القاهرة تستنكر اتهامات نجل القذافي لمصريين بالمشاركة في الاحتجاجات الليبية
مصر تواجه أزمة تأمين وإجلاء 1.5 مليون من رعاياها في طرابلس وبنغازي
فيما بدا أن مصر تواجه أزمة تأمين وإجلاء 1.5 مليون من رعاياها في طرابلس وبنغازي، استنكرت القاهرة أمس اتهامات أطلقها سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي
معمر القذافي، لمصريين بالمشاركة في الاحتجاجات الليبية، للحصول على نفط وممتلكات الليبيين في شرق البلاد، مع تونسيين وعرب آخرين.
ووصف أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري الاتهامات التي وجهها سيف الإسلام، لبعض العناصر المصرية بالمشاركة في الاضطرابات التي تشهدها المدن الليبية حاليا، بأنها اتهامات «سخيفة»، وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحافي أمس: «لقد فوجئنا بهذا الاتهام السخيف القائل إن بعض المصريين يشاركون في هذه المظاهرات، وحملنا الحكومة الليبية مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة المصريين وممتلكاتهم في ليبيا».
وتعمل مجموعات رسمية على مستوى الدولة المصرية لتأمين نحو مليون ونصف المليون مصري في ليبيا، وهو إجراء لم تلجأ إليه مصر إلا في أيام غزو العراق للكويت في عام 1991. وقال أبو الغيط إن هناك مجموعة عمل تشارك فيها وزارة الخارجية والدفاع والأمن القومي ووزارة النقل والصحة، مشيرا إلى أنه يجري تكليف وزارة الطيران المدني والحكومة المصرية بزيادة عدد الرحلات اليومية بين مصر وليبيا إلى 4 رحلات، إضافة إلى طلب الاستعانة بطائرات «c130» من وزارة الدفاع للاشتراك في عملية نقل المصريين من ليبيا.
وتواجه مصر مشكلة تتعلق بتصاريح هبوط هذه الطائرات في ليبيا بسلام، وقال أبو الغيط في هذا الشأن إن السبب هو أن رد فعل الجانب الليبي غير واضح حتى الآن.
ونصحت الخارجية المصرية الرعايا المصريين في ليبيا بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلى الطرق أو التحرك في الشوارع وعدم النزول إلى المدن وأن يقوموا بتأمين أنفسهم بالغذاء والمياه. وقال أبو الغيط: لا ننصح أن يذهب أبناؤنا المصريون في غرب ليبيا إلى مطار طرابلس، بل أنصحهم بأن يتصلوا أولا مع «مصر للطيران» في المطار «فهناك دبلوماسيون يقيمون مع (مصر للطيران) في المطار، وننصح بأن يتصلوا بالسفارة المصرية في طرابلس لتأمين الأعداد المتوجهة إلى المطار حتى لا نصل في لحظة إلى أن يكون هناك 3 آلاف مصري في المطار مع وجود طائرة لا يمكنها أن تستوعب سوى 180 مصريا فقط».
وكلفت مصر سفارتها لدى تونس بالاستعداد لاستقبال المواطنين المصريين في غرب ليبيا الذين يمكن أن يلجأوا إليها برا، ونقلهم إلى مصر من خلال الطيران المصري أو التونسي. كما قال فيما يتعلق بالمصريين الموجودين في المنطقة الشرقية من ليبيا، إن مطار بنغازي تم تدمير ممرات الهبوط فيه، ونصحنا المصريين هناك بالبقاء في المنازل، و«عدم الخروج حتى يتضح الأمر»، مشيرا إلى طول المسافة التي سيضطر المصريون إلى قطعها «وما فيها من مخاطر» من أجل الوصول للحدود المصرية.
وقال أبو الغيط إنه إذا اقتضى الأمر سفر المصريين من بنغازي لمصر «فعليهم أن يكونوا في جماعات وأتوبيسات وصولا إلى الحدود المصرية، وهناك سيجدون وسائل نقل وإعاشة ومستشفى ميدانيا تم توفيره من قبل القوات المسلحة، كما تم توفير حافلات ستقلهم إلى منطقة مرسى مطروح لكي تتسلم الأتوبيسات التي استأجرتها وزارة الخارجية بتصديق من مجلس الوزراء».
وكان سيف الإسلام القذافي قال قبل يومين إن بلاده كشفت عن «استعمال» عرب ومصريين وتونسيين في الاحتجاجات، و«عندهم سلاح وموجودون هنا وأصبحوا جزءا من هذا العمل وهذه الفوضى وهذا التآمر، ونجهز أنفسنا أيضا للتعامل معهم، وسيفكون جزءا من ليبيا، وسيشاركونكم في النفط في المستقبل إذا صار منه بعد 40 سنة، ويشاركونكم في بيوتكم وفي رزقكم وفي كل حاجة».