Featured Video

أكثر من مليون متظاهر في جمعة «أحفاد خالد» و11 قتيلا برصاص الأمن.. وحماه ودير الزور «محررتان»

قتل متظاهرين طعنا بالسكين أمام مسجد آمنة في حلب.. ودوما معزولة وحرستا محاصرة
جانب من مظاهرة كفرنبل السورية تطالب بالدعم الخارجي مأخوذة من موقع اوغاريت
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
خرج أكثر من مليون ومائتي متظاهر في مدينتي حماه ودير الزور وحدهما أمس في يوم جمعة «أحفاد خالد»، الذي أراده الناشطون يوم تضامن مع مدينة حمص التي شهدت أعمال عنف طائفية الأسبوع الماضي.
وأعلن ناشطون حقوقيون مقتل 11 مدنيا برصاص الأمن أو قوات موالية للنظام في سوريا. وقال الناشطون إن احتجاجات اندلعت عقب صلاة الجمعة في عدة مناطق بينها حي الميدان في دمشق واللاذقية على الساحل ودرعا في الجنوب ودير الزور في الشرق، فضلا عن حمص أحدث المناطق التي تركزت عليها الحملة العسكرية ضد المحتجين.
وقال شهود لوكالة «رويترز» إن خمسة مدنيين قتلوا خلال الليل في حمص على بعد 165 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، عندما انتشرت الدبابات في إطار حملة ضد الاحتجاجات في المدينة المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان والمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان إن ستة آخرين قتلوا في وقت لاحق بالرصاص في احتجاجات في ضاحية مليحة في دمشق وفي حمص وفي منطقة إدلب في شمال غربي البلاد.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «متظاهرين قتلا طعنا بالسكين أمام مسجد آمنة في حلب على يد ميليشيات موالية للنظام اقتحموا المسجد وهاجموا» المصلين. وأشار إلى أن «عشرات المتظاهرين جرحوا واعتقل عشرات آخرون». وأضاف أن متظاهرا قتل برصاص قوات الأمن في اعزاز في محافظة حلب. وتابع الريحاوي «في حمص قتل متظاهران برصاص قوات الأمن الذين فرقوا مظاهرة في حي الخالدية ودوار الفاخورة»، وقتل متظاهر برصاص الأمن في كفر روما في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا. وأفاد بأن قوات الأمن أطلقت أيضا النار على متظاهرين في إدلب (شمال غرب)، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
وتحدث رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن «مقتل متظاهرين اثنين وجرح آخرين برصاص قوات الأمن» في المليحة بريف دمشق. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «أكثر من مليون و200 ألف شخص شاركوا في المظاهرات في حماه ودير الزور»، مشيرا إلى أنه في دير الزور كانوا أكثر من 550 ألفا عند نهاية المظاهرة، وفي حماه كانوا أكثر من 650 ألفا»، موضحا أن قوات الأمن كانت غائبة عن هاتين المدينتين.
وكان عبد الرحمن صرح بأن عناصر من الجيش وقوات الأمن السورية انتشرت صباح أمس في اثنين من أحياء دمشق (القابون وركن الدين) حيث يعيش عدد كبير من الأكراد. وقال بعد ظهر أمس إن حيي «ركن الدين والقابون ما زالا معزولين عزلا تاما من قبل الجيش»، مشيرا إلى «انتشار حواجز عند كل المداخل والمخارج وتفتيش للسيارات والأشخاص وفحص للهويات». وأضاف أنه «تم نصب رشاشات 500 في القابون عند كل المداخل والمساجد»، مشيرا إلى أن «المساجد كانت فارغة تقريبا اليوم (أمس) بعد حملة مداهمات واعتقالات حدثت في الليل والفجر». وتابع أن جهاز «المخابرات الجوية لديه أسماء يبحث عنها على الحواجز».
وقال عبد الرحمن إن «برزة ما زالت محاصرة بالكامل وأقيمت حواجز للجيش على كل المداخل والمخارج (...) مع قطع كامل للاتصالات»، مشيرا إلى «وجود كثيف لسيارات شرطة مليئة بالعناصر بالسلاح الكامل». وأشار إلى أن «الشوارع (في برزة) فارغة نتيجة الوجود الأمني الكثيف خوفا من الاعتقالات العشوائية».
وفي دوما في ريف دمشق، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «عناصر الأمن انتشروا بشكل كثيف في سوق مدينة دوما وفي ساحة الجامع الكبير تحسبا لخروج مظاهرات». وأضاف أن «الأمن بدأ يطلب هويات النساء على الحواجز حتى من دون وجود قوائم»، معتبرا ذلك «مجرد إرهاب». وأوضح أنه «تمت إقامة حواجز جديدة عند الجامع الكبير ودخلت عناصر أمنية إلى مدينة دوما وراحت تروع الأهالي بطريقة تجولها واستعراض الأسلحة، مما أدى إلى إرهاب أعداد كبيرة». وتابع أن «بعض الأهالي بدأوا في مغادرة المدينة خوفا من مداهمات واعتقالات عشوائية للأجهزة الأمنية».
وخرج المتظاهرون السوريون في كل أنحاء البلاد لنصرة مدينة حمص التي تتعرض لحملة أمنية واسعة وحصار عسكري منذ نحو أسبوع. وفي حمص، قال شهود إنه تم قطع شبكة الإنترنت عن المدينة وفرض حصار خانق على بعض الأحياء التي تعرضت في الليلة السابقة لقصف وإطلاق نار متواصل مع انتشار للقناصة. إلا أن ذلك لم يمنع خروج مظاهرات في عدة أحياء نصرة للأحياء التي عاشت يوم أول من أمس الخميس يوما داميا. وفي باب السباع قالت مصادر محلية إن عدة منازل هدمها قصف الدبابات، على خلفية انشقاق عدد من جنود الجيش وانضمامهم للأهالي والدفاع عنهم.
وفي تلك الأثناء، كان أهالي أحياء شهدت هدوءا نسبيا كحي البياضة وحي الخالدية، يعملون على إرسال إمدادات طعام ومستلزمات أولية لأهالي حي باب السباع المحاصر. وقال ناشطون إنه تم اعتقال الشاب عمار القويض بالقرب من باب السباع أثناء قيامه بإيصال أكياس دم فارغة لإنقاذ الجرحى والمصابين. كما تم قنص شخصين لدى مرورها العادي في حي العدوية وعند حاجز الأمن في منطقة الفاخورة، حيث تم إطلاق النار عليهما على مرأى من الناس، يوم أول أمس الخميس، ولم يتمكن أحد من إسعافهما.
وفي ريف حمص، خرجت مظاهرات حاشدة في تلبيسة والرستن وجوبر تلدو والحولة والطيبة وكفرلاها وتلذهب وعقرب وطلف البرج كرادسنية.
وفي حلب، قتل شخص في المظاهرة التي خرجت في جامع آمنة، كما خرجت مظاهرات في الشيخ مقصود وسيف الدولة، وعلى نحو محدود سرعان ما تم تفريقها. إلا أن المظاهرات الأكبر في محافظة حلب كانت في قرى بيانون وتل رفعت، حيث وقعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين وتم تفريق المظاهرة بالقوة، اعقبتها حملة مداهمات واعتقالات من المنازل.
وفي دمشق، بدأت قوات الأمن منذ مساء أول من أمس في الاستعداد لمواجهة مظاهرات يوم الجمعة، حيث تمت محاصرة أحياء ركن الدين والقانون والقدم وبرزة، وانتشرت في محيطها حواجز تفتيش مع تقييد حركة الدخول والخروج منها، مع قطع الاتصالات. وفي ركن الدين حيث يتركز الأكراد، فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا حول المنطقة، إلا أن مظاهرات خرجت هناك وتم الانقضاض عليها من قبل مئات من رجال الشرطة والأمن والشبيحة الذين استخدموا الهراوات والقنابل المسيلة للدموع.
وفي منطقة الميدان، خرجت أكثر من مظاهرة مع عدة مساجد، منها مظاهرتا الدقاق وجامع زين اللتان التقتا في الجزماتية، بينما حوصر المتظاهرون في جامع الحسن، وجرى إطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، وتعرض المشاركون للملاحقة والضرب بالهراوات.
وفي ريف دمشق، تم عزل مدينة دوما تماما، وتم نشر عدد كبير من عناصر الأمن والشبيحة في المدينة تحسبا لمظاهرات يوم الجمعة، لا سيما في ساحة الجامع الكبير. كما تم تطويق مدينة حرستا. ومع ذلك خرجت المظاهرات في ريف دمشق على نحو يسجل تصاعدا في أعداد المتظاهرين، في القدم والحجر الأسود وداريا والمعضمية والشيفونية والقلمون والنبك وزملكا والعبادة والنشابية وعربين وسقبا والزبداني والتل وجديدة عرطوز وجوبر والقابون ومضايا وقدسيا والكسوة.
وفي الحجر الأسود، وبعد اختفاء الشيخ عدنان إبراهيم (أبو بلال)، انتفض أهالي الحجر الأسود وطالبوا بالإفراج عن إبراهيم وعن كل المعتقلين، وتوعدوا النظام بالزحف إلى قلب مدينة دمشق والاعتصام هناك حتى إسقاط النظام.
وفي حماه، تميزت المظاهرات العارمة بالتنظيم والانضباط الذي ظهر في ارتداء آلاف منهم ألوان العلم الوطني وحافظوا طيلة فترة المظاهرة على مواقعهم مشكلين علما وطنيا من أجسادهم. وفي ريف حماه خرجت مظاهرات في مدينة السلمية وفي قرى الحواش الحويز والعنكاوي والحويجة والشريعة وقسطون، وتجمعوا في قلعة المضيق بأعداد كبيرة راحت تتزايد.
أما في إدلب، فقد خرجت مظاهرة شارك فيها نحو 15 ألف متظاهر، وهتفوا «سلمية سلمية.. إسلام ومسيحية». كما تظاهر الآلاف في سراقب وقرى ومناطق عدة في محافظة إدلب. وفي أريحا، حاول المتظاهرون الوصول إلى الساحة، إلا أن قوات الأمن منعتهم من ذلك، وجرى إطلاق النار بشكل كثيف في الهواء.
وفي مدينة القامشلي التي تقطنها غالبية كردية، ذكرت مصادر محلية أن الشرطة أطلقت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وأن عددا من الأشخاص أصيبوا، وهي أول مرة يستخدم فيها الرصاص لقمع المظاهرات في القامشلي. وفي دير الزور، تجمع المتظاهرون عند دوار المدلجي بالآلاف وهتفوا لنصرة حمص. وفي البوكمال التي تشهد مفاوضات بين الجيش والأهالي، يشترط الجيش وقف المظاهرات لقاء إخراج المعتقلين في حين يصر الناس على التظاهر حتى إسقاط النظام.
وفي اللاذقية الساحلية، ورغم التشديد الأمني، خرجت مظاهرات في حي الرمل الجنوبي وفي منطقة الطابيات هتفت للحرية وحمص، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام. وفي الرقة شرق البلاد تمكن المتظاهرون من خداع قوات الأمن والشرطة التي وقفت على أبواب المساجد، فيما توجه المتظاهرون للتجمع عند ساحة الساعة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق