقدمنا بشكل منهجي».
وأقام القائد العسكري «مركز قيادته» في مبنى عادي على الساحل محاط بعدد من الحاويات على مسافة سبعين كلم إلى شمال الشرق، في محيط مصفاة زويتينة المتوقفة حاليا.
وقال بوقطيف الذي يقود رجاله مثلما كان يدير «مشروع أعماله» في حياته الماضية، إن «من يسيطر على البريقة، يسيطر على وسط البلاد الصحراوي بالكامل وما يحويه من نفط».
وعند البريقة تلتقي الرمال الصحراوية بمياه المتوسط عند صحراء سرت التي تشكل الحدود الطبيعية الممتدة على نحو 500 كلم بين إقليم طرابلس (غرب) وإقليم برقة (شرق).
وتمتد مدينة البريقة نفسها على عشرة كيلومترات من الشرق إلى الغرب، على طول الطريق الساحلية التي تربط إجدابيا في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، براس لانوف الخاضعة لسيطرة القذافي.
والبريقة مدينة نفطية تقع وسط كثبان رملية وتضم مصفاة ومرفأ ومنطقة سكنية وبنى تحتية صناعية. ويضغط الثوار على البريقة من الشرق على ثلاث جبهات على طول البحر، وعلى الطريق القادم من إجدابيا وإلى الجنوب، محاولين تشكيل كماشة حول المدينة من داخل الأراضي. وقال القائد العسكري «لقد أحطنا بهم تقريبا، ونستخدم مدفعيتنا لإخلاء المدينة».
وأقامت قوات القذافي في المدينة خطوطا دفاعية قوية لوقف تقدم الثوار، فزرعت مئات الألغام، وأقامت مخابئ في المستودعات المهجورة، ومدت شبكة متطورة من الأنفاق تحت الأرض لإخفاء دباباتها وآلياتها من المراقبة الجوية التي يمارسها الحلف الأطلسي.
وقال بوقطيف، إن ضربات الحلف الأطلسي فعالة للغاية وقد أرغمت، على حد قوله، «ثلاثة آلاف رجل» من قوات القذافي على الانسحاب تدريجيا، مؤكدا أنه لم يعد هناك أي مدني في المنطقة باستثناء «نحو 10 عائلات تعد الطعام للمقاتلين».
ويواجه الثوار أشرس مقاومة في مصنع يقع على خط «النهر الصناعي العظيم»، القناة التي تجر المياه الجوفية من الصحراء إلى المناطق الساحلية، حيث تتحصن بقوة القوات الموالية للنظام، لكن بوقطيف يؤكد أنها «مسألة أيام، ما إن نسيطر على هذا المصنع حتى ينتهي الأمر». وأقر بأن «البريقة رمز. إننا بحاجة نفسيا إلى هذا الانتصار».
وأضاف «ليس الهدف الزحف على طرابلس» وهو أمر مستحيل أساسا بوجود مدينة سرت مسقط رأس العقيد القذافي ومعقل النظام.
وزاد قائلا إن المطلوب هو «تخفيف الضغط عن جبهتي مصراتة وجبل نفوسة من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من قوات القذافي».
كما أن المطلوب هو تشغيل المنشآت النفطية والسماح باستئناف تصدير النفط جزئيا.
إلى ذلك، أعلن المسؤول عن العمليات العسكرية في حلف شمال الأطلسي في ليبيا الكندي شارل بوشار في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن كتائب معمر القذافي لم تعد قادرة على «شن هجوم جدي».
وقال في اتصال هاتفي أجرته معه الوكالة ذاتها من نابولي في إيطاليا، إن «قوات القذافي لم تعد قادرة على شن هجوم كبير جدي يستهدف المدنيين».
وأضاف اللفتنانت كولونيل بوشار، أن «قوات القذافي على الأرض تتراجع في الكثير والعزيمة. ونشهد أيضا ارتفاعا في عدد المرتزقة، مرتزقة بلا رحمة يأتون من دول أخرى وتجندهم قوات القذافي لارتكاب (أعمال عنف) ضد رجال ونساء وأطفال».
وكان القرار الدولي 1973 سمح في نهاية مارس (آذار) لحلف شمال الأطلسي بتنفيذ مهمة في ليبيا هدفها «حماية المدنيين» بعد اندلاع ثورة ضد نظام القذافي تحولت إلى حرب أهلية بين الثوار وكتائب الزعيم الليبي.
وإن كان الثوار سيطروا بسرعة على إقليم برقة (شرق) وجيوب في إقليم طرابلس (غرب)، إلا أنهم لم يحرزوا في الأشهر الماضية تقدما ميدانيا.
لكن اليوم هناك «نشاطا» على الجبهات الثلاث (البريقة شرقا ومصراتة غربا وجبل نفوسة غربا). وأضاف الضابط الكندي «نشهد تغيرات على الجبهات الثلاث والقوات المعادية للقذافي تتقدم لوقف أعمال العنف ضد المدنيين».

0 التعليقات :

إرسال تعليق