قال لـ«الشرق الأوسط»: نتجه للاستثمارات في مجالات غير النفط
فتح الرحمن يوسف
ما إن تم فصل جنوب السودان، حتى تم الإعلان فورا عن إغلاق ثلاثة أفرع ومكتب صرف تابعة لبنك فيصل الإسلامي السوداني بالجنوب، تلبية لرغبة حكومة الجنوب، وتنفيذا لاتفاقية نيفاشا، حيث لم يعد للبنك الآن أي وجود مصرفي بالجنوب سوى التحويلات المصرفية العادية. كشف ذلك لـ«الشرق الأوسط» مسؤول مصرفي بارز، مبينا أن الانفصال دفع ببنك فيصل الإسلامي للولوج في مجالات أخرى غير النفط الذي ذهبت نسبة كبيرة منه للجنوب، حيث بدأ البنك في التوجه نحو الاستثمار في مجالات التنقيب عن المعادن وتكثيف العمل في المجال الزراعي سواء على صعيد الإنتاج أو التصدير، مشيرا في ذات الوقت إلى أن التوجه الاقتصادي السوداني البديل له الأثر الكبير في دعم الصادرات السودانية مستقبلا.
وقال علي عمر فرح المدير العام لبنك فيصل الإسلامي السوداني في حوار مع «الشرق الأوسط»: إن أداء المصارف الإسلامية في أغلب البلدان تنقصه التشريعات المصرفية اللازمة للنهوض بها، مضيفا أنه لو وجدت هذه البنوك البيئة الصالحة للنمو لتقدمت بشكل كبير.
ويرى فرح أن أبرز معوقات صناعة المصرفية الإسلامية، تتمثّل في عدم وجود التشريعات والقوانين الملائمة لطبيعة البنوك الإسلامية من قبل الحكومات في بعض الدول الإسلامية، مبينا أن القوانين التي تحكم أنشطتها وخاصة تلك التي تنظّم علاقتها بالبنك المركزي، مثل معدل الاحتياطيات والسيولة النقدية وقيود التمويل وغيرها، وضعت على نمط القوانين التقليدية والتي لا تلائم طبيعة الاستثمار الإسلامي، مع أن إلزامها بهذه القوانين يعرقل من دورها الاستثماري والتنموي.
* ما هو أثر انفصال جنوب السودان مؤخرا على بنك فيصل الإسلامي السوداني تحديدا وكيف تقيّم تجربة البنك في الصيرفة الإسلامية بعد الانفصال؟
- بنك فيصل الإسلامي السوداني أول بنك إسلامي في السودان وثاني بنك على مستوى العالم من حيث التأسيس، كما حقق البنك نجاحا باهرا عبر مسيرته الطويلة وصلت بموجودات البنك في نهاية العام لأكثر من ثلاثة مليارات جنيه، وهذا يعني أنه صاحب تجربة عريقة يستطيع بها أن يتجاوز الصعاب. وبالنسبة لانفصال جنوب السودان، فإن البنك كان لديه ثلاثة أفرع ومكتب صرف بالجنوب تم إغلاقها حسب طلب حكومة الجنوب تنفيذا لاتفاقية نيفاشا آنذاك ولم يعد للبنك الآن وجود مصرفي بالجنوب سوى التحويلات المصرفية العادية. أما بعد الانفصال فإنه بعد خروج نسبة كبيرة من النفط من الصادرات السودانية، واتجاهنا في البنك نحو مجال التنقيب عن المعادن مثل الذهب والمعادن الأخرى وتكثيف العمل في المجال الزراعي، ما يكون له الأثر الكبير في دعم الصادرات السودانية، عليه فإننا نتوقع أن يلج البنك مجال الصادرات الزراعية وصادرات المعادن.
* هل لدى البنك أي خطط للتوسع داخليا وخارجيا لدرء مخاطر الانفصال؟
- يمتاز بنك فيصل الإسلامي السوداني بالتعامل مع شبكة واسعة من المراسلين تغطي كافة قنوات التجارة من استيراد وتصدير، بالإضافة إلى خدمات التحويلات، مما ساهم كثيرا في تميز البنك في مجال خدمات التجارة الخارجية. كما أن للبنك خطة للانتشار الداخلي بما يتوافق مع المتطلبات التجارية والمالية ويساهم في عملية التنمية في البلد ويحقق أرباحا للبنك، حيث شهد عام 2010 افتتاح فرع الموردة ويجري العمل حاليا لافتتاح فرع الرياض وانتقال فرع جامعة الخرطوم إلى مقره الجديد بالجامعة، كذلك فإن للبنك خطة للتوسع الإقليمي والخارجي وفقا لمتطلبات المتعاملين واتجاهات حركة الأموال والسلع والخدمات.
* ما الاستراتيجية التشغيلية التي تقومون بها لتعزيز مقدرات البنك؟
- اعتمد البنك منهج التميز الذي يقوم في الأساس على التطوير والتحسين المستمرين، فحدد رؤاه ورسالته وقيم العمل وفق رؤية ورسالة محددتين، فأما الرؤية، فإن هذا البنك هو مصرف إسلامي الوجهة، سوداني السمات، يلتزم الجودة والامتياز في أعماله، إسعادا للعملاء، ثقة في الموردين، تنمية للمجتمع، عناية بالعاملين، وتعظيما لحقوق المساهمين. وأما الرسالة، فهذا المصرف يزاوج بين وجهته الإسلامية وسماته السودانية، ويستهدف بالتطوير الامتياز، وبالكفاءة الأفضل مركزا ماليا مليئا سليما، ومنتجات مصرفية شرعية معاصرة، وعلاقات خارجية متنامية، ونظم وتقنيات مستحدثة، يقوم عليها العاملون فريقا محرضا خلقا، ملتزما أمانة، مدربا مهارة، مؤهلا معرفة، ويلتزم الشفافية منهجا، ليسعد المتعاملون والمالكون والمجتمع.
* وما مقومات استراتيجية البنك التشغيلية؟
- نحن نسعى سعيا حثيثا لابتكار كل ما من شأنه أن يعزز مقدرات البنك المالية، وأيضا التوسع في الوساطة المالية تعزيزا واستغلالا للموارد وتنويعا لمصادر الدخل ودعما للنشاط الاستثماري والاستشارة المالية للزبائن لرفع كفاءة وفعالية النشاط التجاري عموما ومن خلال إتاحة أموال إضافية لمشتقات مالية واستثمارية متطورة، بجانب التحسين المستمر في مستوى الخدمات المصرفية نحو مستوى المعايير العالمية وتوسيع قاعدتها، بالإضافة إلى إدخال التقنيات الحديثة تباعا حسب الحاجة والاستيعاب الداخلي بالتزامن مع تجديد القدرات الإدارية باعتماد إدارة الجودة وتوسيع قاعدة المعلومات لاتخاذ القرار في الوقت المناسب، ومن ثم تركيز التخطيط الاستراتيجي لإحداث نقلة نوعية في الكوادر البشرية العاملة في البنك من حيث التأهيل والتدريب ومتابعة المستجدات والمساهمة في تطويرها.
* ما القيم التي يسعى بنك فيصل الإسلامي السوداني لتحقيقها؟
- من القيم التي اعتمدها البنك الاستناد في معاملاته على الشريعة الإسلامية، والريادة، والتميز في المعاملات، والمهنية بروح فريق العمل الواحد وذلك للتحسين المستمر، واعتماد مبدأ الشفافية في المعاملات والعلاقات، لكسب رضا العملاء والعاملين بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء، ومن ثم إحداث نقلة نوعية في الشراكة مع المجتمع.
* ماذا شهد بنك فيصل الإسلامي السوداني من تطورات في منتجاته الإسلامية وأهدافه وأغراضه خلال الخمس سنوات الماضية؟
- بنيت استراتيجية البنك خلال الخمس سنوات الماضية على خطى التنمية الوطنية التي تشهدها البلاد وجاءت تباشيرها بنهضة اقتصادية كبرى وتطور متسارع ومتنام في مختلف مناحي الحياة، أسهم البنك من خلالها في التوظيف الأمثل للموارد وفي تنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعيا ممثلا ذلك في تحقيق أعلى معدل أرباح للمساهمين وأصحاب ودائع الاستثمار على مستوى الجهاز المصرفي في نتائج عام 2010، حيث بلغت نسبة التوزيع 10 في المائة لأصحاب الودائع بالعملة المحلية و7 في المائة لأصحاب الودائع بالعملة الأجنبية، و55.1 في المائة نسبة توزيع لأرباح المساهمين، وقد ظل البنك طيلة السنوات الماضية محافظا على مركزه الأول في نسبة التوزيع على أصحاب الودائع الاستثمارية وفي تحقيق أعلى معدل للمساهمين حيث صنّف به الأول على المصارف الإسلامية. كما أنجز البنك برنامج إعادة الهيكلة التي قررها بنك السودان المركزي حيث ارتفع رأس المال المدفوع أكثر من 13 مليون دولار.
* ما أكثر النواحي المصرفية الإسلامية التي نجح فيها البنك؟
- من التطورات الإيجابية التي حدثت في مسيرة البنك تصنيف البنك وفقا لمعايير أداء المصارف السودانية إلى فئة البنوك ذات الأداء الجيد وانخفاض نسبة التمويل المتعثر وتفعيل أنظمة الضبط الداخلي والرقابة الداخلية ومعرفة المتعاملين مع البنك بواسطة برنامج «اعرف عميلك»، حيث قام البنك باستحداث إدارة متخصصة تحت عنوان إدارة المخاطر، كما تم اعتماد جميع الوسائل والحيطة لتفادي المخاطر وتقليلها ومنها مخاطر السوق، ومخاطر التشغيل، ومخاطر التمويل والاستثمار، والمخاطر الإدارية. وتم أيضا تأهيل هذه الإدارة لكي تؤدي هذا الدور بكفاءة عالية واهتم البنك بتفعيل أسس الحوكمة، حيث أنشئ في هذا المجال لجان مجلس الإدارة وشملت لجنة السياسات ولجنة المخاطر ولجنة المراجعة والضوابط، كما قام البنك بتنشيط علاقاته الخارجية مع البنوك ومؤسسات التمويل الخارجية مما أدى لزيادة التسهيلات الخارجية الممنوحة للبنك. كذلك قام البنك بترقية وتطوير أدائه وذلك باستخدام أحدث وسائل وبرامج تقنية المعلومات، مما أدى إلى تجويد الأداء، بحيث تؤدي العمليات المصرفية بجودة وكفاءة عالية وفي وقت وجيز، كما تم تطبيق المنتجات التقنية الحديثة والتي تساعد في تقديم الخدمة المتميزة، وأصبح بفضل الله ومن ثم هذه الجهود البنك الإلكتروني الأول في السودان.
* وما استحداثاته في بيئة العمل؟
- في مجال بيئة العمل قام البنك بتحديث مبنى الرئاسة ومقار فروعه وتهيئة بيئة العمل، حيث تم تجهيز الإدارات والفروع بأحدث الوسائل التي تمكن من إنجاز وتأدية العمل المصرفي بمنتهى الدقة والسهولة. وتجاوبا مع هذه المعطيات الإيجابية ووفقا لخطط مدروسة لتحقيق أهداف البنك الاستراتيجية، قامت إدارة البنك بالعمل على استقطاب الموارد المحلية والأجنبية والتركيز على الاستثمار في منتجات جيدة ومع عملاء متميزين وبضمانات كافية وشمل التمويل القطاعات الاقتصادية الإنتاجية فاهتم بتمويل قطاع الزراعة والصناعة والتجارة الخارجية والتجارة المحلية والنقل والخدمات وقطاع الأسر المنتجة والمهنيين والحرفيين والآن تجري الاستعدادات لافتتاح فرع متخصص في التمويل الأصغر على الطراز العالمي والأهداف السامية للتمويل.
* ما أهم مجالات استثمارات البنك؟
- غطت استثمارات البنك كل القطاعات الاقتصادية المهمة وذلك بتقديم التمويل على كافة المستويات قصيرة الأجل ومتوسطة وطويلة الأجل وذلك وفق صيغ تمويلية إسلامية كالمشاركة والمرابحة والمضاربة والسلم والاستصناع والمزارعة والمقاولة والإجارة وغيرها من الصيغ. وتوافقا مع استراتيجية البنك في هذه المرحلة فإنه تم توجيه الجهود للاستثمار في الأوراق المالية والصكوك والمحافظ الاستثمارية وهي أدوات أثبتت جدواها في الاستثمار على نطاق قلة المخاطر وسهولة التسويق وارتفاع معدلات العائد.
* ما أبرز المنتجات التي يقدمها بنك فيصل الإسلامي السوداني حاليا؟
- من الملاحظ أن المنتجات والخدمات المصرفية الإلكترونية شهدت تطورا كبيرا، وشكلت نسبة كبيرة من حجم العمليات المصرفية الكلية، لذلك فإن البنك اهتم بهذا الجانب ووفر كل المعينات التي يمكن أن تنهض بهذا العمل، كما اهتم بالتطوير المستمر لهذه المنتجات والخدمات، إسعادا لعملائه، وأصبحت فروع البنك بجانب عملها الرئيسي منافذ تسويق لمنتجاته المصرفية الإلكترونية، وقدم البنك عددا من المنتجات الاستثمارية والمصرفية تمثلت في التمويل العقاري لشرائح المغتربين والعاملين بالقطاعين العام والخاص والتمويل العقاري الاستثماري وتشمل بناء مسكن جديد أو إكمال بناء مسكن أو شراء عقار، وكذلك خدمة التحصيل الإلكتروني بالتعاون مع الجمارك السودانية وخدمة التسجيل الإلكتروني لطلاب الجامعات هذا بجانب خدمات الهاتف المصرفي والجوال المصرفي وخدمة نقاط البيع والصرافات الآلية والبنك الإلكتروني كان نتيجة لكل هذه الجهود أن حاز البنك عام 2010 على جائزة التقنية المصرفية الأولى في السودان.
* ما أبرز الخطوات الاستثمارية للبنك على المدى القريب والبعيد؟
- يعتمد بنك فيصل الإسلامي السوداني في تعاملاته على فقه المعاملات الإسلامي، لذلك فإن البنك ينشط في المجالات الاستثمارية؛ حيث قام بالمساهمة في كافة المحافظ بغرض تمويل المشروعات التنموية، كما أنه تم تأسيس ثلاث شركات تعمل في مجالات الاستثمار المالي والتجاري والعقاري. وللبنك فضل الريادة في إرساء تجربة تمويل القطاعات الحرفية والمهنية وفقا لخطط مدروسة لتحقيق أهداف البنك الاستراتيجية والمشاركة في ذات الوقت مشاركة إيجابية في إرساء دعائم العمل المصرفي ودعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي انتظمت مختلف جوانب الحياة حيث أدرك البنك ومنذ البدء أهمية دور المصارف الإسلامية في مجال دعم عجلة التنمية، وضرورة أن لا يلقى هذا الدور بكل ما فيه من أعباء ومسؤوليات جسام على عاتق الدولة وأجهزتها الحكومية فقط، كما أدرك يقينا أن هناك علاقة متبادلة بين تطور المجتمع ونجاح مؤسساته الكبرى. وعلى المدى القريب والبعيد فإن البنك بحمد الله تعالى لديه موارد كافية، كما أن هذه الموارد معظمها موارد مستقرة أي ودائع استثمارية وهي بالطبع تساعد البنك في توجيه استثماراته نحو التمويل متوسط وطويل الأجل تدعم الاقتصاد القومي وتضاف إلى سجل البنك الحافل بالإنجازات.
* برأيكم ما أبرز الصعوبات والمعوقات التي يواجهها العمل المصرفي الإسلامي وكيف تعالجونها؟
- أداء المصارف الإسلامية في أغلب البلدان تنقصه التشريعات المصرفية اللازمة للنهوض بأداء هذه المصارف في البلدان العربية والإسلامية المختلفة، ولو وجدت هذه البنوك البيئة الصالحة للنمو لتقدمت بشكل كبير. وأعتقد أن أبرز المعوقات، عدم وجود التشريعات والقوانين الملائمة لطبيعة البنوك الإسلامية من قبل الحكومات في بعض الدول الإسلامية، حيث إن القوانين التي تحكم أنشطة المصارف الإسلامية وخاصة التي تنظم علاقتها بالبنك المركزي مثل معدل الاحتياطيات والسيولة النقدية وقيود التمويل وغيرها، وضعت على نمط القوانين التقليدية التي لا تلائم طبيعة الاستثمار الإسلامي، وإلزامها بهذه القوانين يعرقل من دورها الاستثماري والتنموي. كما تواجه البنوك منافسة شرسة من قبل المصارف العالمية التي تمتاز بارتفاع مستوى خدماتها خاصة عقب افتتاحها لأقسام خاصة بالمعاملات الإسلامية، لذلك ينبغي على المصارف الإسلامية أن تتجه نحو تحقيق التميز في خدماتها المصرفية. وكذلك تحتاج المصارف الإسلامية للعديد من الصيغ والآليات المصرفية الإسلامية في هذه المرحلة، وحاجة هذه المصارف لآليات تستطيع التوفيق بين رسالتها في التنمية وبين رغبات المودعين في سهولة تسييل الودائع مع قلة المخاطر إلى جانب ضعف رؤوس أموال المصارف الإسلامية والتي تعتبر حاليا ضئيلة جدا مقارنة بالمصارف التقليدية، حيث أظهرت الدراسات أن قرابة 75 في المائة من البنوك الإسلامية يبلغ رأسمال كل منها أقل من 25 مليون دولار، مما يحول دون تحقيقها الأهداف التي أسست من أجلها. وللتغلب على هذه المشكلة ينبغي على المصارف الإسلامية تطبيق سياسة رفع رأس المال وتوسيع قاعدة المساهمين لا سيما الاستفادة من الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده المنطقة حاليا باندماج المصارف الإسلامية في ما بينها لتكوين كيانات كبرى تستطيع الصمود في ظل العولمة أمام المصارف التقليدية المنافسة. ومن العقبات التي تواجه المصارف الإسلامية تأهيل كوادرها العاملة تأهيلا خاصا وأن تكون ملمة بطبيعتها المصرفية على اعتبار أنها تختلف عن المصارف التقليدية. ومن هذا المنطلق فإن البنك درج منذ أربع سنوات على ابتعاث عدد مقدر من الموظفين سنويا لدراسة الماجستير في الصيرفة الإسلامية بالمملكة المتحدة. وعلى الرغم من كل هذه العقبات المذكورة فإننا نتوقع أن تحقق المصارف الإسلامية نجاحا واستقرارا في الأداء المالي والمصرفي على كافة المستويات لاعتمادها على قواعد فقهية صلبة تحرم التعامل بالفائدة غير المتوافقة مع الشريعة، وتمنع الظلم وتحارب الجشع.
ما إن تم فصل جنوب السودان، حتى تم الإعلان فورا عن إغلاق ثلاثة أفرع ومكتب صرف تابعة لبنك فيصل الإسلامي السوداني بالجنوب، تلبية لرغبة حكومة الجنوب، وتنفيذا لاتفاقية نيفاشا، حيث لم يعد للبنك الآن أي وجود مصرفي بالجنوب سوى التحويلات المصرفية العادية. كشف ذلك لـ«الشرق الأوسط» مسؤول مصرفي بارز، مبينا أن الانفصال دفع ببنك فيصل الإسلامي للولوج في مجالات أخرى غير النفط الذي ذهبت نسبة كبيرة منه للجنوب، حيث بدأ البنك في التوجه نحو الاستثمار في مجالات التنقيب عن المعادن وتكثيف العمل في المجال الزراعي سواء على صعيد الإنتاج أو التصدير، مشيرا في ذات الوقت إلى أن التوجه الاقتصادي السوداني البديل له الأثر الكبير في دعم الصادرات السودانية مستقبلا.
وقال علي عمر فرح المدير العام لبنك فيصل الإسلامي السوداني في حوار مع «الشرق الأوسط»: إن أداء المصارف الإسلامية في أغلب البلدان تنقصه التشريعات المصرفية اللازمة للنهوض بها، مضيفا أنه لو وجدت هذه البنوك البيئة الصالحة للنمو لتقدمت بشكل كبير.
ويرى فرح أن أبرز معوقات صناعة المصرفية الإسلامية، تتمثّل في عدم وجود التشريعات والقوانين الملائمة لطبيعة البنوك الإسلامية من قبل الحكومات في بعض الدول الإسلامية، مبينا أن القوانين التي تحكم أنشطتها وخاصة تلك التي تنظّم علاقتها بالبنك المركزي، مثل معدل الاحتياطيات والسيولة النقدية وقيود التمويل وغيرها، وضعت على نمط القوانين التقليدية والتي لا تلائم طبيعة الاستثمار الإسلامي، مع أن إلزامها بهذه القوانين يعرقل من دورها الاستثماري والتنموي.
* ما هو أثر انفصال جنوب السودان مؤخرا على بنك فيصل الإسلامي السوداني تحديدا وكيف تقيّم تجربة البنك في الصيرفة الإسلامية بعد الانفصال؟
- بنك فيصل الإسلامي السوداني أول بنك إسلامي في السودان وثاني بنك على مستوى العالم من حيث التأسيس، كما حقق البنك نجاحا باهرا عبر مسيرته الطويلة وصلت بموجودات البنك في نهاية العام لأكثر من ثلاثة مليارات جنيه، وهذا يعني أنه صاحب تجربة عريقة يستطيع بها أن يتجاوز الصعاب. وبالنسبة لانفصال جنوب السودان، فإن البنك كان لديه ثلاثة أفرع ومكتب صرف بالجنوب تم إغلاقها حسب طلب حكومة الجنوب تنفيذا لاتفاقية نيفاشا آنذاك ولم يعد للبنك الآن وجود مصرفي بالجنوب سوى التحويلات المصرفية العادية. أما بعد الانفصال فإنه بعد خروج نسبة كبيرة من النفط من الصادرات السودانية، واتجاهنا في البنك نحو مجال التنقيب عن المعادن مثل الذهب والمعادن الأخرى وتكثيف العمل في المجال الزراعي، ما يكون له الأثر الكبير في دعم الصادرات السودانية، عليه فإننا نتوقع أن يلج البنك مجال الصادرات الزراعية وصادرات المعادن.
* هل لدى البنك أي خطط للتوسع داخليا وخارجيا لدرء مخاطر الانفصال؟
- يمتاز بنك فيصل الإسلامي السوداني بالتعامل مع شبكة واسعة من المراسلين تغطي كافة قنوات التجارة من استيراد وتصدير، بالإضافة إلى خدمات التحويلات، مما ساهم كثيرا في تميز البنك في مجال خدمات التجارة الخارجية. كما أن للبنك خطة للانتشار الداخلي بما يتوافق مع المتطلبات التجارية والمالية ويساهم في عملية التنمية في البلد ويحقق أرباحا للبنك، حيث شهد عام 2010 افتتاح فرع الموردة ويجري العمل حاليا لافتتاح فرع الرياض وانتقال فرع جامعة الخرطوم إلى مقره الجديد بالجامعة، كذلك فإن للبنك خطة للتوسع الإقليمي والخارجي وفقا لمتطلبات المتعاملين واتجاهات حركة الأموال والسلع والخدمات.
* ما الاستراتيجية التشغيلية التي تقومون بها لتعزيز مقدرات البنك؟
- اعتمد البنك منهج التميز الذي يقوم في الأساس على التطوير والتحسين المستمرين، فحدد رؤاه ورسالته وقيم العمل وفق رؤية ورسالة محددتين، فأما الرؤية، فإن هذا البنك هو مصرف إسلامي الوجهة، سوداني السمات، يلتزم الجودة والامتياز في أعماله، إسعادا للعملاء، ثقة في الموردين، تنمية للمجتمع، عناية بالعاملين، وتعظيما لحقوق المساهمين. وأما الرسالة، فهذا المصرف يزاوج بين وجهته الإسلامية وسماته السودانية، ويستهدف بالتطوير الامتياز، وبالكفاءة الأفضل مركزا ماليا مليئا سليما، ومنتجات مصرفية شرعية معاصرة، وعلاقات خارجية متنامية، ونظم وتقنيات مستحدثة، يقوم عليها العاملون فريقا محرضا خلقا، ملتزما أمانة، مدربا مهارة، مؤهلا معرفة، ويلتزم الشفافية منهجا، ليسعد المتعاملون والمالكون والمجتمع.
* وما مقومات استراتيجية البنك التشغيلية؟
- نحن نسعى سعيا حثيثا لابتكار كل ما من شأنه أن يعزز مقدرات البنك المالية، وأيضا التوسع في الوساطة المالية تعزيزا واستغلالا للموارد وتنويعا لمصادر الدخل ودعما للنشاط الاستثماري والاستشارة المالية للزبائن لرفع كفاءة وفعالية النشاط التجاري عموما ومن خلال إتاحة أموال إضافية لمشتقات مالية واستثمارية متطورة، بجانب التحسين المستمر في مستوى الخدمات المصرفية نحو مستوى المعايير العالمية وتوسيع قاعدتها، بالإضافة إلى إدخال التقنيات الحديثة تباعا حسب الحاجة والاستيعاب الداخلي بالتزامن مع تجديد القدرات الإدارية باعتماد إدارة الجودة وتوسيع قاعدة المعلومات لاتخاذ القرار في الوقت المناسب، ومن ثم تركيز التخطيط الاستراتيجي لإحداث نقلة نوعية في الكوادر البشرية العاملة في البنك من حيث التأهيل والتدريب ومتابعة المستجدات والمساهمة في تطويرها.
* ما القيم التي يسعى بنك فيصل الإسلامي السوداني لتحقيقها؟
- من القيم التي اعتمدها البنك الاستناد في معاملاته على الشريعة الإسلامية، والريادة، والتميز في المعاملات، والمهنية بروح فريق العمل الواحد وذلك للتحسين المستمر، واعتماد مبدأ الشفافية في المعاملات والعلاقات، لكسب رضا العملاء والعاملين بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء، ومن ثم إحداث نقلة نوعية في الشراكة مع المجتمع.
* ماذا شهد بنك فيصل الإسلامي السوداني من تطورات في منتجاته الإسلامية وأهدافه وأغراضه خلال الخمس سنوات الماضية؟
- بنيت استراتيجية البنك خلال الخمس سنوات الماضية على خطى التنمية الوطنية التي تشهدها البلاد وجاءت تباشيرها بنهضة اقتصادية كبرى وتطور متسارع ومتنام في مختلف مناحي الحياة، أسهم البنك من خلالها في التوظيف الأمثل للموارد وفي تنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعيا ممثلا ذلك في تحقيق أعلى معدل أرباح للمساهمين وأصحاب ودائع الاستثمار على مستوى الجهاز المصرفي في نتائج عام 2010، حيث بلغت نسبة التوزيع 10 في المائة لأصحاب الودائع بالعملة المحلية و7 في المائة لأصحاب الودائع بالعملة الأجنبية، و55.1 في المائة نسبة توزيع لأرباح المساهمين، وقد ظل البنك طيلة السنوات الماضية محافظا على مركزه الأول في نسبة التوزيع على أصحاب الودائع الاستثمارية وفي تحقيق أعلى معدل للمساهمين حيث صنّف به الأول على المصارف الإسلامية. كما أنجز البنك برنامج إعادة الهيكلة التي قررها بنك السودان المركزي حيث ارتفع رأس المال المدفوع أكثر من 13 مليون دولار.
* ما أكثر النواحي المصرفية الإسلامية التي نجح فيها البنك؟
- من التطورات الإيجابية التي حدثت في مسيرة البنك تصنيف البنك وفقا لمعايير أداء المصارف السودانية إلى فئة البنوك ذات الأداء الجيد وانخفاض نسبة التمويل المتعثر وتفعيل أنظمة الضبط الداخلي والرقابة الداخلية ومعرفة المتعاملين مع البنك بواسطة برنامج «اعرف عميلك»، حيث قام البنك باستحداث إدارة متخصصة تحت عنوان إدارة المخاطر، كما تم اعتماد جميع الوسائل والحيطة لتفادي المخاطر وتقليلها ومنها مخاطر السوق، ومخاطر التشغيل، ومخاطر التمويل والاستثمار، والمخاطر الإدارية. وتم أيضا تأهيل هذه الإدارة لكي تؤدي هذا الدور بكفاءة عالية واهتم البنك بتفعيل أسس الحوكمة، حيث أنشئ في هذا المجال لجان مجلس الإدارة وشملت لجنة السياسات ولجنة المخاطر ولجنة المراجعة والضوابط، كما قام البنك بتنشيط علاقاته الخارجية مع البنوك ومؤسسات التمويل الخارجية مما أدى لزيادة التسهيلات الخارجية الممنوحة للبنك. كذلك قام البنك بترقية وتطوير أدائه وذلك باستخدام أحدث وسائل وبرامج تقنية المعلومات، مما أدى إلى تجويد الأداء، بحيث تؤدي العمليات المصرفية بجودة وكفاءة عالية وفي وقت وجيز، كما تم تطبيق المنتجات التقنية الحديثة والتي تساعد في تقديم الخدمة المتميزة، وأصبح بفضل الله ومن ثم هذه الجهود البنك الإلكتروني الأول في السودان.
* وما استحداثاته في بيئة العمل؟
- في مجال بيئة العمل قام البنك بتحديث مبنى الرئاسة ومقار فروعه وتهيئة بيئة العمل، حيث تم تجهيز الإدارات والفروع بأحدث الوسائل التي تمكن من إنجاز وتأدية العمل المصرفي بمنتهى الدقة والسهولة. وتجاوبا مع هذه المعطيات الإيجابية ووفقا لخطط مدروسة لتحقيق أهداف البنك الاستراتيجية، قامت إدارة البنك بالعمل على استقطاب الموارد المحلية والأجنبية والتركيز على الاستثمار في منتجات جيدة ومع عملاء متميزين وبضمانات كافية وشمل التمويل القطاعات الاقتصادية الإنتاجية فاهتم بتمويل قطاع الزراعة والصناعة والتجارة الخارجية والتجارة المحلية والنقل والخدمات وقطاع الأسر المنتجة والمهنيين والحرفيين والآن تجري الاستعدادات لافتتاح فرع متخصص في التمويل الأصغر على الطراز العالمي والأهداف السامية للتمويل.
* ما أهم مجالات استثمارات البنك؟
- غطت استثمارات البنك كل القطاعات الاقتصادية المهمة وذلك بتقديم التمويل على كافة المستويات قصيرة الأجل ومتوسطة وطويلة الأجل وذلك وفق صيغ تمويلية إسلامية كالمشاركة والمرابحة والمضاربة والسلم والاستصناع والمزارعة والمقاولة والإجارة وغيرها من الصيغ. وتوافقا مع استراتيجية البنك في هذه المرحلة فإنه تم توجيه الجهود للاستثمار في الأوراق المالية والصكوك والمحافظ الاستثمارية وهي أدوات أثبتت جدواها في الاستثمار على نطاق قلة المخاطر وسهولة التسويق وارتفاع معدلات العائد.
* ما أبرز المنتجات التي يقدمها بنك فيصل الإسلامي السوداني حاليا؟
- من الملاحظ أن المنتجات والخدمات المصرفية الإلكترونية شهدت تطورا كبيرا، وشكلت نسبة كبيرة من حجم العمليات المصرفية الكلية، لذلك فإن البنك اهتم بهذا الجانب ووفر كل المعينات التي يمكن أن تنهض بهذا العمل، كما اهتم بالتطوير المستمر لهذه المنتجات والخدمات، إسعادا لعملائه، وأصبحت فروع البنك بجانب عملها الرئيسي منافذ تسويق لمنتجاته المصرفية الإلكترونية، وقدم البنك عددا من المنتجات الاستثمارية والمصرفية تمثلت في التمويل العقاري لشرائح المغتربين والعاملين بالقطاعين العام والخاص والتمويل العقاري الاستثماري وتشمل بناء مسكن جديد أو إكمال بناء مسكن أو شراء عقار، وكذلك خدمة التحصيل الإلكتروني بالتعاون مع الجمارك السودانية وخدمة التسجيل الإلكتروني لطلاب الجامعات هذا بجانب خدمات الهاتف المصرفي والجوال المصرفي وخدمة نقاط البيع والصرافات الآلية والبنك الإلكتروني كان نتيجة لكل هذه الجهود أن حاز البنك عام 2010 على جائزة التقنية المصرفية الأولى في السودان.
* ما أبرز الخطوات الاستثمارية للبنك على المدى القريب والبعيد؟
- يعتمد بنك فيصل الإسلامي السوداني في تعاملاته على فقه المعاملات الإسلامي، لذلك فإن البنك ينشط في المجالات الاستثمارية؛ حيث قام بالمساهمة في كافة المحافظ بغرض تمويل المشروعات التنموية، كما أنه تم تأسيس ثلاث شركات تعمل في مجالات الاستثمار المالي والتجاري والعقاري. وللبنك فضل الريادة في إرساء تجربة تمويل القطاعات الحرفية والمهنية وفقا لخطط مدروسة لتحقيق أهداف البنك الاستراتيجية والمشاركة في ذات الوقت مشاركة إيجابية في إرساء دعائم العمل المصرفي ودعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي انتظمت مختلف جوانب الحياة حيث أدرك البنك ومنذ البدء أهمية دور المصارف الإسلامية في مجال دعم عجلة التنمية، وضرورة أن لا يلقى هذا الدور بكل ما فيه من أعباء ومسؤوليات جسام على عاتق الدولة وأجهزتها الحكومية فقط، كما أدرك يقينا أن هناك علاقة متبادلة بين تطور المجتمع ونجاح مؤسساته الكبرى. وعلى المدى القريب والبعيد فإن البنك بحمد الله تعالى لديه موارد كافية، كما أن هذه الموارد معظمها موارد مستقرة أي ودائع استثمارية وهي بالطبع تساعد البنك في توجيه استثماراته نحو التمويل متوسط وطويل الأجل تدعم الاقتصاد القومي وتضاف إلى سجل البنك الحافل بالإنجازات.
* برأيكم ما أبرز الصعوبات والمعوقات التي يواجهها العمل المصرفي الإسلامي وكيف تعالجونها؟
- أداء المصارف الإسلامية في أغلب البلدان تنقصه التشريعات المصرفية اللازمة للنهوض بأداء هذه المصارف في البلدان العربية والإسلامية المختلفة، ولو وجدت هذه البنوك البيئة الصالحة للنمو لتقدمت بشكل كبير. وأعتقد أن أبرز المعوقات، عدم وجود التشريعات والقوانين الملائمة لطبيعة البنوك الإسلامية من قبل الحكومات في بعض الدول الإسلامية، حيث إن القوانين التي تحكم أنشطة المصارف الإسلامية وخاصة التي تنظم علاقتها بالبنك المركزي مثل معدل الاحتياطيات والسيولة النقدية وقيود التمويل وغيرها، وضعت على نمط القوانين التقليدية التي لا تلائم طبيعة الاستثمار الإسلامي، وإلزامها بهذه القوانين يعرقل من دورها الاستثماري والتنموي. كما تواجه البنوك منافسة شرسة من قبل المصارف العالمية التي تمتاز بارتفاع مستوى خدماتها خاصة عقب افتتاحها لأقسام خاصة بالمعاملات الإسلامية، لذلك ينبغي على المصارف الإسلامية أن تتجه نحو تحقيق التميز في خدماتها المصرفية. وكذلك تحتاج المصارف الإسلامية للعديد من الصيغ والآليات المصرفية الإسلامية في هذه المرحلة، وحاجة هذه المصارف لآليات تستطيع التوفيق بين رسالتها في التنمية وبين رغبات المودعين في سهولة تسييل الودائع مع قلة المخاطر إلى جانب ضعف رؤوس أموال المصارف الإسلامية والتي تعتبر حاليا ضئيلة جدا مقارنة بالمصارف التقليدية، حيث أظهرت الدراسات أن قرابة 75 في المائة من البنوك الإسلامية يبلغ رأسمال كل منها أقل من 25 مليون دولار، مما يحول دون تحقيقها الأهداف التي أسست من أجلها. وللتغلب على هذه المشكلة ينبغي على المصارف الإسلامية تطبيق سياسة رفع رأس المال وتوسيع قاعدة المساهمين لا سيما الاستفادة من الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده المنطقة حاليا باندماج المصارف الإسلامية في ما بينها لتكوين كيانات كبرى تستطيع الصمود في ظل العولمة أمام المصارف التقليدية المنافسة. ومن العقبات التي تواجه المصارف الإسلامية تأهيل كوادرها العاملة تأهيلا خاصا وأن تكون ملمة بطبيعتها المصرفية على اعتبار أنها تختلف عن المصارف التقليدية. ومن هذا المنطلق فإن البنك درج منذ أربع سنوات على ابتعاث عدد مقدر من الموظفين سنويا لدراسة الماجستير في الصيرفة الإسلامية بالمملكة المتحدة. وعلى الرغم من كل هذه العقبات المذكورة فإننا نتوقع أن تحقق المصارف الإسلامية نجاحا واستقرارا في الأداء المالي والمصرفي على كافة المستويات لاعتمادها على قواعد فقهية صلبة تحرم التعامل بالفائدة غير المتوافقة مع الشريعة، وتمنع الظلم وتحارب الجشع.
0 التعليقات :
إرسال تعليق