Featured Video

نائب رئيس ائتلاف القبائل السورية: الأسد لن يرحل إلا بـ«الخيار العسكري».. وروسيا ستتخلى عنه قريبا

الخالدي في حوار لـ «الشرق الأوسط»: لوبي في الجامعة العربية يدعم الأسد.. وقرار دمشق بيد طهران ونجاد
إسماعيل الخالدي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تركي الصهيل
قبل ساعات من عقد الجامعة العربية اجتماعا لمناقشة الرد السوري على مقترحاتها لحل الأزمة، قال إسماعيل الخالدي، نائب رئيس ائتلاف القبائل السورية، المنبثق من مؤتمر أنطاليا الخاص بالمعارضة السورية: إن الخيار العسكري هو الحل الوحيد لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وعلى الرغم من أن فكرة التدخل العسكري تعتبر «مؤجلة» بالنسبة لبعض قطاعات المعارضة السورية، فإن الخالدي أكد، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن قسما كبيرا من المعارضة، يدعم هذا الخيار، مؤكدا أنه من الواضح أن موسكو تتجه للتخلي عن دعم الأسد، فكما قال «سوريا ليست أغلى من صربيا بالنسبة للروس».
الخالدي، الذي شارك في أول لقاء يجمع المعارضة السورية بأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، قال: هناك لوبي داخل الجامعة، يدعم النظام السوري، ويستمرئ بإعطائه الفرصة تلو الأخرى، مبديا استغرابه من استمرار الجامعة في السعي وراء حل الأزمة، على الرغم من أن هناك قناعة تشكلت لدى العربي، خلال الزيارتين اللتين قام بهما إلى دمشق، اختصرها خلال لقاء وفد المعارضة بقوله «الأسد ماكر وكذاب».
واعتبر الخالدي أن سقوط النظام السوري يعني فشل المشروع الصفوي، وتعرية مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة، موجها انتقادا لاذعا لقيادات حماس، وعلى رأسهم خالد مشعل وأسامة حمدان، بأنهما لم يحركا ساكنا إزاء الجرائم التي ارتكبها الأسد بحق شعبه، على الرغم من أن السوريين ذرفوا من أعينهم الدم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وطالب إسماعيل الخالدي، خلال حواره، بتأمين الحماية الدولية للشعب السوري، داعيا الجامعة العربية إلى أن تتحرك على هذا الخط، على اعتبار أن السوريين من شعوب الأرض ولم يأتوا من المريخ، على حد تعبيره.. وإلى تفاصيل الحوار..
* دعنا نبدأ في حديثنا من موقفكم في المعارضة إزاء ما تقوم به اللجنة العربية من اتصالات مع النظام السوري، وكونكم سبق أن التقيتم أمين عام جامعة الدول العربية في السابق، كيف تنظرون إلى جدوى هذه الاتصالات، على ضوء أول لقاء تم للمعارضة بنبيل العربي؟
- أول لقاء جمعنا بأمين عام جامعة الدول العربية أبدى فيه ضعفه، وقال إنه ليس لديَّ الأمر أو القرار إزاء الجرائم التي تحصل في سوريا، خلال اللقاء سلط الضوء على زياراته التي قام بها إلى سوريا ولقائه بشار الأسد، وكيف أنه حصل على وعد من النظام السوري خلال زيارته الأولى بوقف القتل وسحب الجيش من الشارع، لكنه لم ينفذ.. فسألته: لماذا لم تقُم بزيارة المدن السورية المتضررة أسوة بالسفيرين الفرنسي والأميركي؟ فأجاب بأن الحكومة السورية لم تسمح له بزيارة مدن الثورات السورية، أما بالنسبة لزيارته الثانية لسوريا، فقال عنها العربي إنه وجد خلالها استهتارا واستخفافا من بشار الأسد بالمبادرة العربية الأولى التي تنص على بقائه لعام 2014، وخلص العربي إلى قناعة بأن النظام السوري ماكر وكذاب، وهو ما قاله لوفد المعارضة السورية بالنص.
* طيب.. بما أن العربي كانت لديه قناعة بأن النظام السوري ماكر وكذاب، لماذا فكرت جامعة الدول العربية بتشكيل لجنة وزيارة سوريا لالتقاء النظام، فلماذا هذا الأمل العربي كله بنظام بشار، على الرغم من أن هناك قناعة بأن النظام مراوغ؟
- النظام لديه لوبي كبير في جامعة الدول العربية، فلديه الجزائر والسودان وسلطنة عمان ولبنان، وغيرها، فليس هناك إجماع عربي في التعامل مع الحالة السورية كما كان في ليبيا، وهناك قناعة لدى الدول العربية بأنها لا تريد أن تعيد تجربة ليبيا في سوريا، فمن هذا المنطلق جاء التحرك العربي الأخير تجاه سوريا، لكن باعتقادي أن هذه الفرص التي تمنح لنظام الأسد عبارة عن وهم وليست فرصا، وأصحاب الفرص يعلمون أنهم يقدمون الوهم، لكنهم يركضون وراء السراب، من مبدأ «الحق الكذاب لحد الباب». أنا أعتقد أن موقف جامعة الدول العربية غير واضح؛ فالمجلس الوطني السوري لم يعترف به حتى الآن سوى المجلس الانتقالي الليبي، فليس هناك أحد يقف إلى جانب الشعب السوري عدا بعض الدول الخليجية، حتى الأردن لا يزال متخوفا ولديه حساباته.
* هذا يعني أنه ليس هناك موقف عربي موحد للتعامل مع الحالة السورية؟
- نعم.. هذا صحيح، لكن هناك حدا معينا لجامعة الدول العربية، يجب ألا تتجاوزه، خصوصا في حال استمرت حالة القتل والإبادة في أبناء الشعب السوري، وعلة سوريا الحقيقية هي وجود إسرائيل، فالأخيرة مقتنعة تماما بالنظام السوري ولا تسعى أو تضغط لتبديله حتى يتوافر نظام آخر خائن وعميل حتى يستمر في حمايتها.
* وتعتقد أن البديل الخائن والعميل، على حد تعبيرك، موجود في سوريا، وبالإمكان تجهيزه ليتولى هذه المهمة عوضا عن نظام الأسد؟
- مستحيل، الثورة بدأت من سوريا، وقام بها جيل صاعد ثوري، ولا يمكن لهذه الثورة أن تتحول من نعمة إلى نقمة، ولكن نحن كمعارضة في الخارج والداخل، متبنون مبادرة السلام العربية بالنسبة لكيفية التعامل مع الحالة الإسرائيلية، فليس هناك خوف في هذا الإطار.
* يعني هذه رسالة تطمئن من خلالها الغرب بالتزامكم بمبادرة السلام العربية كحل أمثل لحل الصراع العربي - الإسرائيلي في المنطقة؟
- نعم، هذا أمر صحيح، فنحن ليس لدينا قدرة على أن نشن حروبا على إسرائيل، خصوصا ونحن نخرج من هذه الحالة؛ فإسرائيل لديها قدرة عسكرية هائلة، فنحن متفقون على تبني المبادرة العربية التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي الحل الوحيد التي تكفل حق استرجاع الأرض والسلم بعد ذلك.
* طيب.. استمرارا لموضوع الاتصالات العربية، ما مدى تفاؤلكم برد النظام السوري على مقترحات الجامعة العربية؟
- بالأمس خرج النظام السوري وقال إن قرارنا على الأفكار والمقترحات العربية سيصدر من دمشق وليس الدوحة، تعتقد لماذا؟ لأن القرار السوري ليس بيد نظام الأسد، بل بيد أسياده في كل من طهران وتل أبيب، (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد هو من يدير سوريا وليس بشار الأسد؛ فمفاصل الجيش وقيادات الجيش والألوية والفرق العسكرية الفاعلة.. هذه كلها يشرف عليها ويقودها مستشارون من الحرس الثوري الإيراني، فالقرار السوري ليس بيده بل بيد طهران.
* وكيف تؤثر تل أبيب في القرار السوري، كما تقول؟
- من يحمي إسرائيل نظام الأسد، أتذكر أن رامي مخلوف، وهو الرجل الاقتصادي الأول في السلطة، قال: إذا تزعزعت سوريا ستتزعزع إسرائيل، فلا استقرار لإسرائيل من دون استقرار سوريا، والعكس، ومن ثم الجولان لم يحتل، لكنه تم بيعه، بدليل أن الاتفاقية الأمنية بين دمشق وتل أبيب لا تشابه الاتفاقيتين الأمنيتين الموقعتين بين تل أبيب وكل من عمان والقاهرة، فهي اتفاقية أمنية من الطراز الأول، ولا يوجد فيها أي إزعاج ولا أي عمل عسكري بتفاهم كامل، الجندي الإسرائيلي ينام قرير العين بالجولان السوري المباع، حتى المستوطنون اليهود يتمنون أن يعيشوا في الجولان؛ لأنها أكثر أمنا من تل أبيب.
* الآن.. في حال رفض نظام بشار الأسد المقترحات العربية، ما مطلب المعارضة السورية من الجامعة العربية؟
- الواجب أن تجتمع الجامعة العربية وتبعث بخطاب للأمم المتحدة، تطلب فيه حماية الشعب السوري، كون سوريا عضوا في الأسرة الدولية، والشعب السوري من شعوب الأرض ولم يأتِ من المريخ، فالأمم المتحدة مسؤولة عن حماية الشعب السوري، إما بفرض حظر جوي وإما بإيجاد منطقة عازلة، وإما بتدخل عسكري...
* اسمح لي بالمقاطعة.. أنتم في المعارضة مع الخيار العسكري في سوريا! - أنا كممثل لائتلاف القبائل السورية مع الخيار العسكري، وهناك قسم كبير في المعارضة السورية مع الخيار العسكري، ودعم الجيش الحر السوري.
* يعني أنتم مع إعادة سيناريو ليبيا في سوريا؟
- نعم.. هذا النظام مستحيل أن يرحل بحل سلمي، لو استمرت الثورات 500 عام، فالحل العسكري هو الخيار الوحيد لإزالة نظام الأسد، فها هو القذافي لولا تدخل قوات الناتو لما تمت إزاحته عن السلطة في ليبيا.
* إذن أنتم مع الخيار العسكري، لكن هناك أصواتا داخل المعارضة السورية تتحدث عن عدم رغبتها في الخيار العسكري وأنها مع الحل السلمي، كيف يمكن أن يتم التوفيق بين الرأيين وأنتم في الجبهة ذاتها؟
- أنا أقول: كل شخص يقول لبشار الأسد كلمة لا فهو وطني، ولا مزايدة على وطنيته، ولكن كل إنسان له نظرة وله رأي، ولكن نحن نقول: لو بقينا مئات الأعوام بالحل السلمي لا يمكن لهذا النظام أن ينزاح.. وحتى بشار الأسد لو فكر أن يتنحى لقام النظام بقتله وتصفيته؛ فالوضع أشبه بعصابة هدامة يقودها رؤساء الشعب العسكرية، هل هناك بلد فيه 17 جهاز أمن؟ عناصر الأمن في سوريا يعادلون تعداد جيوش الدول الخمس الاسكندنافية، فضلا عن المخبرين والمتعاونين، فهذا النظام قائم على العمل الأمني، ويكفي القول إنه إذا أردت أن تفتح صالون حلاقة أو أردت الزواج تحتاج لموافقة أمنية. فالثورة السورية، باعتقادي، سبقت الجامعة العربية والمعارضة والمجلس الوطني والأمم المتحدة، ولولا إصرار المظاهرات والثورة في سوريا لما تحركت الجامعة العربية.
* هنا تحديدا، لديَّ سؤال مهم: من يحرك الشارع السوري في الداخل؟
- هناك مجموعة تنسيقيات منظمة على تواصل مع معارضين في الخارج، ولديها قيادة في الداخل، لكني وصلت إلى قناعة بأن من يحرك الثورة السورية هو الله وحده، فما يحدث هو عمل إلهي؛ لأن درجة البطش كبيرة للغاية، ومع ذلك لم يتزعزع الناس في الشارع؛ فمستوى الجرائم الممارس ضد الشعب فظيع جدا، إلى درجة أنني أذكر حادثة أنه تم اغتصاب نحو 200 طالب جامعي في حرم جامعة حلب منذ شهرين، اغتصابا جماعيا على يد الشبيحة الذين هم بالأساس عساكر من خريجي السجون وأبناء اللقطاء...
* دعني أقاطعك هنا.. كثيرا ما نسمع عن أن الشبيحة هم عبارة عن أناس مقطوعين وتم جمعهم من الشوارع وهم صغار، وتم احتضانهم من النظام لكسب ولائهم له، ما حقيقة هذا الأمر؟
- بالضبط، هذه حقيقة؛ فنظام الأسد كان يجمع اللقطاء ويؤويهم ليس فعلا للخير، ولكن لكسب ولائهم، أضف إلى ذلك أن هناك مجموعات هائلة جدا من الشيعة في العراق مشاركين مشاركة حقيقية في قمع ما يجري على الأرض، وتمت مشاهدتهم في البوكمال وحمص، أضف إلى أن هناك مشاركة فاعلة في قمع المتظاهرين من حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري الاجتماعي وحركة التوحيد.
* تعني أن هؤلاء كلهم متآمرون على الشعب السوري؟
- نعم.. لأن سقوط النظام السوري هو سقوط لهم ويشكل نهايتهم؛ فنهاية الأسد هي نهاية لحزب الله وحركة أمل والقومي السوري، وعزة للعرب السنة في لبنان.
* هل تقصد بإجابتك السابقة أن الموضوع تحول من شأن داخلي سوري إلى موضوع طائفي؟
- الموضوع في أوله وآخره طائفي، من الذين تصوب أسلحة الجيش ضدهم؟ هم المتظاهرون السنة فقط، لا الدرزي يقتل، * هل تعني أن نظام الأسد يقصد السنة تحديدا؟
- مقصودون نعم؛ لأنهم هم الأكثرية، ويشكلون 80% من الشعب.. فهذه العصابة الحاكمة وصلت إلى قناعة إما الموت وإما الحياة.. لكن النظام يلعب على الوتر الطائفي؛ فهو يخوِّف الأقليات باسم الطائفية، فعلى سبيل المثال، حمص، وهي تعتبر عاصمة الثورة السورية، فيها 4 أحياء يقطنها سكان من الطائفة العلوية، ولم يُقتل واحد منهم، بل إنهم يدعمون النظام، لكن الشعب السوري لديه وعي بموضوع الطائفية والسلم الأهلي، وهو أمر محافظ عليه، ولا أتوقع أن تحدث حرب أهلية أبدا البتة، ولك أن تتخيل أن القيادة السورية وحدها تعزف على وتر تقسيم البلد في حال سقط النظام وتخوف الشعب بهذا الأمر. نحن نرى، كمعارضة، أن أشر الشرور بقاء بشار الأسد.
* ولكن، من البديل بتصوركم بعد سقوط نظام بشار الأسد؟
- البديل سوريا دولة مدنية عصرية، صناديق الاقتراع، دولة لا يسيطر عليها الحاكم الأوحد، وتعتمد على الانتخابات، ويعيش فيها كل أطياف الشعب السوري، ففي سوريا 18 طائفة، و11 ديانة، فكل هؤلاء تحفظ كرامتهم ضمن دولة مدنية عصرية، ففي سنة 1950 كان الدستور ينص على الدولة المدنية وكانت الناس تعيش بتناغم. ولو أن سوريا تعاني الطائفية لما وصل حافظ الأسد العلوي إلى السلطة.
* طيب.. كيف يمكن أن نفسر المظاهرة المليونية التي خرجت قبل أيام في ساحة الأمويين وتدعم بقاء بشار الأسد؟
- الدولة تجبر جميع موظفيها الحكوميين على الخروج والمشاركة في هذه المظاهرات، وإلا سيكونون معرضين للفصل من وظائفهم.
* اسمح لي.. سمعنا هذا الكلام كثيرا، ولكن هل هو حقيقة أم لا؟
- أنا عملت 15 سنة في سوريا، ولم أخرج منها إلا عام 1994، النظام السوري يستطيع من خلال ساعات أن يجمع هؤلاء الناس كلهم، كل معمل من المعامل يعمل فيه من ألفين إلى 3 آلاف عامل، فضلا عن المعاهد العسكرية والمخابرات والشرطة والأمن، هذا غير الجامعات، ويأتي بناس من لبنان والعراق؛ فهو قادر على حشد كثير من الناس، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح: لماذا لا تتعرض المظاهرات التي تخرج مؤيدة للأسد لهجوم من الجماعات الإرهابية التي يروج لها النظام، بينما تتعرض فقط المظاهرات المناهضة للهجوم وإطلاق النار؟ فالنظام قادر على حشد أعداد كبيرة وتصويرهم بأنهم مؤيدون له، هذه هي الحقيقة، فالنظام يهدد الناس بلقمة العيش إذا لم يخرجوا في المظاهرات.. هناك خط عسكري مفتوح من حزب الله إلى القيادة السورية، يستطيعون من خلاله إدخال كل من يريدون من البشر، فيجمعون 10 آلاف أو 100 ألف ويصورونها على أنها مظاهرة مليونية، وهي ليست كذلك.
* تحدثت في إجابة سابقة عن أن أحمدي نجاد هو من يدير سوريا فعليا وليس نظام الأسد! - نعم.. القيادة الإيرانية في طهران هي من تسير النظام السوري، فما عليك إلا أن تعود لتصريحات رئيس أركان الحرس الثوري الإيراني التي قال فيها: لن نسمح بسقوط النظام السوري، هذا غير حسن نصر الله حينما يعلن على التلفزيون ويقول: سقوط النظام السوري هو سقوط للمقاومة، ومن يسقط المقاومة يجب سقوطه، فهل بعد ذلك نشك في الأمر، ومن ثم أي مقاومة يتحدث عنها نصر الله ولم يطلق نظام الأسد طلقة واحدة باتجاه الجولان.
* عدت للتذكير بحديثك عن دور نجاد في سوريا، لكي أسألك عن رأيك فيما قاله وزير خارجيته علي أكبر صالحي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» من أن هناك جماعات في الداخل السوري مدعومة من الخارج تسهم في زعزعة واستقرار البلاد، كيف ترد على ذلك؟
- القيادة الإيرانية تريد تبرير كل شيء للنظام السوري.
* حتى عمليات قتل المدنيين؟
- نعم، حتى عمليات القتل، كيف يسمح لعصابة الأسد أن يستعينوا بالفارسي الإيراني، ونحن إذا استعنا بدولة عربية وصفنا بأننا مدعومون من الخارج؟ وأنا أحب أن أؤكد لك أنه حتى اللحظة لم نتلقَّ دعما من أي دولة، ولكن كيف يكون النظام مسموحا له بأن يستعين بقوة فارسية عجمية على أبناء شعبه؟ وكيف يمنع علينا الاستعانة بمحيطنا العربي للحصول على دعم حياتي من داء ودواء؟ هذا منطق غريب.. صالحي تطرق للجماعات الإرهابية، لكنه لم يتحدث عن عصابات النظام كيف تقتل وتدوس على رؤوس الشرفاء والأحرار.
* ذكرت أن جانبا كبيرا من المعارضة مع الحل العسكري، لكن هل تتوقع بأن روسيا والصين من الممكن أن تسمحا بتمرير مثل قرار كهذا، لا سيما أنهما أفشلتا قرارا سابقا ضد سوريا في مجلس الأمن؟
- الدب الروسي خذل كثيرا من الأنظمة، وهناك شواهد تاريخية؛ فروسيا خذلت بورما والهند وكوريا وليبيا وأفغانستان وصربيا، ومن ثم فإن سوريا ليست أغلى من صربيا لدى الروس، فضلا عن العراق، فيجب ألا نبني على موقف الدب الروسي.. الأمم المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه الشعب السوري، وروسيا والصين بعثتا بوفود رسمية لدمشق، والتقتا كذلك المعارضة، وكانتا مع إعطاء الأسد فرصة، لكن الفرصة الآن انتهت؛ فبالأمس المندوب الصيني يقول إنه يجب أن يوقف العمل العسكري فورا، والرئيس الروسي قال إن أمام الأسد تطبيق الإصلاحات أو الرحيل، فالموقف الروسي لن يصمد كثيرا مع القتل الذي يمارسه نظام الأسد؛ لأن هناك موقفا عالميا في هذا الاتجاه.
* قبل أن تتابع لقد تطرقت لنقطة مهمة جدا، ولكن ما التأثير المتوقع كذلك من سقوط نظام الأسد على مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة؟ سوريا هل من الممكن أن تتحول إلى نقطة تضاف لصالح مشروع الإخوان في المنطقة؟
- هناك حبل سري لا يزال ممدودا بين الإخوان المسلمين وقيادة التشيع في طهران، فإخوان مصر وحركة حماس وإخوان الأردن وإخوان سوريا الذين هم في المعارضة ويمثلون 60% من المجلس الوطني، هناك حبل سري بينهم وبين طهران، فسقوط المشروع الصفوي هو سقوط لمشروع الإخوان، وسقوط كل الحركات التي تسير على الخط الإيراني.. إيران تهدف إلى ما هو أبعد من العراق وسوريا ولبنان والأردن.. ولكي أثبت ارتباط مشروع الإخوان بإيران، لماذا لم تصدر حماس، حتى الآن، بيانا تدين فيه عمليات القتل التي يمارسها الأسد ضد أبناء شعبه؟ فأيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كنا نذرف الدم من عيوننا حزنا على غزة، والآن الشعب السوري يعاني الأمرين ولم تصدر حماس بيانا واحدا حول الموضوع، بل بالعكس يذهب خالد مشعل لخامنئي ويقبل يديه.

0 التعليقات :

إرسال تعليق