الصين: قرار اللجنة «يؤتي نتائج عكسية»
أفادت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن لجنة التحقيق الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ستقدم تقريرها الاثنين معربة عن الأسف لأن دمشق لم تسمح بتواجد خبراء الأمم المتحدة على أراضيها.
وأعلنت المفوضية العليا في بيان نشر أمس أن الأعضاء الثلاثة في اللجنة سيرجيو بينهيرو (البرازيل: خبير في حقوق الإنسان) وياكين ارتورك (تركيا: متخصصة في أعمال العنف ضد النساء) وكارين أبو زيد (الولايات المتحدة: متخصصة في المسائل الإنسانية واللاجئين) سيلتقون وسائل الإعلام لاحقا للإجابة عن التساؤلات. ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي شكل اللجنة في 23 أغسطس (آب) الماضي خلال جلسة استثنائية سيدرس تقرير الخبراء بمناسبة الدورة التاسعة عشرة للمجلس في مارس (آذار) المقبل. وأعلنت المفوضية العليا أن اللجنة بدأت أعمالها في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، مضيفة أن الخبراء أجروا مقابلات مع «ضحايا» و«شهود على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا».
وأضافت المفوضية أن «اللجنة التقت أيضا بعثات دبلوماسية وشركاء للأمم المتحدة ومنظمات إقليمية (بينها منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية) والمجتمع المدني ومنظمات تنشط في مجال حقوق الإنسان». وأعربت المفوضية عن أسفها للأمر وقالت «للأسف لم يسمح للجنة حتى الآن القيام بعملها في سوريا». وأشارت المفوضية العليا لحقوق الإنسان من جهة أخرى إلى أن اللجنة «تأمل في البدء بحوار إيجابي مع السلطات قريبا» ذلك أنه يتعين على الخبراء أن يضعوا كما أوضحت تقريرا حول متابعة الوضع لشهر مارس 2012.
واعتبرت الصين أن القرار الذي أصدرته لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بشأن الوضع في سوريا وتضمن إدانة للقمع المستمر منذ 8 أشهر من جانب النظام السوري للمحتجين المناوئين له «يؤتي نتائج عكسية». وكانت الصين ضمن 41 بلدا امتنعت عن التصويت على القرار الذي أدان بشدة «استمرار انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة والمنهجية» من جانب النظام السوري والتي أوقعت بحسب الأمم المتحدة أكثر من 3500 قتيل.
وقال ليو وايمين المتحدث باسم الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحافي «إن اللجوء إلى قرار للضغط على بلدان أخرى هو أمر يؤتي نتائج عكسية لا تؤدي لتهدئة الوضع». وكانت الصين وروسيا قد استخدمتا الشهر الماضي الفيتو لنقض مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الحملة التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد على معارضيه مبررتين موقفهما بأن قرارا كهذا سيستخدم كذريعة للقيام بتغيير النظام. وأدانت العواصم الغربية الفيتو الروسي - الصيني معربة عن أسفها تجاهه حيث قالت الولايات المتحدة إنها «غاضبة جدا» بينما اعتبرت فرنسا يوم إجهاض القرار «يوم حزن» للشعب السوري ولمجلس الأمن. وبعد ذلك بأيام حثت بكين دمشق على التعجيل بتنفيذ إصلاحات في خروج عن سياستها الدائمة القائمة على عدم التدخل في الشؤون السورية. كما كررت بكين الأربعاء دعوتها لجانبي الصراع في سوريا لوقف العنف والبدء بعملية سياسية شاملة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق