فوائد الغابات والتحريج الاصطناعي
مقدمة:
كانت الغابة للإنسان الأول مصدراً لغذائه وكسائه ومعظم أدواته البدائية، ومن ثم أشاد من أخشابها بيوتاً يقطنها قبل أن يعرف البديلة الأخرى.
ولم تنحصر فوائد الغابات على الإنسان القديم فحسب، بل ازدادت حاجة الإنسان لمنتجات الغابة تباعاً مع تقدم الحضارة الإنسانية.
فالغابات اليوم تلعب دوراً متزايداً في دعم الاقتصاد الوطني لمعظم أقطار العالم ، كبقية الثروات الطبيعية الأخرى، وإن كانت فوائدها أعم في الأقطار التي تمتلك غابات أوسع من غيرها خاصة بعد تفاقم أزمة الطاقة حيث بدأ الإنسان التفكير بالعودة ثانية إلى استعمال الأحطاب كمصدر بديل للطاقة التي يستعمل فيها النفط.
لمحة تاريخية:
إن مساحات واسعة من أراضي القطر العربي السوري كانت مغطاة بالغابات في العهود الغابرة وأن وجود آلاف الهكتارات من غابات البطم في جبل البلعاس والشاعر وعبد العزيز واللجاه.
وكذلك غابات اللذاب في منطقة النبك والأزر اللبناني والشوح والسنديانيات في محافظة اللاذقية وغيرها ما هو إلا دليل على أن بلادنا كانت غنية في غاباتها ولا تزال رسوم النباتات والأشجار المنقوشة على أحجار جدران الآثار في بصرى الشام وصلخد وتدمر خير شاهد على ما ذكر كما يروى أن الخليفة هارون الرشيد كان يأتي من بغداد إلى الرقة للاصطياف في ظلال الأشجار.
ولقد انقرض القسم الأكبر من الغابات التي كانت تغطي أراضي بلادنا نظراً للتعديات المتواصلة عليها من غزوات الصليبيين إلى تسيير القطارات العامة خلال الحرب العالمية الأولى في أحطاب الغابات وكذلك مد السكك الحديدية من طرابلس إلى حيفا خلال الحرب العالمية الثانية الذي أخذت معظم أخشابه في مناطق اللاذقية والقسم الضئيل من غابات لبنان هذا بالإضافة إلى تعديات السكان من احتطاب لأجل التدفئة المنزلية والطبخ ومن ثم كسر الأراضي الحراجية وتحويلها إلى أراضي زراعية وكذلك الحرائق ورعي الماعز بالإضافة إلى أعمال تدخين التبغ غير المنظمة كل ذلك أدى إلى تدهور غاباتنا إلى الحالة التي وصلت إليها في الوقت الحاضر.
ونبين فيما يلي التوزيع الطبيعي لأنواع الأشجار والشجيرات الحراجية في سوريا:
جبال الباير والبسيط (محافظة اللاذقية) | |
الأصناف الرئيسية | |
الاسم المحلي | الاسم العلمي |
صنوبر بروتيا | Pinus Brutia |
العذر | Quercus Cerris |
السنديان | Quercus Coccifera |
الأصناف الثانوية | |
البطم الفلسطيني | Pistacia Palaestina |
بطم لانيتسكوس | Pistacia Lentiscus |
الزرود | Phillyrea Media |
القطلب | Arbutus Andrachne |
البلوط | Quercus Infectoria |
الرميميم | Fontanesia Phyllyreoides |
الاصطرك | Styrax Officinale |
الزعرور | Crataecus Sp |
البقص | Rhus Cotnus |
الشرد | Carpinus Orientalis |
الشربين | Juniperus Oxycedrus |
الزمزريق | Cercis Siliquastrum |
جبال اللاذقية | |
العذر | Quercus Cerris |
الأرز | Cedrus Libani |
الشوح | Abies Cilicica |
السنديان | Quercus Coccifera |
السرو | Cupressus Sempervirens |
صنوبر بروتيا | Pinus Brutia |
البطم | Pistacia Khinjuk |
الرميميم | Fontanesia Phyllyreoides |
الزرود | Phillyrea Media |
القطلب | Arbutus Andrachne |
الاصطرك | Styrax Officinale |
البقص | Rhus Cotnus |
الشرد | Carpinus Orientalis |
الصلع | Ostray Carpinifolia |
الغبيراء | Sorbus Torminalis |
القبقب بأنواعه | Acer Syriacum |
الدردار | Fraxinus Sp. |
الخوخ البري | Prunus Ursina |
المحلب | Cerasus Mahleb |
الأجاص البري | Pirus syriaca |
السماق | Rhust Coriaria |
جبل البلعاس وجبل الشاعر | |
البطم الأطلسي | Pistacia Atlantica |
السويد | Rhamnus Palestina |
جبل عبد العزيز | |
البطم الأطلسي | Pistacia Atlantica |
بطم كينجوك | Pistacia Khinjuk |
السويد | Rhamnus Palestina |
جبل العرب:
الأصناف الرئيسية: السنديان
الأصناف الثانوية: البطم، البقص، البلوط، الزرود، الرميميم، القطلب، البقص، اللوز البري، الأجاص البري.
جبل الأكراد:
الأصناف الرئيسية: صنوبر ، بروتيا ، السنديان
الأصناف الثانوية: البلوك، الرميميم ، الزرود، الزعرور، القطلب، البقص، الدردار.
منطقة القنيطرة:
الأصناف الرئيسية: السنديان
الأصناف الثانوية: البلوط، الرميميم، الزرود، الزعرور، القطلب، البقص.
جبل القلمون:
الأصناف الرئيسية: السنديان ، اللذاب Juniperus Excelsa
الأصناف الثانوية: البلوط، الرميميم، الزرود، الزعرور، القطلب، البقص
منطقة الفرات:
الغرب Populus Euphratica
الطرفاء Tamarix Sp
- الأصناف الرئيسية: هي الأصناف التي تشكل القسم الرئيسي من الغابة.
- الأصناف الثانوية: هي الأصناف التي لاتشكل القسم الرئيسي من الغابة بل توجد موزعة بشكل أشجار متفرقة ضمن الغابة.
كما أن هناك أنواع حراجية جديدة أدخلت إلى القطر العربي السوري مثل الكينا من صنفي : Eucalyptus Gomphocephala, E.Camaldulensis الصنوبر الثمري Pinus Pinea صنوبر كناري Pinus Canariensis الصنوبر الأسود Pinus Nigra بالإضافة إلى إدخال أنواع حراجية جديدة لازالت قيد التجربة مثل :
- السيكوبا (من الولايات المتحدة الأمريكية) Se Quoia Semperverins
- الزيزفون المثمر الصحراوي (من الهند) Zizyphus Numularia
فوائد الغابات:
لاغنى للإنسان عن منتجات الغابة وغالباً ما تتخذ كمية الغابات واستهلاك الفرد من إنتاجها مقياساً لتقدم حضارة أي بلد ومن العسير حصر فوائد الغابات وأثرها في حياة الإنسان ولكن يمكن ايجازها على النحو التالي:
أ- الفوائد الاقتصادية:
1ً-إنتاج الأخشاب:
الغابات مصدر الخشب وهو مادة أولية متنوعة الاستعمال حيث يستعمل الخشب أحياناً بشكل شرائح رقيقة جداً في الموبيليا لصناعة المفروشات أو في صنع الخشب المعاكس أو صنع الكبريت. أما الخشب المضغوط الذي أصبح كثير الاستعمال في هذا العصر فهو يصنع في بلادنا من نفايات صناعة الخشب المعاكس بالإضافة إلى خشب صنوبر بروتيا؟
وتستعمل أخشاب السنديان والأكاسيا والسرو والصنوبر كعوارض للسكك الحديدية، أما أخشاب الهياكل للأعمال الإنشائية فهي من السنديان والشوح والتنوب.
1ً–1- أخشاب الصناعة وتشمل مايلي:
أ- أخشاب الورق والسيللوز: حيث يعتبر الخشب المصدر الرئيسي للسيليلوز وأن الأخشاب المستعملة في تحضير عجينة الورق والسيليلوز هي أخشاب المخروطيات وبعض أخشاب الأشجار ذات الأوراق العريضة ومن بين المخروطيات تفضل أخشاب التنوب والشوح ويمكن استعمال أخشاب صنوبر بروتيا والصنوبر الحلبي بعد تخليصها من الراتنج. ومن بين الأخشاب ذات الأوراق العريضة المستعملة لهذا الغرض أخشاب الحور والصفصاف والنغت والكينا.
ب- يمكن أن نحصل من السليلوز على :
- الحرير الصناعي: وينتج عن معاملة السليلوز في مذيبات مختلفة وقد انتشرت كثيراً استعمالات الحرير الصناعي في العالم لدرجة أنه أصبح ينافس الحرير الطبيعي.
- البارود
- أفلام التصوير
- الألعاب
- السيلوفان
- الفرنيش
ج- أعمدة الهاتف والكهرباء: إن أخشاب المخروطيات كالصنوبر والشوح والتنوب هي المرغوبة لصنع أعمدة الهاتف والكهرباء.
1ً-2-أخشاب المناجم: تستعمل الصنوبريات كأخشاب استنادية في المناجم لأنها أكثر استقامة وخفة، ويفضل استعمال الأخشاب التي تعطي إنذاراً قبل أن تنكسر في هذا المجال.
1ً-3- أخشاب التفحيم: وهي الأخشاب التي تستعمل لصناعة الفحم وتستخدم لذلك الأشجار ذات الأوراق العريضة مثل السنديان العادي والزرود وتكون عادة صغيرة الأقطار.
ومما يجدر ذكره هنا أنه تتخذ الإجراءات اللازمة لتطوير صناعة الفحم الخشبي في سوريا باستعمال الأفران الآلية بدلاً من المشحرة وتمتاز الأفران بأنها تعطي مردوداً أكبر نسبياً مع قلة العادم في أحطاب الوقيد إضافة إلى التوفير في اليد العاملة وفي الفترة الزمنية اللازمة للتفحيم.
1ً-4- أخشاب التقطير: بتقطير الأخشاب يمكن استخراج حمض الخل والأسيتون والكلوروفورم والايودوفورم والميتيلين الذي يحضر منه الكحول الميتيلي المستعمل في الصيدلة والصناعة.
وأهم الأخشاب المحلية في سوريا هي:
1- الحور: إن خشب الحور أبيض ويبدو أحياناً مائلا إلى الاحمرار وهو خشب طري تماماً يمكن شغله بسهولة ويتحمل المسامير دون أن يتشقق ويستعمل في النجارة وداخل المفروشات والألواح وكذلك صناعة الصناديق والأدوات الخفيفة والقباقيب والكبريت وعجينة الورق ومشتقاتها.
وتستعمل شرائح الحور في صناعة المعاكس (خصوصاً في الأقسام الداخلية من ألواح المعاكس) ويستعمل في صناعة المعاكس خشب الحور الأبيض الرومي والحور الأسود الحموي والأنواع الأوروبية الأمريكية الهجينة إن وجدت ولاتستعمل أخشاب الحور الفارسي والفراتي لهذا الغرض نظراً لتعرج الجذع فيها.
2- الصفصاف: خشبه طري وأبيض اللون وخفيف يستعمل في النجارة ولصنع الألعاب والصناديق والقباقيب وصنع التماثيل، ويستعمل لصناعة الأبواب والشبابيك كما أنه صالح لصناعة الورق.
3- الجوز: إن خشب القلب عند الجوز جميل المنظر ملون وله عروق عريضة غامقة أو فاتحة اللون، ويمكن شغله بسهولة وهو قابل للصقل واللصق والتلوين ويقاوم الرطوبة. يستعمل بصورة خاصة في صناعة الموبيليا بشكل كتلي أو بشكل شرائح.
4- الدلب: خشب الدلب رمادي مائل إلى اللون البني وهو يشبه خشب الزان ويقاوم الصدمات إلا أنه كثير العقد. يستعمل خشب الدلب لصنع الأدوات الدقيقة المستعملة في الرسم وفي النجارة وفي الموبيليا بشكل كتلي أو شرائح أو بشكل ألواح معاكسة.
5- السنديان: أخشاب أنواع السنديان المنتشرة في بلادنا تعتبر قاسية ومتينة وثقيلة وصعبة الشغل وقابلة للتشق.
6- الروبينيا: خشبها ملون وقاس ومقاوم للضغط والانحناء كما أنه مرن ويقاوم الرطوبة وغزو الحشرات والفطور. ويستعمل في صناعة العجلات عندما تكون أقطاره كبيرة وكذلك لصنع أدوات صغيرة وركائز.
7- الكينا من نوع كمالدولنسس: إن خشب هذا النوع من الكينا هو الأكثر انتشاراً في سوريا وهو خشب أحمر ذو قوام كثيف نسبياً وذو قساوة عالية يمكن صقله إلا أنه غير قابل للانحناء والتقويس. يستعمل لأغراض عديدة مثل عوارض السكك الحديدية، أوتاد أعمدة وقد يستعمل لصناعة عجينة الورق والسللوز.
8- الشوح: خشب الشوح متجانس لون أبيض تقريباً ويظهر خشب الصيف بوضوح بشكل عروق صغيرة صفراء أو بنية باهتة. إن خشبه ممتاز للنجارة ولصنع الهياكل الخشبية وأعمدة الهاتف وصناعة الورق، ويعتبر خشب الشوح مع التنوب أفضل الأخشاب بالنسبة لصناعة الورق.
9- الصنوبر الحلبي: يتألف من خشب طري أبيض مصفر ومن خشب قلب بني محمر، ويحتوي خشب الصنوبر على أقنية راتنجية تفرز مادة الراتنج في جذع الشجرة ويقدر الإنتاج الوسطي للشجرة حوالي 3 كغ في السنة، إن الجذوع المتعرجة تعطي أخشاباً لاستعمالات النجارة العادية والصناديق وفي صناعة عجينة الورق بعد إزالة الراتنج. أما الجذوع المستقيمة فإن أخشابها تستعمل في أعمدة الهاتف والكهرباء وفي النجارة وفي صناعة عجينة الورق.
10- صنوبر بروتيا: إن خشب صنوبر بروتيا قاس وثقيل نسبياً ويستعمل في النجارة وأعمدة الهاتف والكهرباء وفي الصناديق وصناعة عجينة الورق بعد إزالة المادة الراتنجية. ويتميز خشب صنوبر بروتيا عن خشب الصنوبر الحلبي بأن حلقات النمو السنوية تكون متميزة تماماً ، يعطي صنوبر بروتيا كمية من الراتنج أقل من الصنوبر الحلبي إذ يقدر إنتاج الشجرة من الراتنج في السنة بحوالي 1.5-2 كغ حسب التجارب التي أجريت في منطقة الباير والبسيط في سوريا (نحال 1962).
11- الأرز اللبناني: خشبه طري وخفيف وله رائحة عطرية ، يستعمل في الهياكل الخشبية وفي صنع الصناديق لحفظ الألبسة والفرو ولنشره رائحة قوية تطرد الحشرات غير أن هذه الرائحة تمنع استعماله لصنع صناديق لحفظ الثمار.
2ً- إنتاج الثمار من الكستنا والصنوبر الثمري والبندق والشراب من الثمار الطرية للخرنوب.
3ً- إنتاج الزيوت من ثمار وبذور الغار والبطم وغيرها.
4ً- إنتاج الصمغ من السنط العربي.
5ً- إنتاج الأعلاف.
6ً- إنتاج المواد الدباغية والأصناف (خشب الكستنا، كأس ثمار الملول ، ثمار العذر والبلوط، أوراق السماق، قشر البوكاليبتوس ) (صنف أوكسد نتالس).
7ً- إنتاج أحطاب الوقيد والفحم.
8ً- إنتاج الفلين والمواد العازلة للصوت والحرارة.
9ً- إمداد المزارعين بالغراس البرية.
ب- الفوائد الطبيعية والبيئية:
تتلخص الفوائد الطبيعية والبيئية بالتالي:
1- حفظ التربة من الانجراف:
تهطل الأمطار في بلادنا بشدة كبيرة في الفترات الباردة من السنة فتسيل المياه بسرعة على سطح الأرض فإذا كانت الأرض عارية من الأشجار ومنحدرة فإن المياه السائلة تجرف معها كميات كبيرة من المواد الطينية والحصى والأشجار التي تقتلعها من الأراضي التي تمر بها.
وعندما لاتكون التربة محمية من خطر تكوين السيول فإن تربتها تنجرف سنوياً وبتكرار حدوث العملية فإن أجزاء التربة تنجرف كلها ولايبقى في أرض الموقع سوى الصخرة الأم وفي هذه الحالة تكون التربة قد انجرفت نهائياً مع كل ما يوجد عليها من أحجار وأشجار.
أما في الأراضي التي يكسوها غطاء حراجي كثيف فالأمر عكس ذلك إذ لاتزيد المياه المنسالة على 5% في الأمطار العادية و 15% في الأمطار الغزيرة أما المياه المتسربة داخل التربة فإن جزءً منها يعود ويتبخر وجزءً آخر تمتصه جذور النباتات، ويبقى جزء يستمر في تسربه فيغذي طبقات المياه الجوفية، ومن الملاحظ أن المناطق المغطاة بغابات كثيفة ومتسعة الأرجاء تحتوي على ينابيع غزيرة وعلى مياه جوفية وفيرة.
والجدول التالي يبين أهمية الغابات في التخفيف من انسيال المياه وتسهيل نفوذيتها داخل التربة:
نوع الغطاء النباتي | نسبة انسيال المياه المترشحة |
غابة | 2% |
مراع | 5% |
قمح وشعير | 25% |
ذرة صفراء وقطن | 50% |
2- زيادة خصوبة التربة:
يؤدي القطع المتواصل للغابات إلى انهيار المناطق من الناحية البيئية وبوجود الغابة فإن المواد العضوية الموجودة على سطح التربة تتحلل وبنتيجة ذلك تغني التربة بالمادة الدبالية التي تمد جذور النباتات بالمواد الغذائية.
بالإضافة لتحسين بنية التربة من حيث نفوذيتها للماء والهواء وإمكانيتها على الاحتفاظ بالماء.
3- وقاية المحاصيل الزراعية:
تقلل الغابة من حدة الرياح الشديدة فتحمي بذلك المناطق المعرضة للرياح الشديدة والضارة بالمزروعات ، إن إنشاء مصدات الرياح من أشجار مقاومة للرياح تحمي المحاصيل الزراعية والحقول من التأثير الضار لهذه الرياح.
لدرجة أن نجاح زراعة بساتين الحمضيات يستند إلى حد كبير على وجود مصدات رياح. كما أن الغابات تحمي القرى الجبلية من خطر الثلوج والتخفيف من حدة الفيضانات وانزلاق وانهيار الأتربة.
4- تلطيف المناخ:
تزيد الغابات من الرطوبة الجوية للمناطق الموجودة فيها بواسطة عمليات النتح والتبخر التي ينتج عنها انطلاق كميات كبيرة من بخار الماء في الجو، إن الأشجار ذات الأوراق العريضة تنتح وتبخر أكثر من الأشجار الصنوبرية ذات الأوراق الإبرية.
كما أن الغابات تخفض من درجات الحرارة العليا وترفع من الدرجات الدنيا ويشعر المرء بذلك حينما يلجأ إلى ظل شجرة خلال فصل الصيف وبالعكس خلال فصل الشتاء وخاصة في الليل. وقد تبين أن المناخ داخل الغابة يميل إلى الاعتدال بالنسبة للمناخ خارجها.
5- تثبيت الرمال المتحركة:
تؤثر الرمال المتحركة على الطرقات والقرى وخطوط الهاتف والسكك الحديدية وغيرها وتزداد حركة الرمال بالصيف وخاصة بالأيام الجافة من وجود الرياح.
وعندما يراد تثبيت الرمال المتحركة يجب دراسة تركيب الرمل وسرعة وتردد واتجاه الرياح وكمية الأمطار السنوية وتوزيعها على الفصول.
والمبدأ الأساسي في تثبيت الرمال المتحركة هو منع الرمال من الانتقال خلال فترة طويلة من الزمان كي تصبح الظروف ملائمة لنبت طبيعي أن يحتل الموقع أو لإدخال نبت اصطناعي عن طريق التشجير.
والطريقة الحديثة في تثبيت الرمال تعتمد على استعمال غراس بطول 80-120 سم وغرسها على عمق 40-60 سم في الرمل وترك 40 سم تقريباً فوق سطح الأرض، وقد أعطت غراس أكاسيا سيانوفيلا نتائج حسنة في مثل هذه الظروف.
وبعد تثبيت الرمال بالوسائل المختلفة يمكن غرس نباتات شجرية بالإضافة إلى الأكاسيا سيانوفيلا مثل غراس الصنوبر الحلبي والمثمر وعقل الطرفاء.
6- تأمين المأوى والمرعى:
توفر الغابات المأوى والمرعى للحيوانات البرية التي تعيش فيها كالخنازير والطيور والوعول وغيرها، كما توفر المرعى للحيوانات الأليفة كالأغنام من الحشائش النباتية أو من أوراق وثمار الغابة.
وبصورة عامة يمكن القول أن الاحتفاظ بالغابات أمر ضروري للمحافظة على توازن الطبيعة والاحتفاظ بالإمكانات الطبيعية والإنتاجية للبلاد.
ج – الفوائد الاجتماعية والسياحية:
1- تشغيل الأيدي العاملة: إن الغابات والأعمال التي تجري فيها وفي المشاريع الحراجية والمصانع التي تنشأ في المناطق الحراجية توفر مجالات العمل لأعداد كبيرة من المواطنين من سكان الريف ولاسيما في المناطق النائية مما يوفر لهم أسباب العيش الكريم ويرفع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي والصحي وبذلك تخلق لهم مجتمعات مستقرة يحول دون هجرتهم إلى المدن وتكون عاملاً أساسياً في الهجرة المعاكسة بسبب الامتيازات المذكورة التي لاتتوفر في المدنية بالنسبة لسكان القرة والأرياف في مناطق الغابات.
2- تقوم الغابات بجلب الزوار إليها في جميع الفصول: فهي في الصيف مقر للاصطياف وفي الشتاء مسرح للتزلج على الثلوج والرياضة واصطياد الحيوانات والتمتع بالطبيعة الخلابة وبذلك تساهم في تنشيط السياحة وبالتالي زيادة الدخل القومي.
3- تساعد الغابات على الاستفادة من أوقات الفراغ: وتعتبر من أجمل المنتزهات الطبيعية وتنمي الذوق الفني في الشعر والرسم والموسيقى.
د- فوائد علمية:
تعتبر الغابة وسطاً ملائماً للعلماء والطلاب لإجراء البحث العلمي والدراسة كونها مجتمع نباتي له بيئته الخاصة وتطويره ككائن حي وما يحتويه من أسرار جديرة بالبحث والتقصي.
هـ- فوائد دفاعية وحربية:
تلعب الغابة دوراً فعالاً في أيام الحروب فهي تؤمن التمويه والمخابئ الجيدة التي تساعد على حرية الحركة وتعمل على إعاقة تحرك العدو وتساعد على سحقه إضافة للدور الذي تلعبه أثناء السلم.
و- فوائد صحية وطبية:
تعتبر الغابات من أفضل الأماكن لإقامة المشافي والمصحات نظراً لمناخها الجيد ومساعدتها على الإقلال من تواجد الجراثيم بالأخص مايتعلق بالأمراض الصدرية بما تطرحه من غاز الأوزن التي يساعد على قتل وإبادة عصيات كوخ، كما أن للغابات أثر فعال في تنقية مياه الشرب.
ملاحظة هامة:
يقصد بالتحريج الاصطناعي القيام بغرس الأراضي الجرداء البائرة أو إعادة غراس الأراضي الحراجية التي أزيلت أشجارها لأسباب مختلفة كالحرائق أو الاحتطاب الجائر ويتم التحريج بغرس الغراس الحراجية أو زراعة البذور مباشرة في الأرض مثل بذور الصنوبر الثمري والكستنا وغيرها وتعتبر فوائد التحريج الاصطناعي متماثةل لفوائد الغابات الوارد ذكرها في هذه النشرة.
المراجع:
1- محاضرات في مادة الحراج والزينة 1954 للأستاذ رفول خوام ، الثانوية الزراعية، دمشق.
2- الزفت معين 1966 أساسيات علم الحراج، منشورات جامعة حلب ، كلية الزراعة.
3- خطة التوسع بالتشجير الحراجي 1978 ، مديرية التحريج والغابات، دمشق.
4- تقارير ودراسات لأعوام مختلفة ، مديرية التحريج والغابات ، دمشق
5- إرشادات في غرس أشجار الغابات 1979 ، المكتبة الوطنية بغداد.
0 التعليقات :
إرسال تعليق