45 قتيلا على الأقل سقطوا في درعا.. و20 ألف متظاهر خرجوا لتشييع قتلاهم وهتفوا للحرية
درعا (جنوب سورية): «الشرق الأوسط»
في وقت خرج فيه نحو 20 ألف سوري في منطقة درعا، أمس، لتشييع قتلاهم الذين سقطوا على أيدي القوات السورية، أول من أمس، أعلن إمام المسجد العمري في درعا الشيخ أحمد صياصنة، مقتل 45 شخصا وإصابة 60 آخرين بنيران القوات السورية التي أطلقت النار عشوائيا على متظاهرين عزل فجر أول من أمس، في المحافظة. وقال صياصنة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس: «شيعت جثامين عدد من القتلى بينما لم يتم تسليم الكثير من الجثث حتى الآن»، لافتا إلى قيام قوات الأمن باعتقال العشرات أمس وأول من أمس، وقال «نسعى لإطلاق سراحهم».
شهود عيان لـالشرق الأوسط»: يسلموننا الجثث تباعا.. والجيش وقوات الأمن يحاصرون المنطقة
|
في وقت خرج فيه نحو 20 ألف سوري في منطقة درعا، أمس، لتشييع قتلاهم الذين سقطوا على أيدي القوات السورية، أول من أمس، أعلن إمام المسجد العمري في درعا الشيخ أحمد صياصنة، مقتل 45 شخصا وإصابة 60 آخرين بنيران القوات السورية التي أطلقت النار عشوائيا على متظاهرين عزل فجر أول من أمس، في المحافظة. وقال صياصنة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس: «شيعت جثامين عدد من القتلى بينما لم يتم تسليم الكثير من الجثث حتى الآن»، لافتا إلى قيام قوات الأمن باعتقال العشرات أمس وأول من أمس، وقال «نسعى لإطلاق سراحهم».
وكان شهود عيان قالوا إن «عدد الأشخاص الذين شيعت جثامينهم بلغ 18 قتيلا، عرف منهم المهندس والمقاول المعروف في منطقة حوران أشرف المصري». وأوضح صياصنة أنه قام أمس بزيارة إلى دمشق على رأس وفد من درعا في محاولة لإطلاق سراح المعتقلين. وأضاف: «يسود هدوء حذر قرى محافظة درعا الآن»، واصفا الوضع بـ«السيئ». إلا أن ناشطين حقوقيين وشهود عيان أكدوا أمس أن عدد القتلى بلغ مائة على الأقل، وقال الناشط الحقوقي المعارض أيمن الأسود لوكالة الصحافة الفرنسية في نيقوسيا، عبر الهاتف: «هناك حتما أكثر من مائة قتيل»، مضيفا «درعا بحاجة إلى أسبوع لدفن شهدائها». وتابع الأسود «اليوم (الخميس) تكشفت مجزرة أمس (الأربعاء)، ما جرى يذكرنا بالزاوية ومصراتة» المدينتين الليبيتين اللتين تعرضتا لهجمات شرسة شنتها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بعد سقوطها في أيدي الثوار.
وأكد ناشط آخر لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عدد القتلى في مدينة درعا والقرى المجاورة لها «قد يتجاوز الـ150 قتيلا». وأضاف أن «الكثير من القتلى مواطنون جاءوا من القرى المجاورة لدرعا للمشاركة في التشييع وقامت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم». وقال ناشط ثالث «جاء عشرات الألوف من المواطنين من القرى المجاورة ولدى وصولهم إلى الشارع الرئيسي بين دوار البريد ودوار بيت المحافظ قامت قوى الأمن بإطلاق النار عليهم». وأضاف أنه تم نقل الكثير من القتلى والجرحى إلى مستشفى مدينة طفس المجاورة. وأكد أن الكثير من القتلى جاءوا لدرعا من طفس بالإضافة إلى قرى خربة غزالة والحراك وجاسم وانخل.
وقام سكان درعا أمس بتشييع 6 من قتلى أول من أمس، وشارك أكثر من عشرين ألف متظاهر في مراسم التشييع، كما أفاد ناشط حقوقي. وردد المتظاهرون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، وتوجهوا من المسجد العمري إلى المقبرة. وطالبوا أيضا بإصلاحات سياسية وبالحرية.
من جهته، أكد مسؤول في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا أن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 25 جثة لمحتجين. وقال مسؤول المستشفى الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»: «استقبلناها (الجثث) الساعة الخامسة مساء أمس (أول من أمس).. كلها بها أعيرة نارية».
وقال شهود عيان في درعا لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن والجيش السوري أحكموا قبضتهم على المدينة أمس، وركزت هذه القوات أمس في محيط المسجد العمري في البلدة القديمة. ومنعت قوات الأمن والجيش، المارة والسيارات من الوصول إلى الساحة الأمامية للمسجد ومنعت الشباب وصغار السن من الوصول إلى المسجد فيما سمحت لكبار السن بالدخول لصلاة الظهر. وقال شاهد عيان: «لقد حاولت الوصول إلى المسجد باستعمال أكثر من طريق إلا أن جميع الطرق المؤدية إليه مغلقة وعليها حواجز من قبل العسكريين الذين يلبسون بزات سوداء ومدججين بالأسلحة الفردية من طراز كلاشنيكوف روسية الصنع فيما انتشرت هذه القوات على أسطح المنازل على الرغم من سوء الأحوال الجوية الماطرة». وروى شهود عيان أن القوات السورية تحاصر الحي القديم، وتنتشر على مفارق الطرق ومداخل مدينة درعا من كل الجهات وتدقق في البطاقات الشخصية لكل المارة، خاصة الأماكن التي شهدت توترا كبيرا. وبدت المدينة عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر أمس، شبه مقفلة وحركة السيارات والمارة ضعيفة، خاصة أن المدينة تعد مركزا إداريا لسهل حوران، وأن قوات الجيش تمنع القادمين من البلدات والقرى المجاورة من الوصول إلى مركز المدينة وتسمح لكبار السن والمرضى الذين لديهم أشياء اضطرارية فقط.
وقال أحد سكان درعا لـ«الشرق الأوسط»، إن «على المسؤولين أن يفهموا أن هناك جيلا صاعدا من الشباب لديه لغة جديدة وأدوات جديدة وعليهم أن يتكيفوا مع الواقع الحالي، خاصة أننا نعيش في عصر الاتصالات والإنترنت والإعلام والتصوير والفضاء الواسع». وأضاف: «لقد عشنا الأربعاء معركة حقيقية ولم ننم بسبب أصوات الرصاص التي أيقظت الأهالي وروعت الأطفال.. لقد قطعت الكهرباء والاتصالات والإنترنت وعزلت درعا وخاصة الحي القديم عن العالم واقتحموا المسجد العمري الذي كان بداخله مجموعة كبيرة من الشباب والجرحى حيث استخدمت هذه القوات جميع الأسلحة وقد قتلت وجرحت أعدادا كبيرة لا أستطيع أن أحصر العدد الحقيقي لأن الجثامين والمصابين والمعتصمين تم إخلاؤهم من المنطقة والتحفظ عليهم وسمعنا أنه سيتم تسليم الجثامين تباعا».
وأكد مواطن آخر بدا عليه الوجوم والحزن، أن أعداد المعتقلين قد تصل إلى المئات من الشباب الذين كانوا محاصرين في المسجد، وأن قوات الجيش ستبقى في المدينة لفترة طويلة إلى حيت ضبط الأمن.
وقال أحد العابرين عبر الحدود من درعا إلى الأردن، إن السلطات السورية تقوم بتفتيش السيارات القادمة من الأردن كما تفعل السلطات الأردنية بجميع السيارات القادمة من سورية وتدخل بعضا منها على جهاز أشعة «إكس» الذي يكشف كل محتويات السيارة، وما بداخلها. وقال: «لقد ذهبت إلى طريق درعا الطريق السريع وشاهدت القوات السورية التي انتشرت على بعض مفارق الطرق الحساسة والميادين وقد بدت المدينة مكتظة برجال الأمن بزيهم المدني..».
وتابع الناشطون السوريون على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» توجيه الدعوات للتظاهر في كل أنحاء سورية لنصرة أهالي درعا، اليوم بعد صلاة الجمعة. وكان لافتا على شبكة التواصل الاجتماعي تحديد مجموعة «يوم الغضب السوري» موعدا للتظاهر. وكانت التوقعات حتى مساء أمس بخروج مظاهرات في محافظة درعا وغيرها من المحافظات إلا أن سقف التوقعات انخفض كثيرا في الشارع بعد إصدار القيادة السورية حزمة من القرارات التي جاءت تلبية لمطالب الأهالي في درعا، إلا أن ذلك لا يقلل من حالة الترقب والحذر التي يعيشها السوريون.
0 التعليقات :
إرسال تعليق