«كاديلاك» تبسط استعمال لوحة القيادة للحد من تشتيت تركيز السائق على الطريق

سباق تطوير الاستعمالات الإلكترونية مستمر بينها وبين و«فورد»

لوحة القيادة المبسطة في «كاديلاك»

 لندن - سان دييغو (كاليفورينا):
إذا كانت سيارات «فورد» معروفة بهيكلها القوي المتين، فإن سيارة «كاديلاك» معروفة بما يمكن تسميته بـ«الخيلاء». لذلك عندما تطرح الشركة نظام توصيل السيارة بأجهزة متصلة بالكومبيوتر - الذي طال انتظاره في أسطول السيارات الـ«سيدان» الفاخرة في الأسواق - يتوقع الكثيرون أن يكون مميزا.

يعتمد نظام «سي يو إي»، أو «تجربة مستخدم الـ(كاديلاك)»،على تقنية اللمس ونظام التحكم الذي أزيح الستار عنه في 12 أكتوبر (تشرين الأول) في مؤتمر تكنولوجيا السيارات في مدينة سان دييغو الأميركية. إنه نموذج لتزاوج الطراز المميز بالعلوم التطبيقية للسيارات، مركزة بإحكام وانسيابية في لوحة القيادة الإلكترونية في سيارات «كاديلاك». ويعتمد هذا النظام على الاستخدام المتنامي للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في الأسواق، ويركز على النظام الإلكتروني للوحة أجهزة القياس على شاشة «إل سي دي» من 8 إنشات تعمل باللمس. وقد أصبحت شاشات قائمة التطبيق أصغر حجما وأبسط استعمالا، إذ يمكن أن تعمل بتحريك الأصابع عليها كأنك تتنقل بين قوائم مختلفة على جهاز «آي باد».

حولت «كاديلاك» شاشة لوحة أجهزة القياس إلى شاشة أبسط وأقل إرباكا للسائق، إذ قلصت عدد أزرار التحكم في الراديو ووسائل التسلية لتصبح أربعة فقط، ويمكن التعامل مع كل الأزرار باللمس للحصول على المعلومات، ما يعني أن السائق يشعر بكل نبضة من الاهتزاز ليعرف أنه شغل زرا، والغاية من ذلك هي أن لا يهدر قائد السيارة وقتا طويلا متعثرا بين أزرار التحكم على لوحة أجهزة القياس كي لا يشتت ذلك انتباهه ويلهيه عن متابعة تعرجات الطريق. ويقول المدير التنفيذي للتصميم الداخلي في «كاديلاك»، ديفيد ليون: «لقد رأينا شكل لوحات أجهزة القياس في سيارات ينتجها منافسون آخرون وكيف تشبه الآلات الكاتبة. إنها تؤدي إلى تشتت انتباه قائد السيارة».

وللحد من تشتت الانتباه أثناء قيادة السيارة، تظل شاشة القائمة التطبيقية الصغيرة للنظام غير مربكة حين لا تكون قيد استعمال قائد السيارة، فهنالك قائمة استعمالات متحركة مثبتة في أسفل الشاشة يسهل تحريكها، بينما تظل الأيقونات الأخرى، مثل تلك الخاصة بالموسيقى، في مكان بارز من الشاشة. وعندما يحرك الراكب يديه تجاه شاشة الـ«سي يو إي» لتغيير محطة الراديو، تلتقط المستشعرات حركته وتبرز المزيد من الأيقونات على الشاشة.

ويمكن للمستخدمين توصيل هواتفهم الذكية وأي جهاز متصل بـ«البلوتوث» أو وصلة «يو إس بي» بالسيارة، وتجميع كل الملفات الموسيقية في موقع واحد.

من المعروف عن شركة «فورد» أنها من أبرز الشركات في مجال توصيل السيارة بأجهزة متصلة بالكومبيوتر. وعلى الرغم من أن شركة «جنرال موتورز» بدأت هذه الجهود عام 1996 من خلال تقديم نظام «أون ستار»، فإن نظام التوصيل الذي قدمته «فورد» عام 2007 قلب هذا النظام رأسا على عقب، من خلال تمكينه المستخدمين من توصيل هواتفهم الذكية وأجهزة تشغيل «إم بي ثري»، وأجهزة أخرى مناسبة، بسيارتهم بواسطة «البلوتوث» أو وصلة «يو إس بي». وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أدخلت «فورد» عنصرا جديدا على النظام هو التحكم في الصوت بالاشتراك مع «آبل لينك»، وهو نظام يسمح لتطبيقات مثل «باندورا» و«ستيتشر» بتشغيل التطبيق المطلوب من خلال لفظ اسمه جهارا، وسيتم قريبا تدشين «سي يو إي» مع «باندورا» و«ستيتشر»، لكن البرنامج يتطلع إلى إتاحة تفاعل النظام مع المزيد من التطبيقات التي يقدمها مهندسون من طرف ثالث.

ويقول ميكي بلاي، المدير التنفيذي لأنظمة المعلومات العالمية: «نحن نعمل حاليا بجهد مع مبتكري التطبيقات ومع شركاء بارزين. لن نعلن عن أي شيء اليوم، لكن المزيد من التطوير يلوح في الأفق».

ومن المتوقع أن تظهر النتيجة في «سي إي سي 2012».

وسوف يعتمد نظام «سي يو إي» في سيارة «كاديلاك»، مثل نظيره في سيارة «فورد»، على تكنولوجيا «نوانس» للتعرف على الأوامر الصوتية، على الرغم من تأكيد «كاديلاك» أن برامجها تتفوق على أنظمة منافسيها، فبدلا من استخدام مجموعة من التعليمات اللفظية المحددة لتشغيل التطبيقات، سوف يستنبط نظام «سي يو إي» تعليماته - إن جاز قول ذلك - من مؤشرات في حديث المتعامل معه. ويقول مايك هيتشم، مهندس الأنظمة الرئيسية في «جنرال موتورز» إنه «يمكن قول أي شيء يخطر ببال السائق أو الراكب كون اللغة العادية لا تقتصر على كلمتي نعم ولا، إذ إن هذا النظام يعتمد على فكرة تحديد الموضوع لتحديد ما يقوله المتعامل معه.

من غير المتوقع مشاهدة نظام (سي يو إي) في وقت ما قبل نهاية السنة الحالية، ولكن من المنتظر أن تكون سيارات الـ(سيدان) (إكس تي إس) و(إيه تي إس) و(إس آر إكس) من طرازات (كاديلاك) أول موديلات تحتوي على نظام (سي يو إي)، على أن تليها (إسكاليد) وموديلات أخرى. ويتوقع مسؤولون في (كاديلاك) أن يكون هذا النظام متوفرا في كل طرازات (كاديلاك) في غضون 12 شهرا».

Posted in: تكنولوجيا