رغم تقليل الخبراء من احتمال وصول الخطر إلى الولايات المتحدة
|
واشنطن: محمد علي صالح
بينما قال خبراء إن احتمال وصول إشعاعات نووية من اليابان إلى الولايات المتحدة ضئيل جدا، هرع أميركيون لشراء دواء «أيودين» المضاد للإشعاعات النووية. وبينما امتلأت مواقع وصفحات الإنترنت بإعلانات عن الدواء، قال أحدهم إنها فاقت إعلانات الفياغرا في الإنترنت.
وعلى شبكة «إم إس إن بي سي» التلفزيونية، قالت سوزان شوني للمشاهدين: «صحيح أن ما يحدث في اليابان مخيف حقيقة، وصحيح أن الرياح تهب على الولايات المتحدة عبر المحيط الهادي من اليابان، لكن لا تخافوا.. الخبراء لا يتوقعون رياحا نووية تهب علينا».
بدورها، قالت لجنة تنظيم الطاقة النووية الفيدرالية إنها لا تتوقع «مستويات ضارة» للإشعاع النووي تصل إلى الساحل الأميركي الغربي. وأضافت اللجنة، في بيان: «نظرا لآلاف الأميال بين البلدين، لا يتوقع أن تتعرض هاواي وألاسكا والجزر الأميركية في المحيط الهادي والساحل الغربي للولايات المتحدة لأي مستوى ضار من النشاط الإشعاعي».
لكن يوجد وسط الأميركيين الذين لا يؤمنون بذلك ولا يثقون في بيان اللجنة النووية، ويريدون اتخاذ كل الاحتياطات التي يمكن أن يتخذوها. ونقلت مواقع في الإنترنت زيادة مبيعات حبوب بوتاسيوم أيودايد (أيودين) المقاومة للإشعاع النووي، لمواجهة الأيودايد المشع، بل صارت مواقع تعرض للبيع عدادات «غيغر»، وهي أجهزة تعود إلى خمسينات القرن الماضي، وتستعمل لقياس الإشعاع النووي.
وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن العدادات كانت من سمات ذلك الوقت، بعد أن فجر الروس أول قنبلة نووية، ثم أول قنبلة هيدروجينية، وبعد أن زاد خطر هجوم نووي على الولايات المتحدة. وحينها، وزعت الحكومة الأميركية حبوب «أيودين»، وعدادات «غيغر»، وأمرت مدرسي ومدرسات المدارس بتعليم التلاميذ كيفية مواجهة أي هجوم نووي، وأي إشعاع بسببه. من بين ذلك: الاختباء تحت المناضد، وإغلاق النوافذ، ووضع أقمشة مبللة بالماء تحت الأبواب، حتى تصل قوات النجدة.
وتجددت بعض هذه الأعمال خلال الستينات، عندما وضعت روسيا صواريخ في جزيرة كوبا القريبة من الساحل الأميركي، وقيل وقتها إن بعض الصواريخ كانت نووية.
وأمس، قالت متحدثة باسم موقع «أمازون» للبيع في الإنترنت: «نبيع أيودايد بشكل جيد للغاية في قسمنا الخاص بالصحة والعناية الشخصية». وأضافت: «أكثر علامة تجارية تباع هي أقراص لايف إكستنشن (تمديد الحياة). إنها الأعلى في قائمتنا، وبيعت كلها هذا الصباح». وتتكون كل حزمة من 14 قرصا وتباع بأقل من 8 دولارات.
وأيضا، صارت عدادات «غيغر» من أكثر الأشياء ذات الصلة بالإشعاع النووي بيعا. وقالت المتحدثة باسم «أمازون»: «خلال عطلة نهاية الأسبوع شهدنا طفرات في بيع عدادات (غيغر)، ومعدات الاستعداد لحالات الطوارئ، وهي ذات تصاميم مختلفة».
وأرسلت كارلا كلارك من سياتل (ولاية واشنطن) رسائل في موضوع النقاش في صفحتها في موقع «فيس بوك»، وقالت إن هدفها هو أن تجعل الناس يتحدثون حول ما يجب فعله أمام احتمالات وصول الإشعاعات النووية من اليابان. وعن كيفية الاستعداد لأسوأ سيناريو إذا هبت رياح الإشعاع إلى الساحل الغربي. وكتبت: «لديَّ بعض القلق إزاء التداعيات المحتملة التي يمكن أن تأتي من الانهيار من المفاعلات اليابانية. أنتم أيها القراء أذكياء. وأنا مهتمة جدا لمعرفة تصرفات المجتمع في حالات الطوارئ».
وصار موقع «آي باي» في الإنترنت، الذي يبيع تقريبا كل شيء، يبيع عدادات «غيغر». وقال مهتمون بالموقع إن مبيعات «أيودين» صارت تنافس مبيعات حبوب التنشيط الجنسي «الفياغرا». لكن، حذر بعض الناس من أن بعض هذه الأجهزة ربما تكون قديمة، وأنها لن تقدر على التعامل مع حالات الطوارئ الحقيقية. لكن زبونا متحمسا قال: «ليس لدينا الكثير من الثقة في وسائل الإعلام، ونخشى أنها لا تقدم معلومات كافية عن خطر الإشعاع النووي. نحن سنعمل على حماية أنفسنا».
وعلى الرغم من أن اللجنة التنظيمية النووية الفيدرالية طمأنت الأميركيين في أكثر من بيان بأن الإشعاع النووي لن يصل إلى الولايات المتحدة بصورة تدعو للحذر، نصحت المدرسين والمدرسات، إذا درسوا التلاميذ والتلميذات عن عداد «غيغر»، أن يلاحظوا، عند استخدام العداد، تحديد المادة المشعة في الجو أساسا، قبل الاعتماد على أرقام العداد؛ وذلك لأن «هناك نسبة قليلة جدا من الإشعاع النووي موجودة في الظروف العادية».
0 التعليقات :
إرسال تعليق