Featured Video

الشباب المحتجون في اليمن يرفضون خطة انتقال السلطة ويدعون للتصعيد


خادم الحرمين الشريفين خلال حديث مع الرئيس اليمني أمس (واس)
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لدى توقيعه على المبادرة الخليجية (واس)
الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي خلال ترحيبه بالرئيس علي عبد الله صالح ويبدو في الصورة الأمير سلمان بن عبد العزيز (واس)
الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي يصافح الرئيس اليمني (واس)
ولي العهد السعودي وإلى جواره الأمير سلمان ويبدو في الصورة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية (واس)
صنعاء - لندن: «الشرق الأوسط»
رفض الشباب اليمنيون المحتجون المعتصمون في ساحة التغيير في صنعاء أمس اتفاق نقل السلطة في اليمن وإصرارهم على محاكمة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بحسب ما أفاد به المسؤول الإعلامي في اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية.
وأكد وليد العماري المسؤول في اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية الدعوة إلى «مسيرة مليونية تصعيدية لرفض التوقيع على المبادرة الخليجية»، التي قال إنها لا تعني الشباب، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.
وأفاد مراسلو الوكالة بأن حالة من الغليان تسود ساحة التغيير منذ التوقيع في الرياض على اتفاق نقل السلطة الذي يمنح الرئيس اليمني صالح خروجا مشرفا وحصانة من الملاحقة القانونية. وهتف المتظاهرون «لا حصانة لا ضمانة، لعلي صالح وأعوانه».
وقال العماري في هذا السياق إن «المبادرة الخليجية لا تعنينا ولن نتزحزح عن الساحات حتى يتم تحقيق كامل أهداف الثورة التي خرجنا من أجلها وخصوصا محاكمة صالح وبقايا النظام».
من جهة أخرى، أكد اتفاق نقل السلطة في اليمن أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي وقع أمس في الرياض الاتفاق منحه خروجا مشرفا من الحكم وحصانة من الملاحقة.
وأثبت الاتفاق أن الرئيس صالح عسكري وبراغماتي محنك لعب دورا محوريا في التاريخ العاصف لبلاده طوال أكثر من نصف قرن. وبعد أشهر من «الثورة السلمية» لإجباره على التنحي، استطاع من وصف حكمه لليمن بـ«الرقص على رؤوس الثعابين» من الحصول على شروط جيدة لخروجه من السلطة، سيما أنه سيبقى رئيسا شرفيا لمدة تسعين يوميا ولن يغادر إلا مع إجراء انتخابات مبكرة كما أصر دوما.
فهذا اللاعب المحنك، كما تصفه وكالة الصحافة الفرنسية، لم يفر من بلده كنظيره التونسي السابق زين العابدين بن علي اللاجئ في السعودية، ولم يقتل مثل العقيد الليبي معمر القذافي ولا هو سيحاكم مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وحتى حزبه فلن يخرج من المعترك السياسي.
ودخل صالح معترك السياسة في عام 1962 خلال الانقلاب الذي أطاح بآخر الأئمة الذين حكموا اليمن، وشارك في إقامة جمهورية اليمن العربية في مناطق معزولة وقاحلة تحكمها الأعراف القبلية. وفي أعقاب ذلك، اندلعت حرب أهلية دعمت فيها مصر بقيادة جمال عبد الناصر العسكريين في الحكم، وانتهت هذه الحرب في عام 1970.
وفي نفس الوقت، كانت مناطق جنوب اليمن الحالي تحت سيطرة البريطانيين، خصوصا عدن والواجهة البحرية للبلاد. وغادر البريطانيون جنوب اليمن تحت وطأة انتفاضة واسعة النطاق في 1967 وقامت بعد ذلك جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية وعاصمتها عدن، وأصبحت هذه الجمهورية تدور في فلك الاتحاد السوفياتي. وفي عام 1978 اختير صالح الذي كان حينها في رتبة مقدم، من قبل هيئة تأسيسية ليحل مكان رئيس اليمن الشمالي أحمد الغمشي الذي قتل في عملية دبرت في الجنوب. وصالح الذي ولد في 21 مارس (آذار) 1942 أحاط نفسه بنواة صلبة من المقربين الأوفياء، لا سيما إخوته الذين وضعهم في مواقع أساسية في النظام العسكري والأمني. كما اعتمد على الحزب الحاكم، حزب المؤتمر الشعبي العام. ولكن ليتمكن من حكم هذا البلد المعقد جدا، تماشى صالح مع التركيبة القبلية والتقليدية للبلاد التي تفتقر للثروات الطبيعية والتي يتمتع فيها شيوخ القبائل ورجال الدين بنفوذ كبير. وينتمي صالح لقبيلة سنحان، وهي إحدى قبائل حاشد الأكبر والأقوى في اليمن والتي خاضت قواته في الأشهر الماضية معارك طاحنة مع مناصري شيخ شيوخها صادق الأحمر.
وقال فرانك ميرمييه الخبير في شؤون اليمن «منذ عام 1978 أقدم صالح بهدف الحفاظ على نظامه على دمج شيوخ القبائل في هيكلية الدولة ومنحهم مقاعد في الحكومة وجعلهم يستفيدون من الدعم المالي الحكومي».
وعمل صالح في البداية على الوحدة مع الجنوب، وقد تحققت هذه الوحدة في عام 1990 بالتزامن مع سقوط الإمبراطورية السوفياتية. وتحول صالح بعد ذلك إلى أول رئيس لليمن الموحد، ولكن بعد أربع سنوات استخدم الحديد والنار لقمع محاولة انفصالية في الجنوب.
وبعد 33 سنة في الحكم لم يحقق صالح تقدما في مستوى معيشة مواطنيه الذين يعيشون في أحد أفقر البلدان في العالم.
صالح متزوج وأب لسبعة أبناء وهو ينتمي إلى الطائفة الزيدية، إحدى الفرق الشيعية، ويشكل أتباعها ثلث سكان اليمن والغالبية في شمال البلاد.
إلا أن صالح خاض منذ 2004 ست حروب مع متمردين زيديين في شمال البلاد، آخرها انتهى في فبراير (شباط) 2010. وتمكن صالح وهو براغماتي بامتياز من اجتياز عدة أزمات صعبة في الماضي، لا سيما الأزمة التي نجمت عن اجتياح عراق صدام حسين للكويت في 1990.
وبعد توحيد البلاد، جرت 3 انتخابات تشريعية في 1993 و1997 و2003 وانتخابات رئاسية في 1999 و2006 تم بموجبها التجديد لصالح. وكان يفترض أن تنتهي ولايته الحالية رسميا في 2013.
وواجه صالح أيضا تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن، إلا أنه استخدم خطر هذا التنظيم من أجل تعزيز موقعه لدى الولايات المتحدة التي كان يحصل منها على دعم بـ150 مليون دولار سنويا.
وواجه صالح منذ نهاية كانون يناير (كانون الثاني) حركة احتجاجية غير مسبوقة وأصبح معزولا أكثر من أي وقت مضى إلا أنه ظل يسيطر على القسم الأكبر من القوات المسلحة وظل قادرا على تحريك مئات الآلاف من المؤيدين في الشارع كل أسبوع.
وقد رفض 3 مرات، ودائما في اللحظة الأخيرة، التوقيع على المبادرة الخليجية على الرغم من تأكيده مرارا أنه سيوقعها.
وفي إحدى هذه المرات، حاصر مؤيدو صالح السفراء الخليجيين والأوروبيين في مبنى السفارة الإماراتية، حيث كان يفترض أن يوقع الرئيس على المبادرة.
وأصيب صالح في يونيو (حزيران) بجروح وحروق بالغة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي نقل على أثره مع مسؤولين كبار أصيبوا معه إلى السعودية للعلاج، إلا أنه، وخلافا لكثير من التوقعات، عاد ليتابع إدارة الأزمة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق