هدد الغرب بالتحالف مع «القاعدة».. وأعرب عن خيبة أمله في برلسكوني
وصف العقيد الليبي معمر القذافي الاضطرابات التي تشهدها بلاده حاليا بـ«الحدث الصغير» الذي سينتهي قريبا، نافيا بشكل قاطع وجود مظاهرات في ليبيا. وأكد القذافي في مقابلة بثتها محطة «إن تي في» الألمانية مساء أمس أنه سيتم «تدمير العصابات المسلحة التابعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن» في شرق البلاد، وستعود الأمور إلى طبيعتها. ووصف القذافي الأوضاع في معظم البلاد بـ«الهادئة والطبيعية». وردا على سؤال حول تعقيبه على الانتقادات الدولية، والانتقادات الحادة التي يوجهها إليه الاتحاد الأوروبي وأميركا، أجاب القذافي متسائلا: «ماذا فعلت لأخيب أملهم؟»، وعندما ذكرته المذيعة الألمانية أنتونيا رادوس بأنه قمع متظاهرين مسالمين بادرها بالرد: «هذه أكاذيب».
وطالب القذافي بإرسال لجنة للتحقيق في أحداث الأسابيع الأخيرة، وقال إن عدد القتلى يقدر بنحو «150 إلى 200 شخص فقط»، وأشار إلى أن نصف هذا العدد من قوات الأمن الذين لقوا حتفهم بسبب اقتحام مراكز الشرطة. وأضاف القذافي: «أرونا آلاف القتلى الذين لقوا حتفهم كما يقال».
وعندما واجهت المذيعة الألمانية الزعيم الليبي بأنها قابلت الكثير من الأشخاص في طرابلس ممن يعارضون القذافي ويخافون من نظامه رد عليها قائلا إنه ليس عنده منصب، وبالتالي لا يمكن توجيه النقد إليه، وأضاف: «هل يوجه أحد النقد للملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا بسبب سياستها؟».
وأقر القذافي بأنه لم يعد يثق في الغرب ولا شركات الغرب ولا سفراء دولهم الذين قال عنهم إنهم «شاركوا في مؤامرة». وبناء على هذا أعلن القذافي: «سنستثمر مستقبلا في روسيا والهند والصين. سنستثمر أموالنا هناك»، وأضاف أن عقود النفط ستذهب بعد ذلك لشركات روسية وصينية وهندية، وأن على الغرب نسيان الأمر تماما. ولكن القذافي استثنى ألمانيا من نقده الموجه للغرب وقال إن ألمانيا اتخذت موقفا جيدا للغاية مع بلاده على عكس دول أخرى مهمة في الغرب، ولذلك لم يستبعد إمكانية حصول ألمانيا على صفقات جديدة من ليبيا. وفي هذا السياق رأى القذافي أن ألمانيا هي من يجب أن تحصل على مقعد دائم في مجلس الأمن وليس فرنسا، مشيرا إلى «الموقف المسؤول» الذي اتخذه الألمان تجاه الوضع الليبي. ووجه القذافي نقدا حادا للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقال: «هو صديقي ولكني أعتقد أنه أصيب بالجنون. إنه يعاني من مرض نفسي. هذا ما يقوله المقربون منه». وأجرت المذيعة الألمانية هذه المقابلة مع القذافي في خيمة بقاعدة باب العزيزية في طرابلس.
من جهة أخرى هدد القذافي الغرب بالتحالف مع تنظيم القاعدة حال تم تنفيذ هجوم عسكري ضد ليبيا كما حدث في العراق. وقال القذافي في مقابلة مع صحيفة «إيل جورنالي» الإيطالية اليومية إنه يخوض حربا ضد «القاعدة»، ولكن بلاده ستترك «التحالف الدولي ضد الإرهاب» حال تصرف الغرب معه بشكل مشابه لما حدث مع الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين. وقال القذافي إن طرابلس ستتحالف عندئذ مع «القاعدة» و«تعلن الجهاد». وأعرب القذافي عن خيبة أمله من رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني، وقال إن ليبيا ربما تفكر في إقامة علاقات جديدة مع الغرب مستقبلا حال تغيرت الحكومات الحالية في أوروبا. وشدد القذافي في المقابلة التي نشرت أمس على عدم وجود فرصة للحوار مع الثوار، وقال إنه من غير الممكن «التفاوض مع إرهابيين لهم صلة بابن لادن». وجدد قوله إن الغرب لا يعرف حقيقة الأمور في ليبيا، ودعا لجانا دولية لإلقاء نظرة عن كثب على بلاده. وقال القذافي، أمس، إن الثوار الذين يقاتلون نظامه سيهزمون، وإن الشعب الليبي يقف إلى جانبه، معربا عن شعوره بالتعرض لـ«الخيانة» من حليفه السابق رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني. وقال القذافي إن الثوار «فقدوا الأمل، وقضيتهم باتت خاسرة».
وكان مراسل الصحيفة يسأله عن الوقت الذي قد تستغرقه استعادة القوات الحكومية للسيطرة على شرق ليبيا. وحول خطر وقوع «حمام دم» في المدن الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة المتمردين، قال: «يجب مكافحة الإرهاب، لذلك نتقدم بسرعة لنتجنب المجازر».
وأضاف: «إذا استسلموا فلن نقتلهم»، موضحا أن «الأمر الذي صدر للقوات هو محاصرتهم وتطويقهم». وتابع أن الأسرة الدولية «لا تعرف ماذا يحدث فعليا في ليبيا. الشعب معي والباقي ليس سوى دعاية إعلامية».
0 التعليقات :
إرسال تعليق