أمر برفع حالة التأهب في محطة الإنذار المبكر.. ولوح بالانسحاب من «ستارت»
|
في كلمته التي وجهها أمس إلى الشعب الروسي، كشف الرئيس ديمتري ميدفيديف عن الخطوات المرتقبة التي سوف تتخذها بلاده للرد على نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في القارة الأوروبية. وقال ميدفيديف إن روسيا مستعدة لنشر صواريخ «اسكندر» التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، في مقاطعة كالينينغراد، وأكد أن موسكو لا تزال مصرة على ضرورة توفير واشنطن الضمانات اللازمة بشأن نشر الدرع الصاروخية، فيما كشف عن أنه أصدر تعليماته إلى وزارة الدفاع برفع درجة استعداد محطة الإنذار المبكر الموجودة في كالينينغراد على مقربة مباشرة من الحدود مع بولندا وأوروبا الغربية بما يسمح بتوفير الحماية للمنشآت النووية الروسية.
وقالت المصادر العسكرية إن رد روسيا يتضمن أيضا وإلى جانب تشغيل محطة الرادار الجديدة لهذه المنظومة، نشر المنظومات المضادة للصواريخ، وأضاف ميدفيديف كذلك أنه أصدر تعليماته بتزويد الصواريخ الباليستية الاستراتيجية بالعناصر النووية والرؤوس القتالية عالية الكفاءة والفعالية التي تكفل تجاوز الدرع الصاروخية الأميركية.
ووافقت كل من رومانيا وبولندا على نشر جزء من الدرع الصاروخية الأميركية على أراضيها. وتقول واشنطن إن هذه الدرع تستهدف الدول التي خارج فلك الولايات المتحدة مثل إيران، إلا أن موسكو تعتقد أن هذه الدرع تستهدف أراضيها كذلك.
ومن اللافت أن الرئيس الروسي حرص على طمأنة مواطنيه بتأكيده على أن هذه الإجراءات تحقق التكافؤ المطلوب في الوقت نفسه الذي تبدو فيه شديدة الفعالية ورخيصة التكاليف، وإن أكد أنه في حال ظهور ما يشير إلى عدم كفايتها فسوف يتخذ ما من شأنه نشر الأنظمة القتالية الحديثة التي تكفل بنيرانها تدمير العناصر الأوروبية للدرع الصاروخية الأميركية.
وكان ميدفيديف سبق أن أصدر أوامره بنشر منظومات «اسكندر» في مقاطعة كالينينغراد. ولم يكتف الرئيس ميدفيديف بما سبق أن أشار إليه من إجراءات؛ حيث أكد أنه في حال الضرورة سوف يجرى تنفيذ إجراءات أخرى أكثر فعالية بما يكفل مواجهة الدرع الصاروخية الأميركية في القارة الأوروبية إلى جانب التوقف عن تنفيذ ما اضطلعت به روسيا من التزامات في مجال نزع السلاح والرقابة على التسليح.
وأكد ميدفيديف تهديده بالانسحاب من معاهدة الأسلحة الاستراتيجية «ستارت» التي سبق أن وقعها مع نظيره الأميركي باراك أوباما في أبريل (نيسان) 2010. وانتقد ميدفيديف خطوات الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي التي أشار إلى أنها لا تأخذ في الاعتبار قلق روسيا تجاه نشر الدرع الصاروخية في القارة الأوروبية، وأعرب صراحة عن عدم تصديق ما تعلنه الولايات المتحدة من أن هذه الإجراءات لا تستهدف روسيا في إشارة إلى أنها موجهة ضد إيران، مطالبا بالضمانات والالتزامات والقواعد القانونية المكتوبة وفي إطار معايير عسكرية تقنية موضوعية بدلا من التصريحات الشفاهية الجوفاء وبما يكفل الحيلولة دون المساس بمصالح وأمن روسيا وعدم انتهاك التوازن القائم.
وإذ أشار ميدفيديف إلى استعداد بلاده للحوار حول هذه الموضوعات، قال إن الوقت لا يزال متوفرا لدى البلدين من أجل التوصل إلى الحلول المنشودة في حال توفرت الإرادة السياسية للتوصل إلى الاتفاقيات الضرورية التي يمكن أن تكفل فتح صفحة جديدة في علاقات روسيا مع كل من الولايات المتحدة وحلف الناتو.
واختتم الرئيس الروسي كلمته بإعلانه أن «ما سوف تتخذه موسكو من إجراءات يتوقف على التطور الفعلي للأحداث في كل المراحل المرتقبة لتنفيذ المخطط الأميركي». وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أشار إلى أن مشروع منظومة الدرع الصاروخية يجب أن لا يكون سببا في تقسيم أوروبا وبقاء الخطوط الفاصلة في المنطقة الأورو - أطلسية وإعادة تقسيم أوروبا.
وجاءت تصريحات ميدفيديف بعد لقائه أوباما لإجراء محادثات على هامش قمة عقدت في هاواي في وقت سابق من الشهر الحالي، كما تتزامن مع الاستعدادات لإجراء انتخابات تشريعية في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل حيث يتصدر ميدفيديف قائمة حزب «روسيا الموحدة» الحاكم وسط ازدياد المشاعر القومية في البلاد.
0 التعليقات :
إرسال تعليق