Featured Video

موسوعة الالغام

موسوعة الالغام

لمحة تاريخية عن الألغام، وتعريفها ومكوناتها، وأنواعها وأسلوب استخدامها

1. لمحة تاريخية عن الألغام

أ. منذ قرون عديدة، ابتكرت فكرة الألغام في الأوساط العسكرية، وكانت تعني حفر نفق تحت تحصينات العدو، توضع فيه العبوات الناسفة لتدمير هذه التحصينات.
ثم استخدم اصطلاح اللغم بعد ذلك لأي عبوات ناسفة، تدفن تحت سطح الأرض مباشرة، وتزود بوسيلة تفجير، تنفجر لدى دوس العدو فوقها. وقد استخدمت في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، كوسيلة للدفاع ضد الدبابات، وأدى استعمالها إلى تطويرها، وتحويلها إلى تصميمات ثابتة.
وكان بعض منها متطوراً للغاية خاصة بعد تصنيع المادة المتفجرة (ت. ن. ت) TNT، والتي كانت بمثابة بداية صناعة الجيل الأول من الألغام المضادة للدبابات، والتي أصبحت جزءاً من تسليح مختلف الجيوش.
وقد استخدمت، بكفاءة عالية، في الحرب العالمية الثانية، إذ استعمل أكثر من 300 مليون لغم مضاد للدبابات، سواء من قبل قوات الحلفاء أو دول المحور. فتوطدت بذلك مكانة الألغام في ترسانات الجيوش.
ب. وكان من مساوئ استخدام الألغام، في الحرب العالمية الثانية، سهولة اكتشافها لكبر حجمها، ومن ثم يمكن للعدو إزالتها بسهولة، والاستيلاء عليها لإعادة زرعها لمصلحته.
لذا، صنّع الجيل الأول من الألغام المضادة للأفراد، لتزرع مع الألغام المضادة للدبابات، وتكون سلاحاً معاوناً يعمل جنباً إلى جنب معها، بما يضمن عدم اقتراب أفراد العدو عند محاولتهم إزالة الألغام الأساسية.
ج. استمر تطوير الألغام ووسائل تفجيرها، فظهر، في أوائل الستينات وحتى أوائل السبعينات، الجيل الثاني من الألغام المضادة للأفراد وهي من نوع (Remotely Delivered Mines)، أي التي يمكن نشرها من مسافات بعيدة عن طريق الطائرات، وخاصة في عمق دفاعات العدو ومؤخرته، لإحداث خسائر به أثناء انسحابه، ووقف إمداداته. وقد استخدمتها القوات الأمريكية في الحرب الفيتنامية، وأُلقِي الآلاف منها على لاوس، وكمبوديا، وفيتنام.
د. استمر تطوير أساليب نشر الألغام المضادة للأفراد وبعثرتها، وظهر في الثمانينيات، قذائف المدفعية، والصواريخ الميدانية، وقنابل الطائرات الحاملة لها.
كما تطورت وسائل تفجيرها، لتكون "إلكترونية وموقوتة". وشمل التطوير الغلاف الخارجي للُّغْم، والمواد المتفجرة، والحشوة الرئيسية.
هـ. ومع تطور الألغام، تكنولوجياً، وقلة نفقتها (ثلاث دولارات إلى 30 دولاراً للغم الواحد)، عدا الألغام ذات التقنية العالية"، أصبحت أسلحة مفضلة، لا يُستغنى عنها في العمليات الحربية، أو الصراعات الداخلية. وقد شُبِّهت الألغام، في تقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمقاتلين، لا يحملون أسلحة ظاهرة، ولكنهم لا يخطئون هدفهم قط، ويصيبون ضحاياهم من دون تمييز، ويستمرون في ممارسة القتل، إلى ما بعد انتهاء القتال بأمد بعيد.
و. ونتيجة طبيعية للتوسع الهائل في استخدام الألغام، وخاصة المضادة للأفراد، وعدم تطهير الأرض منها بالدقة الكافية، فقد تزايدت أعداد ضحاياها، من المدنيين. فبينما كانت نسبة الإصابات في المدنيين بالألغام 15%، في الحرب العالمية الأولى، ارتفعت بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية إلى 65% من إجمالي إصابات المدنيين خلال الحرب.



2. تعريف اللغم

هو كمية من المواد المتفجرة "مثل مادة TNT"، مغلف بغلاف خارجي، معدني أو خشبي أو بلاستيكي، ومزود بوسيلة تفجير "صمامة أو طابة Fuze" والمجهزة بوسيلة إشعال "مشعل Ignitor". وعند تفجير اللغم تدمر أو تخرب جنازير الدبابات أو عجل المركبات المدرعة وعربات نقل الجنود، ويصاب الأشخاص إصابات تصل إلى درجة القتل.
وتُفَجِّر الصمامة (أو الطابة) اللغم بعد أن تنفجر هي أولاً. بفعل تأثير خارجي فيها، ناتج من الضغط عليها، أو نزع فتيل أمانها، أو بأي وسيلة أخرى متطورة، إلكترونية أو زمنية أو مغناطيسية.



3. الغرض من الألغام

يجمع الألغام، كلها، هدف أساسي مشترك، هو أنها تحول دون استخدام الخصم "العدو" منطقتها في تحركاته، فلا يجد أمامه حلولاً أخرى، إلاّ تجنبها، أو تطهيرها، وما يتبع ذلك من أخطارٍ جمة.




4. مكونات اللغم:





أ. يتكون اللغم، بصفة عامة، من الأجزاء والمواد الآتية:

(1) الغلاف الخارجي للغم، ويصنع من المعدن أو البلاستيك أو الخشب.
(2) المادة المتفجرة، والتي تكون عادة مادة ت.ن.ت. الشديدة الانفجار.
(3) المفَجّر "الطابة"، وهي وسيلة تفجير الحشوة المتفجرة، من ثم، تفجير اللغم.

ب. وتنفجر وسيلة التفجير بإحدى الطرق التالية:

(1) تعرضها للضغط بدرجة محدودة، أو إرخاء "رفع" الضغط من فوقها.
(2) الشد أو إرخاء الشد بواسطة سلك إعثار.
(3) تعرضها للاهتزاز، أو الميل.
(4) ينفجر تلقائياً بعد مرور زمن محدد.
(5) إلكترونياً، ومن هنا ظهر المفجر الإلكتروني.
(6) مغناطيسياً، وذلك بتغيير المجال المغناطيسي، ومن هنا ظهر المفجر المغناطيسي.



5. أنواع الألغام

تتعدد أنواع الألغام، طبقاً للغرض من استخدامها، وتأثيرها، وطريقة نشرها وزرعها، كالآتي:

أ. طبقاً للغرض من الاستخدام:

(1) ألغام بحرية.
(2) ألغام برية (أرضية).
(3) ألغام خاصة (تفجير المنشآت والأهداف الاقتصادية وتدميرها). ومن أمثلة ذلك، تلغيم وتفجير آبار النفط والمنشئات الحيوية بالكويت بواسطة القوات العراقية، باستخدام مادة تفجيرية من عجائن TNT الشديدة الانفجار بمعدل يتراوح بين 20 ـ 30 رطلاً للبئر الواحد، وتزويدها بأجهزة التفجير، وكبسولات الإشعال اللازمة، وتوصيلها بفتيل سريع الاشتعال.

ب. وتنقسم الألغام الأرضية إلى:

(1) ألغام مضادة للدبابات.
(2) ألغام مضادة للأفراد.
(3) ألغام المياه الضحلة.
(4) ألغام الإضاءة.
ج. تقسم الألغام طبقاً لتأثيرها، إلى:
(1) ألغام انفجارية "ذات تأثير تدميري"
تعتمد في تأثيرها على موجة الضغط الناتج من انفجار المادة المتفجرة. والإصابة التي تحدث في الهدف، تكون نتيجة مباشرة للانفجار نفسه. وهذا النوع من الألغام يكون غلافه الخارجي من مادة خفيفة "من البلاستيك أو المعدن ذو سمك قليل"، بينما تزيد فيه كمية وحجم المادة المتفجرة. وتتوفر هذه النوعية في الألغام المضادة للدبابات، وبعض الألغام المضادة للأفراد.

(2) ألغام متشظية "ذات تأثير شظيي"

تعتمد في تأثيرها على تأثير الشظايا الناتجة من اللغم بعد انفجاره. وهذا النوع من الألغام يتكون غلافه الخارجي، من حديد الزهر ومادة الفولاذ، وعند انفجاره ينتج عدد كبير من الشظايا، الناتجة من تفتت الغلاف نفسه أو المعبأة داخله. وقد يصل عددها إلى 1000 شظية، تتطاير إلى مسافات بعيدة لأعلى وللأجناب.
وعادة، يحدث اللغم، حسب وزنه، دائرة قتل قطرها 25 م، ونطاق إصابة يزيد على ذلك.
(3) ألغام كيماوية
وهي معبأة بمواد كيماوية، بدلاً من المواد شديدة الانفجار، ينتج عند تفجيرها غازات حربية. وهذا النوع من الألغام محرم تحريماً دولياً.
د. الأنواع طبقاً لطريقة نشرها وزرعها

(1) ألغام تقليدية، تُنشر وتُرص وتُزرع يدوياً بالأفراد، أو ميكانيكياً بواسطة مقطورات رص الألغام، أو بعربات مدرعة مزودة بتجهيزة خاصة للرص.
(2) ألغام مبثوثة عن بعد "مبعثرة"

وهي الألغام التي لا تزرع مباشرة بواسطة الأفراد، وإنما تصل إلى أهدافها، بعد تعبئتها داخل وسيلة أخرى





ومن أمثلة ذلك، قذائف المدفعية، والصواريخ، المعبئة بالألغام، والتي يتم إطلاقها بمدفع أو قاذف صاروخي أو من وسيلة مماثلة، لتوصيلها إلى منطقة الهدف، أو تعبئتها داخل قنبلة، يتم إسقاطها في منطقة الهدف، بواسطة طائرة.
والألغام التي تبث من مسافات بعيدة، يصعب تسجيلها، ومعرفة أماكنها، إذا طُمرت، لكونها تنتشر بطريقة عشوائية. ويتميز اللغم المبثوث بصغر حجمه، وفاعلية تأثيره. لذا، فإن أهمية اللغم الصغير الحجم تزداد زيادة ملحوظة. وعادة، يتم تزويد قذائف المدفعية والصواريخ الحاملة للألغام بطابات (صمامات، أو فيوزات) انفجار جوي، لتفجيرها في الجو فوق منطقة الهدف وبعثرة ما بها من ألغام.

6. الألغام المضادة للدبابات

أ. تعتمد في إصابة أهدافها على تأثيرها التدميري الناتج من انفجار المادة المتفجرة. وأثبتت العمليات الحربية في مسارح مختلفة، أن اللغم المضاد للدبابات لا يقل في تأثيره عن تأثير الأسلحة المضادة للدبابات.
ب. تستخدم للتأثير على الدبابات والمركبات المدرعة والعربات. وعند تفجيرها يتم تخريب جنازير الدبابات وعجل المركبات والعربات كما تتأثر جسم المعدة نفسها نتيجة موجه الانفجار، كما يمتد تأثير موجة الانفجار إلى إصابة الأفراد المعرضين لموجة الضغط.
ج. تتعدد أنواعها :


مواصفات اللغم VS 2.2 المضاد للدبابات

(المستخدم في الجيش العراقي)
الوصف:
· لغم مضاد للدبابات غير معدني، وله يد جانبية للحمل.
· غير قابل لنفاذ الماء، ولا يطفو، وضد الصدمات.
· يوجد المشعل مع القرص العلوي للغم (قرص ضغط).

العمل:

· يعمل عند ضغط (175 – 225 كجم) على قرص الضغط.
· عند ذلك يندفع الطارق ليطرق المفجر ويشتعل اللغم.

التأمين:

· هذا اللغم لا يمكن تأمينه بإحدى الوسائل الخارجية.
· يمكن بسهولة فك تسليح اللغم عن طريق الحفر حوله للتأكد من عدم وجود شراك خداعية.
· فك غطاء الضغط ثم فك المفجر بعد ذلك.

المواصفات الفنية:

الصناعة: إيطاليا
النوع: ضد الدبابات (يعتمد على الموجة الانفجارية).
الوزن: 3.5 كجم.
الارتفاع: 12 سم.
القطر: 24 سم.

الاكتشاف: لا يمكن اكتشافه بسهولة.
مادة الجسم: بلاستيك.



مواصفات اللغم PT – MI – BA3 المضاد للدبابات

(المستخدم في الجيش العراقي)

الوصف

· لغم دائري كبير، مزود بيد بلاستيكية في القاعدة للحمل.
· لونه أسود أو زيتوني فاتح أو عسلي.


العمل

· عندما تصل قوة الضغط إلى 200 كجم، فإن الياي (النابض) يحرر الطارق في اتجاه المفجر، مسبباً اشتعال اللغم.

التأمين:
 
· يمكن وضع مشعل به ضد التداول (RO – 4)، لذا يجب نسفه في مكانه.

المواصفات الفنية

الصناعة: تشيكوسلوفاكيا
النوع: مضاد للدبابات (يعتمد على الموجة الانفجارية).
الوزن: 9.9 كجم.
الارتفاع: 10.7 سم.
القطر: 33 سم.
الاكتشاف: صعب لوجود نسبة قليلة جداً من المعادن.
مادة الجسم: بكاليت.



مواصفات اللغم TMN 46 المضاد للدبابات
(المستخدم في الجيش العراقي)

الوصف

· اللغم TMN 46 يماثل اللغم TMN 40، عدا أنه له مشعلاً إضافياً موجوداً في الجانب السفلي من اللغم، يمكن تركيب شرك خداعي به ضد الرفع.
· يوجد بالقاعدة عدد 6 ريشة صلبة على مسافات منتظمة.
· اللغم جسمه من الصلب، ويمكن تزويده بمشعل ضد الميل أو الضغط.

العمل

· يعمل عند زيادة الضغط على القرص الخارجي حتى 180 كجم، أو عند قوة شد (جذب) تصل إلى 21 كجم أو 3 مم ميل على قضيب الميل (طبقاً لنوع المشعل).
· يندفع الطارق في اتجاه المفجر تحت تأثير ضغط الياي (النابض) وتبدأ سلسلة الإشعال.

التأمين:

· مشعل الضغط فقط يمكن تأمينه بوضع تيلة أمان.
· عند فك تسليح اللغم اجذبه بعيداً للتأكد من عدم وجود شراك خداعية.
· في حالة مشعل الضغط، فك المشعل وابعد المفجر.
· في حالة مشعل قضيب الميل، فك اللاكور ثم ابعد المشعل والمفجر.

المواصفات الفنية

الصناعة: روسي
النوع: ضد الدبابات (يعتمد على الموجة الانفجارية).
الوزن: 8.6 كجم.
الارتفاع: 10.8 سم.
القطر: 30.5 سم.
الاكتشاف: يمكن اكتشافه بسهولة لأن الجسم صلب.
مادة الجسم: صلب.



مواصفات اللغم TM 62 M المضاد للدبابات
(المستخدم في الجيش العراقي)

الوصف

· من عائلة اللغم TM 57، ولكن له مكان أكبر للمشعل، وهو ضد الدبابات.
· المشاعل التي يتم تركيبها عليه مغناطيسية أو ضد الضغط أو ضد الاهتزاز أو ضد الميل.

العمل

· في حالة مشعل الضغط، يبدأ عمل اللغم عندما يصل الحمل المؤثر حتى 200 كجم، وعند ذلك يتحرر الطارق تحت تأثير ضغط الياي (الطارق) ليطرق المفجر مسبباً اشتعال اللغم.

التأمين

· في حالة مشعل الضغط، ادخل مفتاحاً في التجويف أعلى المشعل ولفه دورة واحدة في اتجاه عقارب الساعة.
· عند فك تسليح اللغم، اجذبه للتأكد من عدم وجود شراك خداعية، ثم فك مجموعة المشعل.

المواصفات الفنية

الصناعة: الاتحاد السوفيتي (سابقاً)
النوع: ضد الدبابات.
الوزن: 8.5 كجم.
الارتفاع: 10.2 سم.
القطر: 32 سم.
الاكتشاف: يعتمد على نوع جسم اللغم

مادة الجسم: معدني أو بلاستيكي أو خشبي أو ورق مقوى.
، وتختلف في مواصفاتها الفنية: نوع المادة، التي يتكون منها الغلاف الخارجي للغم، وكمية المادة المتفجرة، ونوعية جهاز التفجير. وتراوح كمية المادة المتفجرة داخل اللغم من كيلوجرامين إلى 9 كجم، ويستلزم ضغط لا يقل عن 100 ـ 300 كجم لتفجيره.
د. يستخدم لتفجيرها، مفجرات "فيوزات" تتنوع في طريقة عملها، فمنها ما هو طرقي يعمل بتأثير الضغط ومنها ما يعمل بسلك إعثار.
هـ. وقد ظهر، في الفترة الأخيرة، أنواع متطورة منها. فهناك ألغام تزرع على جوانب الطرق





وعند تفجيرها، ينطلق منها مقذوفات في اتجاه أجناب الدبابات والمركبات المدرعة. وهناك الألغام ذات الحشوة الجوفاء




والتي بانفجارها ينتج عنها نافورة من اللهب تؤثر على بطن الدبابة، المصنوع من المعدن الرقيق، وباختراق نافورة اللهب لبطن الدبابة يُدَمَّر كل ما بداخل الدبابة من تجهيزات، وذخائر، ويُقتل أفراد طاقمها.



7. اللغم المضاد للأفراد

أ. هو لغم صُمِّم وصنع أساساً، لينفجر نتيجة الضغط عليه بمعرفة شخص، أو الاقتراب منه، أو المرور بجواره. ولذا، فهو يستخدم للتأثير على الأفراد.
ب. يحتوي بداخله على مادة متفجرة، يراوح وزنها من عشرة جرامات إلى 250 جراماً، وقد يصل في بعض الأنواع إلى 500 جرام. واللغم هو من النوع ذي التأثير الشظيي أساساً، ويوجد منه ما هو تدميري.
ج. يستلزم لتفجير هذا النوع من الألغام فيوزات (مفجرات) متعددة الأنواع، وأكثرها شيوعاً المفجرات الطرقية، والتي تعمل عند الضغط عليها، أو بإزالة الضغط عنها، وكذا المفجرات المزودة بسلك إعثار، كما يستخدم معها مفجرات زمنية.
د. تحدث هذه الألغام، في حالة انفجارها تأثير فتاك. وتتوقف درجة الإصابة، على حجم اللغم ووزنه، وكمية المادة المتفجرة. فالألغام التي تعتمد في تأثيرها، على موجة الضغط، تحدث إصابات تحت الركبة (في القدم والأرجل)، ولا تحدث إصابات رئيسية، فوق هذا المستوى، أمّا الألغام المتشظية، فتحدث إصاباتها في جميع أجزاء الجسم، وتزيد عدد الإصابات بالشظايا، كلما كان الشخص قريباً من الانفجار، وقد تصل درجة الإصابة إلى القتل.

هـ. يوجد أنواع كثيرة من الألغام المضادة للأفراد



مواصفات اللغم VS 50 المضاد للأفراد

الوصف

· مضاد للأفراد
· مصمم للرص (الزرع) اليدوي، أو إسقاطه من الطائرات العمودية والمركبات.
· لا يطفو وغير قابل لنفاذ الماء.
· له مسمار أمان جانبي عند الرص (الزرع) اليدوي، وغطاء ينفصل عند تشغيله وتفجيره.

العمل:
· ضغط خارجي، حوالي 10 كجم من أعلى أو أسفل يكفي لبدء تشغيله وتفجيره.
التأمين

· ضع مسمار الأمان بجانب اللغم عند تأمينه
· اقبض على اللغم من الجوانب، واحذر الضغط عليه من أعلى أو أسفل.
· فك حامل المفجر وابعد المفجر عنه.

المواصفات الفنية

الصناعة: إيطاليا
النوع: مضاد للأفراد (انفجاري)
الوزن: 185 جم.
الارتفاع: 4.5 سم.
القطر: 9 سم.
الاكتشاف: لا يُكتشف بسهولة.
مادة الجسم: بلاستيك.

تحذير: تُعرف أنواع أخرى لهذا اللغم واسمها VS 50 E03، وهي في الخدمة، وهي تضم شرك مضاد للتداول (الرفع) عالي الحساسية، وهو يشبه تماما اللغم VS 50.
وقد ظهر أخيراً اللغم المضاد للأفراد الوثاب







.
مواصفات اللغم V 69 Valmar المضاد للأفراد ـ الوثاب

الوصف:

· يحتوي على وعاء بلاستيك قافز.
· يوجد عدد 5 زوائد على قمة اللغم تعمل مع مشعل اللغم.
· لا يطفو، وغير قابل لنفاذ الماء.
· نصف القطر المميت للغم 27 م، ويغطي جميع الاتجاهات.

العمل:
 
· قوة الشد على سلك الإعثار من 6 – 8 كجم، والضغط المباشر حوالي 10.8 كجم على أحد زوائد المشعل اللازمة لبدء التفجير.
· يقفز اللغم في الهواء حتى ارتفاع 0.45 م، مما يسبب صدمة للمفجر وتفجير اللغم.
التأمين:

· يتم بإعادة كـلبـس الأمان المتشعب إلى مشعل اللغم.
· اقطع سلك الإعثار.
· فك المشعل، مع تجنب لمس الزوائد.
· اجذب جسم اللغم وتأكد من عدم وجود شراك خداعية.
· اقلب اللغم وفك المفجر من قلب اللغم.

المواصفات الفنية:

الصناعة: إيطاليا
النوع: مضاد للأفراد (قافز منتج للشظايا)
الوزن: 3.7 كجم.
الارتفاع: 20.5 سم.
القطر: 13 سم.
الاكتشاف: يمكن اكتشافه بسهولة ووضوح.

مادة الجسم: بلاستيك.

"القفاذ"، وهو لغم يثبت في الأرض، فوق لوح مربع من الصلب، ويجهز للعمل إما بذراع دوّار، يوصل بشبكة من أسلاك الإعثار، أو بِوَصْلة كهربائية، يمكن السيطرة عليها وتشغيلها من بعد. وعندما ينفجر اللغم، تنفجر عبوة دافعة في أنبوب للإطلاق، فيندفع الجسم الرئيسي ويسحب السلك، الذي يظل مشدوداً بلوح القاعدة، الإبرة من المفجر، حيث تنفجر العبوة في الجو، ويتفتت جسم اللغم إلى شظايا، قد يصل عددها إلى 4600 شظية، تتطاير في جميع الاتجاهات.

ألغام المياه الضحلة






أ. تزرع في الحقول التي تنشأ على السواحل، وتحت المياه الضحلة، للتأثير على المركبات البرمائية عند اقتحامها للسواحل، أو ضد وسائل الإبرار "الإنزال البحري". ولغم المياه الضحلة ذو تأثير تدميري ويستخدم على عمق بسيط في منطقة الجزر والسواحل.
ب. تزود الألغام بوسيلة تفجير بها زوائد إمالة، وتنشط بالاصطدام بها، وانحرافها بمقدار 30 درجة، أو بالضغط على هذه الزوائد.
ج. للمحافظة على وضع اللغم تحت الماء يزود بثلاث أوتاد للتثبيت "أرجل"، أو يزود بسلسلة تعليق، أو غطاس.




9. ألغام الإضاءة



 
 
هي عبوات مضيئة، تستخدم لإعطاء إشارة للقوات الأمامية المهاجمة، عند اقترابها من العدو ليلاً، بغرض المحافظة على اتجاه هجومها، وكذا إرشاد الداوريات المدفوعة في عمق دفاعات العدو، في الوصول إلى أهدافها ليلاً. وقد تنفجر بالقرب من الأهداف المطلوب التعامل بها، بأسلحة الرمي المباشر ليلاً، لتمكين هذه الأسلحة من التنشين. وتأثير هذه الألغام غير قاتل، ولكنه يشكل خطر اندلاع حرائق، في منطقة نصف قطرها 5 أمتار، من مركز اللغم.




10. حقول الألغام

أ. تُعد من أكثر الموانع فاعلية، وقدرة على مفاجأة العدو، وإعاقة تقدمه. وقد برع الألمان في استخدامها في الحرب العالمية الثانية، وكانوا يطبقون أساليب مبتكرة، وقد أخذت بقية الجيوش عن الألمان أساليبهم في زرع حقول الألغام، التي أصبحت عنصراً أساسياً في أساليب القتال في جميع الحروب، التي اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية.
وتتميز حقول الألغام، مقارنة بالموانع الصناعية الأخرى، بقلة نفقتها، وسهولة زرعها، وقدرتها على إعاقة الهجمات الكبيرة، وتأثيرها المعنوي والمادي، في القوات المهاجمة.

ب. تعريف حقل الألغام

مساحة من الأرض، ليس لها شكل معين، ومزروعة بالألغام في صفوف متراصة، يتوقف عددها على الغرض من حقل الألغام، وأهمية الاتجاه. ويتكون، عادة، من صفين إلى أربعة صفوف، ويراوح الفاصل بين كل خط والآخر من عشرة أمتار إلى 12 متراً، وتقل الفواصل في حقول الألغام المضادة للأفراد.

ج. الشروط الواجب توافرها في حقول الألغام

(1) أن يكون محمياً بالنيران، وخاصة نيران أسلحة الرمي المباشر، ومدفعية الرمي غير المباشر.
(2) أن يكون ذا عمق مناسب، وكثيفاً، الكثافة الملائمة (عدد الألغام في المتر الواحد).
(3) أن يكون مخفياً، ويحقق المفاجأة، ولا يكشف تفاصيل المواقع الدفاعية.
(4) أن يكون منسقاً مع باقي أنواع الموانع، والمواقع والقطاعات والنطاقات الدفاعية.

د. أنواع حقول الألغام

(1) طبقاً للغرض من إنشائها.
(أ) مضاد للأفراد.
(ب) مضاد للدبابات.
(ج) مختلط، يزرع فيه ألغام مضادة للدبابات وألغام مضادة للأفراد.
(د) ضد البرمائيين[1]، للحماية ضد الهجوم، من اتجاه القطاعات البرمائية.
(2) طبقاً للوقت المتاح لإنشاء الحقل

(أ) حقل ألغام مدبر

وهو حقل يزرع بالألغام، في مناطق سبق استطلاعها، واختيارها على الطبيعة. تجهز الألغام وتزرع وترص، قبل بدء القتال بوقت كاف. ويستخدم هذا النوع في حالة توفر الوقت، لإجراء تحضيرات المعركة، مثل العمليات الدفاعية، وتأمين المناطق الابتدائية للهجوم.
(ب) حقل ألغام غير مدبر

ينتخب منطقته، عادة، من الخرائط، وتنشر الألغام فيه بالوسائل الميكانيكية السريعة، مثل مقطورات رص الألغام، أو المركبات المجهزة بتجهيزه خاصة لرص الألغام، أو بالطائرات العمودية. ويعمل على هذه الوسائل أطقم من أفراد المهندسين العسكريين، وتسمى بمفارز الموانع المتحركة. وترص الألغام، في هذا النوع، مكشوفة فوق سطح الأرض، من دون دفنها، وزرعها. وتعد المناطق، التي ينثر فيها الألغام المبثوثة بالمدفعية، أو بالطائرات، ضمن حقول الألغام غير المدبرة.

ويستخدم في حالة عدم توفر الوقت الكافي لإنشاء الحقول المدبرة، وفي المواقف الطارئة أثناء إدارة أعمال القتال. وهذه الحالات هي:

· في العمليات الهجومية.
· في القتال التصادمي.
· في الدفاع، وذلك في حالات إدارة أعمال القتال في عمق الدفاعات، وتأمين الهجمات والضربات المضادة".
هـ. ولتحقيق التمويه والخداع تنشأ حقول ألغام هيكلية "صورية"

وهي منطقة من الأرض، تستخدم لتمثيل حقل ألغام، ويشبه تماماً حقل الألغام الحقيقي، وترص فيه ألغام هيكلية، والغرض منه خداع العدو وإرباكه.

و. مهام حقول الألغام

(1) في الدفاع

(أ) عرقلة القوات المهاجمة، وصدها أمام الدفاعات، وإجبارها على تغيير اتجاه هجومها إلى اتجاهات أخرى، يفرضها الطرف المدافع.
(ب) إحداث أكبر خسائر ممكنة في القوات المهاجمة، قبل اتصالها بالخطوط الدفاعية.
(ج) تنشأ بين القطاعات والمواقع الدفاعية المتتالية، وذلك بغرض صد هجوم العدو في العمق، وكذا في الفواصل بين المواقع الدفاعية، وعلى الأجناب المكشوفة، بغرض تأمينها، وحرمان العدو من الالتفاف حول الدفاعات وتطويقها.
(د) تأمين خطوط دفع الأنساق الثانية، والاحتياطيات، عند تنفيذها للضربات والهجمات المضادة، لاستعادة الموقف الدفاعي إلى ما كان عليه.

(2) في الهجوم

(أ) تأمين مناطق التجمع، والمناطق الابتدائية للهجوم.
(ب) تأمين عملية فتح وهجوم القوات، في حالة الهجوم بتحريك القوات من العمق.
(ج) المعاونة في صد الهجمات والضربات المضادة، للأنساق الثانية واحتياطيات القوات المدافعة.
(د) تأمين خطوط دفع الاتساق الثانية والاحتياطيات، لتطوير الهجوم في عمق الدفاعات المعادية.
(هـ) تأمين القوات المهاجمة، عند اتخاذها أوضاع التعزيز على الخطوط والأهداف المستولى عليها.

ز. كثافة الألغام

يقصد بها عدد الألغام المزروعة في المتر الواحد. وتتحدد كثافة حقل الألغام طبقاً للعوامل التالية:

(1) نوع الحقل، والغرض منه.
(2) أهمية الاتجاهات، التي تنشأ فيها حقول الألغام.
(3) نوعية الألغام المستخدمة.
(4) الطريقة المتبعة في زرع الألغام.
(5) الخطة العامة، لمنظومة الموانع
(6) درجة توفر الألغام.
(7) الوقت المتيسر، لزرع الألغام، وإنشاء الحقل.

وطبقاً للعوامل السابقة فإن كثافة الرص تراوح ما بين 0.5 ـ 0.75 لغم/متر، وقد تزيد أو تقل طبقاً للموقف.


ح. طرق رص الألغام وزرعها

(1) الطريقة اليدوية

وتنفذ بواسطة أطقم من المهندسين العسكريين المتخصصين، في هذا المجال.

(2) بوسائل ميكانيكية باستخدام مقطورات رص الألغام





، أو باستخدام مركبات مجهزة لرص الألغام.

(3) باستخدام الطائرات العمودية




(4) الألغام المبثوثة، يتم نشرها وتوزيعها، بطريقة آلية، بعد انشطار الوسيلة المعبأ فيها الألغام، مثل: قذائف المدفعية، والصواريخ وقنابل الطائرات.



ط. تسجيل المعلومات عن حقول الألغام، والمناطق والأهداف الملغومة، والشراك الخداعية

(1) تسجل حقول الألغام، وكذا مواقع الأهداف الملغومة، بإحداثيات دقيقة، على خرائط، بمقياس رسم مناسب؛ والتي يمكن عليها توقيع حدود حقول الألغام، وأبعادها، وإذا تطلب الأمر تسجيل تفصيلات أكثر، يمكن إعداد مخططات، موضح بها كافة التفاصيل.
(2) يستكمل تسجيل المعلومات عن الحقول، بتسجيل كافة المعلومات عن كل حقل، في سجلات "جداول"، يوضح بها أعداد الألغام ونوعها، وطريقة زرعها، ونوع المفجرات المستخدمة، وتاريخ زرعها، والأطقم التي جهزت الحقل… إلخ.

ي. الثغرات في حقول الألغام

هي قطاع من الأرض يتخلل حقل الألغام، لا يقل عرضه عن 30 متر، يتم تطهيره من الألغام، أو إبطال مفعولها ويتم فتح العديد من الثغرات في حقول الألغام بمعرفة الطرف المهاجم، لمرور قواته منها عند هجومه. وتفتح الثغرات بمعدل 6 ثغرات لكل كتيبة مهاجمة، 12 ثغرة للواء، 24 ثغرة للفرقة.
ويتم فتح الثغرات في حقول الألغام بإحدى الطرق التالية:

(1) الطريقة اليدوية

تُعَد أفضل الطرق، وأكثرها دقة، على الرغم من أخطارها، وتجري بواسطة أطقم من وحدات المهندسين العسكريين المدربين على هذا العمل، وتفتح الثغرات قبل بدء الهجوم وتحت ستر قصفات التمهيد النيراني للهجوم.
وتتم عملية فتح الثغرة بالتسلسل التالي:
(أ) تحديد أماكن الألغام باستخدام كاشفة ألغام "مجس








والتي يصدر منها صوت يعلن عن وجود اللغم.

(ب) يتم الحفر بحرص حول اللغم، ويتم رفعه وتأمينه.

(ج) تُجمع الألغام المرفوعة في مكان مأمون.

(د) تُعلم الثغرة بعلامات واضحة وظاهرة، ليلاً ونهاراً، حتى تتعرف عليها القوات عند عبورها.

(2) ميكانيكياً

(أ) باستخدام كاسحات الألغام "الدقاقات"

وهي عبارة عن مجموعة من الأقراص المعدنية، والتي يتم ضمها على بعضها لتشكل الدقاقة، وتتكون الدقاقة الواحدة من 4 ـ 6 أقراص إجمالي وزنهم 9 طن، ويتم تركيب الدقاقة بأذرع في مقدمة الدبابة، وعند تحرك الدبابة من خلال حقل الألغام، تدفع أمامها الدقاقة التي تضغط على الألغام وتفجرها، وتفتح ثغرة عرضها 1.5 م في المشوار الواحد، ويستغرق زمن تركيب الدقاقة حوالي 15 دقيقة، وتتحرك الدبابة بسرعة 12كم/ ساعة.
(ب) باستخدام طريقة الكشط، باستخدام جهاز حديث، يعرف باسم، "الفلير"، وقد استخدمت هذه الطريقة في حرب تحرير الكويت، بمعرفة القوات البريطانية.

(3) تفجير الألغام في محلاتها بوسائل تفجير

(أ) باستخدام طوربيد البنجلور
وهو عدد من اسطوانات من مادة بلاستيكية، أو مادة مرنة، معبأ بها مواد متفجرة، وطول الوصلة 1.5 ـ 2 م، ووزن المادة المتفجرة 1.5 ـ 15 كجم في المتر الواحد، ويتم تركيب الوصلات ببعضها بالعدد الذي يغطي عمق الحقل، وتزود بالمفجر، ويتم توصيله بفتيل الإشعال، ويدفع في الحقل يدوياً بمعرفة الأفراد، وعند تفجيره، تنفجر الألغام الموجودة، في منطقة انفجاره. ومن ثم تفتح ثغرة، عرضها من 3 ـ 6 م، ويستغرق زمن تركيب وصلات الطوربيد، ودفعه وإعداده للتفجير، حوالي 10 دقائق.

(ب) باستخدام قذائف المدفعية الشديدة الانفجار
وذلك بإطلاق عدد من قذائف المدفعية الشديدة الانفجار على الحقل المراد تطهيره من الألغام. وفي هذه الطريقة، تُفَجّر الألغام بفعل تأثير الموجة الانفجارية والضغط الناشئ من انفجار القذيفة.

(ج) باستخدام الصاروخ الفاتح 
 
تستخدم هذه الطريقة في القوات المسلحة المصرية. وتتلخص فكرة هذه الطريقة في إطلاق صاروخ من دليل إطلاق، ليصل إلى منطقة حقل الألغام، جاذباً خلفه خرطوم أسطواني من البلاستيك، معبأ بالمادة المتفجرة، بالطول الذي يغطي عمق الحقل، وبمجرد استقرار الصاروخ، والخرطوم، على الأرض، ينفجر ذاتياً، ويفجر الألغام، الموجودة في منطقة انفجاره.

(د) باستخدام قنابل الطائرات

وذلك بقذف قنابل معبئة بمادة شديدة الانفجار، على حقل الألغام، وبانفجار هذه القنابل، تنفجر الألغام، الموجودة في قطاع تأثير الموجة الانفجارية.
وتُعد هذه الطريقة عالية النفقات، وقد استخدمت في حرب تحرير الكويت، بواسطة القوات الأمريكية لفتح ثغرات، في حقول الألغام، في منطقة الحدود السعودية ـ الكويتية، وقد استخدمت في ذلك، قنابل الوقود الجوي المتفجر FIF بما يعادل 750 رطل نوع 117، وقنابل 500 رطل نوع 82، وقُذِفت من الطائرات B-52، كما استخدمت قنابل 1500 رطل BLU بإسقاطها من الطائرات MC-130.

الشراك الخداعية
1. تعريف الشرك الخداعي
أ. هو عبوة (حشوة) من المفرقعات، أو لغم يُجَهّز، باستخدام كافة طرق الإخفاء والمكر والخداع والابتكار والإغراء، ولا يبدو في ظاهره الضرر، ويصمم أحياناً في صورة مبهرة، ولافتة، لإغراء الضحية، وبذلك يحقق الغرض الذي يجهز من أجله، من دون اكتشافه. ب. وفي إطار هذا التعريف، تدخل ضمن الشراك الخداعية جميع الأنواع المتفجرة المبتكرة، والتي تصمم بهدف القتل أو الإصابة على غير توقع، مثل تفخيخ سيارات الركوب، والمعدات والأجهزة التي يستعملها الأشخاص.
ويتم تفجير الشرك الخداعي، إما تلقائياً عند ملامسته، أو الضغط عليه، أو العبث به، أو يفجر بعد فترة من الوقت في حالة تزويده بمفجر زمني، أو يفجر بالتحكم فيه من بعد في حالة تزويده بمفجر به وسيلة استشعار. ج. ويتضح من ذلك أن الشراك الخداعية تعد من وسائل الغدر والخداع، ولها تأثير كبير في الأشخاص غير الحذرين، الذين يوجدون في المنطقة المجهزة بالشراك الخداعية، أو يلمسونها ويعبثون بها.
2. أنواع الشراك الخداعية
عديدة في صورها، ويصعب حصرها، ودوماً يبتكر جديد من أشكالها. ويمكن تلخيص أنواعها في الآتي:
أ. طبقاً للغرض من الاستخدام
(1) شراك خداعية مضادة للأفراد.
تشبه إلى حد كبير الألغام المضادة للأفراد، وتحتوي على عبوة صغيرة من المفرقعات تنفجر بمفجر عادي، أو مفجر مبتكر، أو مفجر زمني. "ومن أمثلتها، استخدام قنابل يدوية مخفاه، بطريقة معينة، ومتصلة بسلك إعثار. تجهيز أدوات وأجهزة يستعملها الإنسان، تنفجر عند محاولة تشغيلها[2]، وتُعد الألغام المضادة للأفراد، الوثابة "القاذفة"، شكلاً من أشكال الشراك الخداعية. (2) شراك خداعية ضد المركبات والدباباتهي في حقيقتها ألغام مضادة للعربات أو الدبابات، ومن أمثلتها، تلغيم المركبة وتوصيل المفجر بمفتاح تشغيل الموتور، بحيث تنفجر السيارة بمجرد إدارة المفتاح. وقد تُلَغّم المركبة، ويُسيطر على تفجيرها من بعد، أو تُجهز عبوة متفجرة في مكان بالقرب من خط سير مركبة[3]، ويجرى تفجيرها، عند مرور المركبة المستهدفة بجوارها. وعادة ما تزود الموانع بشراك خداعية، لتأمينها ضد محاولات إزالتها، وفتح ثغرات بها. وأحياناً، تزود الألغام المضادة للدبابات، بشراك خداعية، تنفجر عند محاولة رفع اللغم. ب. طبقاً لتصنيعها
(1) شراك خداعية سابقة الصنع
وهي التي تجهز مكوناتها، وتُجَمَّع، وتُخرج في صورتها النهائية في المصانع، وتوضع في أماكن ظاهرة، وتغري من يراها بالحصول عليها والعبث فيها، لتنفجر وتصيب الشخص، الذي أوقعه سوء حظه فيها. ومن أمثلتها الأقلام المفخخة، وأي أدوات يستعملها الأشخاص.
ولا شك أن عمر الشرك الخداعي سابق الصنع قصير، ويستخدم لمرة واحدة، ولا يتكرر استعماله، نظراً لاكتشاف أمره عند استخدامه للمرة الأولى.
(2) الشراك الخداعية المبتكرة
وهي التي تُجهز مكوناتها، وتُجمع، وتُخرج في صورتها النهائية، بطريقة مبتكرة، تختلف عن سابقاتها، وتتفق مع الغرض الذي جهزت من أجله. وعادة ما يكون نجاحها معتمداً إلى حدٍّ بعيد على الذكاء في ابتكارها، ودقة تجميعها، وجودة إخفائها، واختيار أنسب الأماكن لوضعها، لتحدث أكبر خسائر ممكنة.
3. المكونات الرئيسية للشرك الخداعي
أ. عبوة (حشوة) من المفرقعات

وهي المادة المتفجرة، والتي يجهز منها الشرك الخداعي، ويختلف وزنها حسب نوع الشرك، والغرض منه.

ب. الغلاف الخارجي للشرك

والذي يحتوي على المادة المتفجرة، وتتعدد صور الغلاف الخارجي طبقاً لابتكار المصمم.
ج. المفجر
هو وسيلة تفجير الشرك الخداعي، وعندما تبدأ حركته الميكانيكية، يؤدي إلى تفجير العبوة المتفجرة، وبالتالي تفجير الشرك الخداعي.وهو يعمل إمّا بالضغط عليه، أو عند رفع الثقل الضاغط عليه، أو بنزع فتيل الأمان، أو عند الاصطدام بزوائد الإحساس في مفجر الاعثار، أو يفجر تلقائياً بعد فترة من الوقت، إذا كان مفجر زمني، أو يسيطر على تفجيره من بعد، إذا كان مفجراً إلكترونياً.
4. مبادئ استخدام الشراك الخداعية
أ. الخداعينبغي ألاّ يظهر على الشرك أي شيء ضار، بل على العكس، يجب أن يجذب الأشخاص على الاتجاه نحوه ورفعه، والعبث به أو استخدامه. ب. تنشر الشراك الخداعية، في المناطق المطروقة، والمأهولة بالأشخاص، أو التي سيتحتم وجود أشخاص بها. ج. تكثيف الشراك الخداعيةتوضع منها أعداد كبيرة، وفي مناطق متعددة، مع مراعاة إخفاءها جيداً. د. الخداع المزدوجويتحقق ذلك، بوضع وسيلة في الشرك، لتفجيره عند اكتشافه، ومحاولة تأمينه. هـ. تجهز الشراك الخداعية، وتوضع في الأماكن الصعبة، والتي لا يتصور أن يوضع بها شراك، "مثل قطع الأثاث، أو بوابات المباني، والمنشآت، أو في حقول الألغام، وكذا في الأماكن التي تتصف بالنشاط الروتيني اليومي، مثل فتح الشبابيك، أو قفلها، أو استخدام التليفون، والمفاتيح الكهربائية. و. تجهز الشراك، وتزود بها الأشياء التي تستهوي الأشخاص، وتثير حب الاستطلاع، مثل الهدايا التذكارية، الطرود البريدية، آلات الموسيقى، عبوات الأطعمة … إلخ. ز. قد يزود الشرك الخداعي بأكثر من وسيلة تفجير، حتى إذا فشل أحدهما في تفجيره، تفجره الوسيلة الأخرى. ح. تستخدم الشراك الخداعية بصور متعددة، في المنطقة الواحدة.

5. استخدام الشراك الخداعية في العمليات الحربية
أ. في الهجوم
(1) تستخدم بواسطة الدوريات بعيدة المدى، التي تعمل خلف خطوط العدو، وتقوم هذه الدوريات بتجهيز منشآت العدو، وأهدافه الحيوية، للتدمير باستخدام الشراك الخداعية. (2) كما تنشر في عمق دفاعات العدو، وعلى محاور التحرك، لعرقلة إمدادات القوات المدافعة. (3) تنشر في المناطق المحتمل تحرك العدو منها، لتنفيذ هجماته المضادة، لإعادة الوضع الدفاعي إلى ما كان عليه. (4) كما يجب توقع نشر العدو لشراك خداعية، في المواقع التي ينسحب منها.
ب. في الدفاع
تستخدم عادة في حقول الألغام، وفي موانع الأسلاك الشائكة، لإعاقة العدو، عند محاولته فتح ثغرات فيها.
6. الكشف عن الشراك الخداعية
أ. يجب توقع وجود الشراك الخداعية في كافة المواقع، والأهداف، والمنشآت، التي انسحب العدو منها. لذا يجب تدريب الأفراد، وتوعيتهم، وتعريفهم بكل الوسائل، التي يمكن للعدو إتباعها في نشر شراكه الخداعية. ب. عادة يقوم العدو قبل انسحابه، بنشر الشراك الخداعية في أهم الأماكن والأكثر نفعاً واستخداماً للقوات المهاجمة، وهي:
(1) المباني المهمة والمناطق المحيطة بها، وأبوابها، وشبابيكها، وأثاثها، وأفرانها، ودورات المياه والتليفونات، وأجهزة الراديو والتليفزيون، وغير ذلك مما يوجد في المبنى.
(2) نقط المياه والآبار، إن وجدت، والملبوسات وعلب الأكل المتروكة، وكذا المعدات، والمركبات العاطلة.
(3) الطرق، والسكك الحديدية.
(4) الغابات، والأشجار، والأنفاق، وملاجئ الأفراد.
(5) المرافق المهمة، مثل محطات توليد القوى والكباري… إلخ.

ج. الظواهر التي تبعث على الشك في وجود شراك خداعية
(1) ترك العدو لمعدات، ومهمات، وتعيينات، وزمازم، كان في إمكانه تحميلها ونقلها مع قواته المنسحبة.
(2) ترك العدو صناديق ذخائر، وعبوات ومفرقعات سليمة.
(3) وجود آثار لعمليات إخفاء وتمويه. (4) وجود أوتاد، ومسامير، وأسلاك، وحبال، في مكان غير طبيعي، يغري أي شخص على نزعها. (5) وجود أجسام، وأشياء في غير أماكنها.
(6) آثار أقدام أو عجلات غير منتظمة على المدقات، بدون سبب ظاهر أو واضح.
. تنتشر الألغام في عدد كبير من دول العالم وتصنف هذه الدول إلى ثلاث مجموعات كالآتي:


Country/TerritoriesTotal MinesTotal Area Contaminated
Afghanistan 10,000,000 780 sq km
Angola 15.000,000
Austria
Azerbaijan 100,000
Belarus
Belgium
Bosnia and Herzegovina 3,000,000
Burundi
Cambodia 6,000,000
Chad 70,000
China 10,000,000
Colombia 1,500
Costa Rica

Croatia 3,000,000
Cyprus 16,942
Czech Republic
Denmark 9,900
Djibouti
Ecuador 60,000
Egypt 23,000,000
El Salvador 10,000
Eritrea 1,000,000
Ethiopia 500,000
Falklands Islands (Malvinas) 25,000
Georgia 150,000
Germany
Guatemala 1,500
Honduras 35,000
India
Iran, Islamic Republic of 16,000,000
Iraq 10,000,000
Jammu and Kashmir
Jordan

Korea, Republic of 206,193
Kuwait
Lao People's Democratic Republic
Latvia 17,000
Lebanon 8,795
Liberia 18,250
Libyan Arab Jamahiriya
Luxembourg
Mauritania
Mozambique 3,000,000
Myanmar
Namibia 50,000
Netherlands
Nicaragua 108,297
Oman
Peru
Russian Federation
Rwanda 250,000
Senegal
Slovenia
Somalia 1,000,000
Sri Lanka
Sudan 1,000,000
Syrian Arab Republic
Tajikistan
Thailand
Tunisia
Turkey
Uganda
Ukraine 1,000,000
Viet Nam 3,500,000
Western Sahara
Yemen 100,000
Yugoslavia 500,000
Zaire
Zimbabwe

(1) المجموعة الأولى: وتشتمل على الدول التي زُرع بها من ثمانية ملايين إلى 15 مليوناً من الألغام، وهي "أفغانستان، وكمبوديا، والصين، وأنجولا، والعراق".(2) المجموعة الثانية: وتتضمن الدول التي بها ما بين مليون وثلاثة ملايين، وهي الصومال، والبوسنة، وكرواتيا، وإريتريا، وموزمبيق، والسودان. (3) المجموعة الثالثة: وتشتمل على الدول التي زرع بها أقل من نصف مليون لغم، وهي أذربيجان، وكوستاريكا، والسلفادور، وإثيوبيا، وجواتيمالا، ونيكاراجوا، واليمن، وجورجيا، وهنداروس، وليبريا، وناميبيا، ورواندا، ويوغسلافيا. ج. وبدراسة متوسط أعداد الألغام في الكيلومتر المربع في بعض البلدان مقارنـة بمساحتها نجد أن:
(1) أعلى عدد من الألغام في الكيلومتر المربع، تم رصده بدولة الكويت إذ بلغ 92.4 لغم/كم2، وذلك بسبب الكثافة العالية للألغام التي زرعتها القوات العراقية في الكويت. (2) أقل عدد من الألغام في الكيلومتر المربع تم رصده في اليمن، 0.5 لغم / كم2، تليها الصين لغم واحد/ كم2.
4. ضحايا الألغام
تثير الألغام المضادة للأفراد رعب العالم، بسبب قتلها للآلاف من الأبرياء المدنيين الآمنين. فالألغام المضادة للأفراد تقتل و تصيب شهرياً 2000 من نساء وأطفال ومسنين. وتصل نفقة علاج شخص تسبب لغم في بتر ساقه حوالي 3000 دولار أمريكي، في حين أن متوسط دخل الفرد في بعض الدول التي تنتشر بها الألغام حوالي 12 دولار أمريكي شهرياً. ويقدر عدد الأشخاص الذين بترت أعضاؤهم في أنجولا نتيجة لانفجار الألغام بعشرين ألف شخص، بعد خمسة عشر عاماً من الحرب، ومعظمهم من النساء والأطفال.
5. مصاعب عملية إزالة الألغام
من وجهة النظر العسكرية، تعدّ عمليات إزالة الألغام من المهام الصعبة والأنشطة المعقدة والخطرة، في الوقت نفسه، ويرجع ذلك إلى الآتي: أ. ارتفاع نفقة إزالة الألغام، إذ تقدر بحوالي 1000 دولار أمريكي، لإزالة اللغم الواحد، أي مطلوب مائة وعشرة مليارات من الدولارات لإزالة كافة الألغام المنتشرة في العالم.ب. الخطر الشديد المصاحب لعمليات إزالة الألغام وتفجيرها، إذ تقدر بعض المصادر، أن هناك اثنين من القتلى أمام كل خمسة آلاف لغم، مما يعني أن الخسائر المتوقعة عند إزالة كل الألغام المنتشرة بالعالم "110 مليون لغم" تقدر بحوالي 44 ألف قتيل. ج. طول الوقت اللازم لتنفيذ مهمة الإزالة والتطهير.
6. حظر استخدام الألغام في القانون الدولي
أ. نتيجة لويلات الحروب، انتبه العالم إلى الأخطار الفادحة التي تصيب البشرية من جراء استخدام الأسلحة بطريقة لا إنسانية، لذلك عُقدت المؤتمرات، وأُبرمت معاهدات دولية، لتنظيم استخدام وسائل القتال الشرسة. وقد بدأت الجهود الدولية اعتباراً من النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وكانت أول معاهدة تتعلق بهذا الموضوع، هي إعلان بطرسبورج، في 29 نوفمبر عام 1868، في شأن حظر استعمال بعض القذائف. ومنذ ذلك التاريخ، والعالم ما برح يعقد الاتفاقيات التي تتعلق باستخدام الأسلحة.
ب. التشريع الدولي للألغام
تُعدّ مأساة الدمار الناجم عن الألغام، التي ترقد ملايين منها فوق الأرض أو تحتها، من بين الويلات التي يعانيها سكان المناطق المنكوبة بالنزاعات المسلحة، إذ يوجد حالياً ما يزيد على 70 بلداً بها أكثر من 100 مليون لغم كامن في حالة خمول تتربص بضحاياها، وفي مقدمة الفئات المنكوبة بأضرار الألغام، المزارعون والنساء والأطفال. لذا، حظيت الألغام بنصيب من اهتمامات المنظمات الدولية، والتي أسفرت عن الآتي: (1) اتفاقية بشأن زرع ألغام التماس البحرية الأوتوماتيكية، لاهاي، في أكتوبر عام 1907. (2) بروتوكول بشأن حظر أو تقييد استعمال الألغام والشراك الخداعية والنبائط الأخرى، الملحق في اتفاقية حظر استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر والمعتمدة في جنيف، في 10 أكتوبر عام 1980. (3) البروتوكول السابق الإشارة إليه والمتعلق بحظر استعمال الألغام والشراك الخداعية والنبائط الأخرى بصفته المعدلة، في 3 مايو عام 1996. (4) مشروع اتفاقية حظر استخدام الألغام المضادة للأفرادبعد أقل من خمسة أشهر، من إقرار البورتوكول المتعلق بحظر استخدام الألغام، والشراك الخداعية، والنبائط الأخرى، أو تقييدها، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار الرقم 51/455، الخاص بإعداد مشروع معاهدة دولية لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد وتخزينها وإنتاجها ونقلها، والذي وافقت عليه 156 دولة، ومنها دولة الكويت، وامتنعت 10 دول. وبناءً على هذا القرار، عُقد في أوتاوا مؤتمر، في أكتوبر 1996، تحت شعار "نحو حظر شامل للألغام المضادة للأفراد"، حضرته 74 دولة، وقد كُلِّفت النمسا بوضع الأسس الضرورية لمعاهدة دولية، ملزمة قانونياً بحظر الألغام المضادة للأفراد، ونوقش هذا الموضوع في مؤتمرين، عُقد أحدهما في بروكسل، والآخر في أوسلو، في 18 سبتمبر 1997، تم على أثره إعلان 89 دولة، عن موافقتها على توقيع الاتفاقية، وتُركت المعاهدة مفتوحة لجميع الدول، للتوقيع عليهـا في أوتاوا؛ في 3، 4 ديسمبر 1997، ووصل عدد الدول الموقعة على الاتفاقية 133 دولة، حتى 29 أكتوبر 1998.النص الكامل لبنود معاهدة، تحريم استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتخزينها، وإنتاجها، ونقلهاوقد صدرت الاتفاقية بالفعل، ودخلت حيز التنفيذ في 1 مارس 1999.
7. المجهودات والمبادرات الإنسانية لمسؤولين في حكومات بعض الدول والمنظمات الإنسانيةأ. أعلن جورج روبرتسون، وزير الدفاع البريطاني، خلال زيارته للبوسنة والهرسك عن مبادرة بريطانية بشأن الألغام الأرضية، تتألف من خمس نقاط، وتستهدف تطهير مناطق الحروب في العالم من ملايين الألغام، وتؤكد هذه المبادرة رغبة حكومة العمال، برئاسة توني بلير، استمرار الحملة التي قادتها الأميرة الراحلة ديانا سبنسر، من أجل حظر الألغام دولياً.
وتتلخص أهم نقاط الخطة، في الآتي:
(1) إنشاء مراكز تدريب، وتزويد الجيوش بالمعلومات حول الألغام. وقد أقامت، بالفعل، وزارة الدفاع البريطانية مركزاً لتزويد الدول النامية بالخبرة اللازمة لإزالة الألغام. (2) إجراء المزيد من الأبحاث حول إزالة الألغام.(3) مضاعفة المبالغ، التي تخصصها بريطانيا لمشروعات تطهير الألغام في دول العالم إلى 10 مليون جنيه إسترليني.(4) تزويد هيئات الإغاثة بالخبرة البريطانية في إزالة الألغام.ب. أعلن كانيزو مراوكا، وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، أن موقف بلاده إزاء حظر الألغام المضادة للأفراد، أصبح أكثر إيجابية، وأشار إلى أن وزارة الدفاع اليابانية تؤكد أنه أصبح من الممكن تطوير معدات دفاعية لتحل محل الألغام خلال 9 سنوات. ج. أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، مادلين أولبرايت، عن خطة لجمع ما يصل إلى بليون دولار سنوياً، لإزالة حقول الألغام المضادة للأفراد، والتي تقتل آلاف المدنيين سنوياً، وذلك بحلول عام 2010. وأشارت إلى أن هذه الخطة تستهدف زيادة الموارد المخصصة لاكتشاف الألغام المضادة للأفراد وإزالتها، إلى خمسة أضعاف ما هي عليه لتصل إلى بليون دولار سنوياً، بهدف تأمين المدنيين في كل الدول، وجميع القارات، من تهديد الألغام الأرضية بنهاية العقد المقبل. ويُعدّ ذلك تحولاً في موقف الحكومة الأمريكية الرافض للتوقيع على اتفاقية دولية لحظر الألغام الأرضية. د. قرار حكومات كل من بلجيكا والدانمرك وهولندا والسويد والنرويج، بوقف كلي لإنتاج الألغام المضادة للأفراد. وقرار الحكومة الإيطالية بإيقاف جزئي لإنتاج الألغام، كما أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية صادرات الألغام الأرضية. هـ. الحملة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر، وذلك بهدف حظر الألغام، وجهودها الإنسانية مع ضحايا الألغام الأرضية. وكمثال لذلك قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بفتح مستشفيات في بعض المناطق في أفغانستان، منها بيشاور وكابول، لعلاج المصابين من ضحايا الألغام. وقد كان للجهود الإنسانية للمنظمة حيال ضحايا الألغام الأرضية، حصولها على جائزة بالزان والتي قدرت ب 800 ألف دولار. و. في بودابست، اقترح ثلاثة نواب مجريين سن قانون، يقضي بمقاضاة من يزرع الألغام وعَدِّهم مجرمي حرب. وأبدوا أسفهم، أن الدول التي تصنع الألغام لا تتحمل أي مسؤولية في المشاركة في فاتورة إزالتها، واقترحوا أن يتضمن القانون، فرض نفقات إزالة الألغام على من يصنعها ويزرعها. ز. الجهود والمبادرات الإنسانية للأميرة الراحلة ديانا سبنسر في هذا المجال، وتبنيها حملة لإقناع دول العالم من أجل حظر الألغام دولياً، وقيامها بالكثير من الجولات في الدول، التي تعاني من أخطار الألغام، ومن هذه الجولات الزيارة التي قامت بها لأنجولا، في فبراير عام 1997، لنشر وإعلان محنة الضحايا بين المدنيين. مع تطور الألغام أصبحت أسلحة مفضلة في الحروب وفي النزاعات الداخلية، ومن وجهة نظر العسكريين فإنها أسلحة تتميز بطول الأمد وتحتفظ بقدرتها على القتل والتشويه طوال عدة أجيـال، كما أنها اقتصادية، فهي سلاح الفقراء وبخاصة دول العالم الثالث والفقيرة ذات المساحات الشاسعة والمليئة بالصراعات الداخلية والخارجية، فعلى سبيل المثال يتكلف اللغم 3 ـ 30 دولار، في حين أن بديله الشرعي من القوات والأسلحة اللازمة لأداء نفس الدور تحتاج إلى ملايين الأضعاف من تكلفة الألغام. وقد استخدمت الألغام في جميع الحروب التي نشبت بعد الحرب العالمية الثانية، بهدف زيادة القدرة القتالية للطرف المدافع على عرقلة وصد هجوم الطرف المهاجم وحرمانه من حرية الحركة والمناورة بقواته. وقد تم إنتاج العديد من الألغام بأنواعها المختلفة، كما تعددت الأغراض التي تستخدم فيها، وحدث بها تطور رهيب مما ضاعف من فاعلية تأثيرها. وقد واجهت عملية تطهير مسارح العمليات من الألغام بعد انتهاء القتال العديد من المصاعب المقعدة، وخاصة المخاطر التي تحيط بأفراد الفرق القائمة بالتطهير، وكذا التكلفة الباهظة لتطهير الأراضي من الألغام، وفي هذا الشأن، يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن إزالة الألغام، التي لا تزال مزروعة في جميع أنحاء العالم قد تتكلف مليارات الدولارات، شريطة عدم زرع أي ألغام جديدة. ونتيجة للمخاطر البشعة التي نتجت من الألغام، جعلت العالم يخطو خطوات سريعة لمحاربة الألغام، وتنظيم استخدامها للحد من هذه المخاطر، وقد ارتفعت الأصوات التي تندد باستخدام الألغام، وظهرت الكثير من المبادرات الدولية التي تدعو إلى حظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، باعتبارها أسلحة ممقوتة وغير مقبولة، وكان آخر هذه المجهودات عقد مؤتمر في أوتاوا في أكتوبر عام 1996 تحت شعار "نحو حظر شامل للألغام المضادة للأفراد"، وحضرت هذا المؤتمر 74 دولة، ثم تلا ذلك مناقشة حظر الألغام المضادة للأفراد في مؤتمرين، أحدهما في بروكسل في يونيه عام 1997، والآخر في أوسلو في سبتمبر عام 1997، والذي تم على أثره إعلان 89 دولة عن موافقتها على توقيع اتفاقية حظر استخدام الألغام المضادة للأفراد. وصدرت الاتفاقية بالفعل في أول مارس 1991. وتنظر الشعوب إلى اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، على أنها تؤدي إلى رقي الإنسانية والمحافظة على العنصر البشري الذي يعتبر الثروة الحقيقية للشعوب.


0 التعليقات :

إرسال تعليق