فليتنادَ الحكماء والعقلاء لإنقاذ الوطن...
الشيخ حسن فضل الله -المحامي
بانتقال عدوى الثورة للبحرين وسلطنة عمان ودخولها لمنطقة الخليج تكون الثورة قد انتقلت نقلة نوعية، فدول الخليج تحكمها انظمة تقليدية ومجتمعاتها مجتمعات محافظة متمسكة بعاداتها وتقاليدها الراسخة التي تتسم بالانصياع وبالطاعة لولي الامر ، فهذه الدول بعد ان تكونت حديثا لم يعرف عنها شق عصي الطاعة والتمرد على حكامها، اضافة الى ان الاسباب الغالبة والمعطيات التي تحرك الشارع تكاد ان تكون ضعيفة وليست بالوضوح الذي عليه في الدول التي اجتاحتها الثورات، فدول الخليج بالمقارنة ببقية دول المنطقة تتمتع بالمداخيل الاعلى، ومواطنها لديه من الامتيازات ما يوفر له الحياة الكريمة الرغدة ولا يعاني من شظف العيش والفاقة ، ويتمتع كذلك ببنية تنموية وعمرانية كبيرة وتغذية ذات مستوى عالٍ، وضمانات صحية معتبرة ونظام تعليمي متميز تم استقطاب الكفاءات العلمية له من شتى بلدان العالم ، فالمعروف عن دول الخليج عدم معرفتها او تعاملها مع الثورات والهزات الاجتماعية، وكما اوضحنا فان كانت الثورة بسبب الظروف الاقتصادية فان اسباب الثورة تتضاءل بالنظر لأسباب الثورات الاخرى، ومن المعلوم بداهة ان اسباب الثورة لا تنحصر في المعاناة والمسغبة، فالحرية قيمة انسانية عالية يمكن ان تكون سببا مقنعا لانتفاض الشعوب، فكثير من الشعوب كان السبب في تحركها انعدام الديمقراطية والحرية وبالرغم من ندرة هذا السبب فيمكن ان يكون عاملا مهما في تحريك شعوب الخليج، مع الاقرار بان بعض شرائح المجتمع الخليجي تعاني من بعض الاحوال المعيشية الضاغطة، فتداول الحكم في الخليج يستند على العامل الوراثي الذي يلعب دورا حاسما في انتقال السلطة، وقد حدثت بعض الانقلابات على نظام التوريث هذا ، بانقلاب بعض الابناء على آبائهم والبعض على اعمامهم او اقصاء البعض عن تراتيبية تولي السلطة، ويأتي كل ذلك داخل اطار البيت الحاكم فالشعوب التي ثارت على حكامها لم يعرف عنها الثورة والتمرد فالشعب المصري وطوال سبعة آلاف عام لم يعرف عنه إلا الولاء المطلق ، والشعب التونسي كذلك اما ما يحدث في ليبيا فقد كان مفاجئا للمراقبين على خلفية شراسة النظام الليبي وتمترسه خلف آلة قمعية جهنمية، وما عرف عنه من تنكيله بأعدائه والبطش بهم، واطمئنانه التام لعدم امكانية الانتفاض عليه، والحقيقة التي لا جدال فيها ان الشعب السوداني ليس اقل شجاعة من الشعب المصري والشعب التونسي والشعب الليبي والنظام السوداني ليس اقوى من النظم التي ثارت عليها شعوبها ، فالشعب السوداني شعب قلق بطبعه وتاريخه حافل بالثورات مع حكامه منذ الثورة المهدية، فالشعب السوداني في حالة ثورة مستمرة فهنالك ثورة عبدالقادرود حبوبة وثورة السحيني وثورة السلطان عجبنا وثوة اللواء الابيض وحديثا ان السودان يحمل على كتفيه ثورتين (اكتوبر 1964م - ابريل 1985م) مثلتا الهادي والمرشد لثورات الشعوب، اضافة للإنقلابات العسكرية المتكررة حتى على ا لنظام الحالي، بل ان النظام في السودان يواجه تحديات وصعوبات لا تتوفر في الانظمة التي ثار عليها شعوبها ، فالسودان مواجه بمرحلة دقيقة تتمثل في فقدانه لثلث مساحته ، نسبة كبيرة من موارده بانفصال جنوبه عنه والفقر الذي يطحن السواد الاعظم وارتفاع الاسعار المتصاعد وعدم مقدرة معظم الاسر السودانية على ايفاء احتياجاتها ومستلزماتها اليومية وعدم مقدرة الدولة على توظيف الخريجين الا المنتمين لتنظيمها الجامع..
واحتكار السلطة من قبل دائرة ضيقة حتى داخل الحزب الحاكم، وتفشي المحسوبية وعدم تكافؤ الفرص، وهذا ما يؤدي للإحساس بالغضب والظلم، ولعل اخطر الملفات وابشعها هو ملف الفساد الذي استشرى وتمدد حتى تم تكوين مفوضية لمكافحته ومحاربته، ويتفق الكثيرون على استحالة محاربة الفساد لأنه اصبح دولة داخل دولة، بل قد يكون اقوى من الدولة، كذلك فان الدولة بعد انفصال الجنوب مواجهة ببؤر ملتهبة بدأت تطل برأسها، فالنيل الازرق ونتيجة لطموحات واليها الذي ينتمي للحركة الشعبية مرشحه لتنال حظها في زعزعة استقرار النظام الحاكم، وخلق واقع جديد يقوم على طموحات معلنة في المطالبة بالحكم الذاتي ، وابيي لم تهدأ وما زالت الصراعات تتفاعل فيها منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005م، وحتى الآن، فالمعارك بين المسيرية والدينكا تمثل الحالة الماثلة والمستقبل ينبئ باشتداد اوارها، وقد تكون عود الثقاب الذي يشعل الحرب بين السودان ودولة الجنوب الوليدة ، فملف ابيي يتسم بالتعقيد وصعوبة الحل، ولم تفلح هيئة التحكيم الدولية في ايجاد حل حاسم له عند عرض الامر عليها بالصفة التحكيمية، بل جاءت بقرار ادى لاحداث البلبلة وفتح الطريق امام الاجتهادات لكل طرف وفقا لمنظوره المرتبط بمصالحه، اما ثالثة الأثافي جنوب كردفان ، فقد عمل واليها مولانا/ احمد هارون على خلق جو من الانسجام والتعاون بينه وبين الحركة الشعبية ممثلة في نائبه عبدالعزيز الحلو، وشهر العسل هذا يحوم في الافق ما يعكر صفوه ، بالاشارة الى الاتهامات التي ساقتها الحركة الشعبية وقوى المعارضة للمؤتمر الوطني بتزوير السجل الانتخابي منعا لسقوط جنوب كردفان في قبضة الحركة الشعبية التحاقا بتوأمها النيل الازرق ، التي شاب اعلان النتيجة فيها كثير من اللغط بالنظر لتصريح واليها الحالي ومرشح الحركة الشعبية الشهير، والذي ترتب عليه اعلان فوزه رغم اعلان فوز مرشح المؤتمر الوطني بحسب النتائج الاولية ، هذا الواقع قد يؤدي لانزلاق البلاد الى العنف وانهيار الدولة اذا تم تغيير منطلقا من هذه الخلفية، وقد تكون الصوملة التي طالما راهن عليها وحذر منها المراقبون واقعا ملموسا، فالتركيبة لاجتماعية الهشة التي ساعدت الانقاذ على اضعافها بتجربة الحكم المحلي وبعث الروح في القبلية الجهوية واضعاف الادارة الاهلية، واهتزاز النسيج الاجتماعي والغبن لدى قطاعات عريضة اكتوت بسيف الصالح العام وفقدان مصدر الرزق، والتجار الذين لفظهم السوق لمصلحة بعض متنفذي المؤتمر الوطني والثراء العريض الذي يتمتع به بعض الانقاذيين الذين كانوا ينتمون للأسر الفقيرة، هذه العوامل ستؤدي لحريق لا يبقى ولا يزر ويجب على الحكماء والعقلاء وعبقرية هذا الشعب العظيم ان تبتكر ما يحول دون هذا الانفجار، وتقع على الحكومة المسؤولية الكبرى في اتخاذ خطوات حاسمة تحول دون الوقوع في الهاوية، فتفجر الاوضاع في السودان يمثل الكارثة بكل ما تحمل هذه الكلمة بالنظر لتسرب السلاح لأيدي المواطنين، فهنالك موجة لاقتناء السلاح تحسبا لمصير اسود ينتظر الناس، والغريب في الامر ان المعارضة لديها الاستعداد للاتفاق على برنامج وطني يحول دون وقوع البلاد في الهاوية، إلا ان الحكومة تتمنع وتصر على السير في نفس الطريق... وبنفس الوسائل التي ما عادت تجدي على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة ، فالوضع كان يمكن ان يكون خطيرا اذا رفضت المعارضة، وبما ان هذه الاخيرة أبدت الموافقة فعلى الحكومة اهتبال الفرصة على ضوء الواقع الماثل، والذي يتسم بالهدوء ويحمل بين طياته رياح العاصفة، فمثل هذه التنازلات يمكن ان تكون مقبولة ومعقولة وستؤدي الى استقرار الاوضاع ولكنها في مرحلة اخرى قد تفسر على انها تنازلات جاءت نتيجة لضعف الحكومة، ويترتب عليها رفع سقف المطالب وفقا لما حدث في مصر وتونس، فقد بدأت التظاهرات هنالك بمطالب محدودة الى ان بلغت شعار (الشعب يريد اسقاط النظام)..!!
التحديات والوضع في السودان يختلف عن مصر وتونس فالدولة هنالك وتحديدا في مصر تشكلت منذ آلاف السنين واستقرت القومية في وجدان الشعب، وليست هنالك حركات مسلحة تنازع الحكومة، ولا توجد بؤر ملتهبة ولم يذهب ثلث الدولة بالاضافة لعدم وجود قضايا معقدة ترمي بظلالها على المشهد السياسي، فالآن والآن وليس غداً يجب التنادي لكلمة سواء تحول دون انهيار الدولة.
======
الصحافة
الشيخ حسن فضل الله -المحامي
بانتقال عدوى الثورة للبحرين وسلطنة عمان ودخولها لمنطقة الخليج تكون الثورة قد انتقلت نقلة نوعية، فدول الخليج تحكمها انظمة تقليدية ومجتمعاتها مجتمعات محافظة متمسكة بعاداتها وتقاليدها الراسخة التي تتسم بالانصياع وبالطاعة لولي الامر ، فهذه الدول بعد ان تكونت حديثا لم يعرف عنها شق عصي الطاعة والتمرد على حكامها، اضافة الى ان الاسباب الغالبة والمعطيات التي تحرك الشارع تكاد ان تكون ضعيفة وليست بالوضوح الذي عليه في الدول التي اجتاحتها الثورات، فدول الخليج بالمقارنة ببقية دول المنطقة تتمتع بالمداخيل الاعلى، ومواطنها لديه من الامتيازات ما يوفر له الحياة الكريمة الرغدة ولا يعاني من شظف العيش والفاقة ، ويتمتع كذلك ببنية تنموية وعمرانية كبيرة وتغذية ذات مستوى عالٍ، وضمانات صحية معتبرة ونظام تعليمي متميز تم استقطاب الكفاءات العلمية له من شتى بلدان العالم ، فالمعروف عن دول الخليج عدم معرفتها او تعاملها مع الثورات والهزات الاجتماعية، وكما اوضحنا فان كانت الثورة بسبب الظروف الاقتصادية فان اسباب الثورة تتضاءل بالنظر لأسباب الثورات الاخرى، ومن المعلوم بداهة ان اسباب الثورة لا تنحصر في المعاناة والمسغبة، فالحرية قيمة انسانية عالية يمكن ان تكون سببا مقنعا لانتفاض الشعوب، فكثير من الشعوب كان السبب في تحركها انعدام الديمقراطية والحرية وبالرغم من ندرة هذا السبب فيمكن ان يكون عاملا مهما في تحريك شعوب الخليج، مع الاقرار بان بعض شرائح المجتمع الخليجي تعاني من بعض الاحوال المعيشية الضاغطة، فتداول الحكم في الخليج يستند على العامل الوراثي الذي يلعب دورا حاسما في انتقال السلطة، وقد حدثت بعض الانقلابات على نظام التوريث هذا ، بانقلاب بعض الابناء على آبائهم والبعض على اعمامهم او اقصاء البعض عن تراتيبية تولي السلطة، ويأتي كل ذلك داخل اطار البيت الحاكم فالشعوب التي ثارت على حكامها لم يعرف عنها الثورة والتمرد فالشعب المصري وطوال سبعة آلاف عام لم يعرف عنه إلا الولاء المطلق ، والشعب التونسي كذلك اما ما يحدث في ليبيا فقد كان مفاجئا للمراقبين على خلفية شراسة النظام الليبي وتمترسه خلف آلة قمعية جهنمية، وما عرف عنه من تنكيله بأعدائه والبطش بهم، واطمئنانه التام لعدم امكانية الانتفاض عليه، والحقيقة التي لا جدال فيها ان الشعب السوداني ليس اقل شجاعة من الشعب المصري والشعب التونسي والشعب الليبي والنظام السوداني ليس اقوى من النظم التي ثارت عليها شعوبها ، فالشعب السوداني شعب قلق بطبعه وتاريخه حافل بالثورات مع حكامه منذ الثورة المهدية، فالشعب السوداني في حالة ثورة مستمرة فهنالك ثورة عبدالقادرود حبوبة وثورة السحيني وثورة السلطان عجبنا وثوة اللواء الابيض وحديثا ان السودان يحمل على كتفيه ثورتين (اكتوبر 1964م - ابريل 1985م) مثلتا الهادي والمرشد لثورات الشعوب، اضافة للإنقلابات العسكرية المتكررة حتى على ا لنظام الحالي، بل ان النظام في السودان يواجه تحديات وصعوبات لا تتوفر في الانظمة التي ثار عليها شعوبها ، فالسودان مواجه بمرحلة دقيقة تتمثل في فقدانه لثلث مساحته ، نسبة كبيرة من موارده بانفصال جنوبه عنه والفقر الذي يطحن السواد الاعظم وارتفاع الاسعار المتصاعد وعدم مقدرة معظم الاسر السودانية على ايفاء احتياجاتها ومستلزماتها اليومية وعدم مقدرة الدولة على توظيف الخريجين الا المنتمين لتنظيمها الجامع..
واحتكار السلطة من قبل دائرة ضيقة حتى داخل الحزب الحاكم، وتفشي المحسوبية وعدم تكافؤ الفرص، وهذا ما يؤدي للإحساس بالغضب والظلم، ولعل اخطر الملفات وابشعها هو ملف الفساد الذي استشرى وتمدد حتى تم تكوين مفوضية لمكافحته ومحاربته، ويتفق الكثيرون على استحالة محاربة الفساد لأنه اصبح دولة داخل دولة، بل قد يكون اقوى من الدولة، كذلك فان الدولة بعد انفصال الجنوب مواجهة ببؤر ملتهبة بدأت تطل برأسها، فالنيل الازرق ونتيجة لطموحات واليها الذي ينتمي للحركة الشعبية مرشحه لتنال حظها في زعزعة استقرار النظام الحاكم، وخلق واقع جديد يقوم على طموحات معلنة في المطالبة بالحكم الذاتي ، وابيي لم تهدأ وما زالت الصراعات تتفاعل فيها منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005م، وحتى الآن، فالمعارك بين المسيرية والدينكا تمثل الحالة الماثلة والمستقبل ينبئ باشتداد اوارها، وقد تكون عود الثقاب الذي يشعل الحرب بين السودان ودولة الجنوب الوليدة ، فملف ابيي يتسم بالتعقيد وصعوبة الحل، ولم تفلح هيئة التحكيم الدولية في ايجاد حل حاسم له عند عرض الامر عليها بالصفة التحكيمية، بل جاءت بقرار ادى لاحداث البلبلة وفتح الطريق امام الاجتهادات لكل طرف وفقا لمنظوره المرتبط بمصالحه، اما ثالثة الأثافي جنوب كردفان ، فقد عمل واليها مولانا/ احمد هارون على خلق جو من الانسجام والتعاون بينه وبين الحركة الشعبية ممثلة في نائبه عبدالعزيز الحلو، وشهر العسل هذا يحوم في الافق ما يعكر صفوه ، بالاشارة الى الاتهامات التي ساقتها الحركة الشعبية وقوى المعارضة للمؤتمر الوطني بتزوير السجل الانتخابي منعا لسقوط جنوب كردفان في قبضة الحركة الشعبية التحاقا بتوأمها النيل الازرق ، التي شاب اعلان النتيجة فيها كثير من اللغط بالنظر لتصريح واليها الحالي ومرشح الحركة الشعبية الشهير، والذي ترتب عليه اعلان فوزه رغم اعلان فوز مرشح المؤتمر الوطني بحسب النتائج الاولية ، هذا الواقع قد يؤدي لانزلاق البلاد الى العنف وانهيار الدولة اذا تم تغيير منطلقا من هذه الخلفية، وقد تكون الصوملة التي طالما راهن عليها وحذر منها المراقبون واقعا ملموسا، فالتركيبة لاجتماعية الهشة التي ساعدت الانقاذ على اضعافها بتجربة الحكم المحلي وبعث الروح في القبلية الجهوية واضعاف الادارة الاهلية، واهتزاز النسيج الاجتماعي والغبن لدى قطاعات عريضة اكتوت بسيف الصالح العام وفقدان مصدر الرزق، والتجار الذين لفظهم السوق لمصلحة بعض متنفذي المؤتمر الوطني والثراء العريض الذي يتمتع به بعض الانقاذيين الذين كانوا ينتمون للأسر الفقيرة، هذه العوامل ستؤدي لحريق لا يبقى ولا يزر ويجب على الحكماء والعقلاء وعبقرية هذا الشعب العظيم ان تبتكر ما يحول دون هذا الانفجار، وتقع على الحكومة المسؤولية الكبرى في اتخاذ خطوات حاسمة تحول دون الوقوع في الهاوية، فتفجر الاوضاع في السودان يمثل الكارثة بكل ما تحمل هذه الكلمة بالنظر لتسرب السلاح لأيدي المواطنين، فهنالك موجة لاقتناء السلاح تحسبا لمصير اسود ينتظر الناس، والغريب في الامر ان المعارضة لديها الاستعداد للاتفاق على برنامج وطني يحول دون وقوع البلاد في الهاوية، إلا ان الحكومة تتمنع وتصر على السير في نفس الطريق... وبنفس الوسائل التي ما عادت تجدي على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة ، فالوضع كان يمكن ان يكون خطيرا اذا رفضت المعارضة، وبما ان هذه الاخيرة أبدت الموافقة فعلى الحكومة اهتبال الفرصة على ضوء الواقع الماثل، والذي يتسم بالهدوء ويحمل بين طياته رياح العاصفة، فمثل هذه التنازلات يمكن ان تكون مقبولة ومعقولة وستؤدي الى استقرار الاوضاع ولكنها في مرحلة اخرى قد تفسر على انها تنازلات جاءت نتيجة لضعف الحكومة، ويترتب عليها رفع سقف المطالب وفقا لما حدث في مصر وتونس، فقد بدأت التظاهرات هنالك بمطالب محدودة الى ان بلغت شعار (الشعب يريد اسقاط النظام)..!!
التحديات والوضع في السودان يختلف عن مصر وتونس فالدولة هنالك وتحديدا في مصر تشكلت منذ آلاف السنين واستقرت القومية في وجدان الشعب، وليست هنالك حركات مسلحة تنازع الحكومة، ولا توجد بؤر ملتهبة ولم يذهب ثلث الدولة بالاضافة لعدم وجود قضايا معقدة ترمي بظلالها على المشهد السياسي، فالآن والآن وليس غداً يجب التنادي لكلمة سواء تحول دون انهيار الدولة.
======
الصحافة
|
|
0 التعليقات :
إرسال تعليق