مصادر سورية تقول إن الدعوة للتجمع مصدرها إسرائيل.. والمعلم يعد بإصلاح سياسي
|
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: محمد عجم
شهدت العاصمة السورية أمس ثاني مظاهرة خلال شهر واحد، ودعا عشرات المتظاهرين أمس إلى إسقاط النظام السوري، بحسب ما أظهر شريط مصور نشر على موقع «يوتيوب» أمس.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عشرات من الشبان تظاهروا في سوق الحريقة المجاور سوق الحميدية في مدينة دمشق القديمة. وهتف المتظاهرون أيضا: «الله سورية حرية وبس»، و«الشعب السوري ما بينذل» و«وينك يا سوري وينك»، و«سلمية سلمية»، وهي العبارة التي رددها المتظاهرون في مصر في المظاهرات التي أسقطت نظام حسني مبارك.
وليست هذه المظاهرة الأولى التي تشهدها دمشق، إذ خرج مئات السوريين في 18 فبراير (شباط) الماضي، «رفضا للإذلال»، واعتراضا على معاملة الشرطة للشعب، واتهم المتظاهرون حينها الشرطة بالفساد. ومن الهتافات التي أطلقوها في تلك المظاهرة «الشعب السوري ما بينذل». ونقلت أمس وكالة الـ«اسوشييتد برس» عن شهود، أن مؤيدين للنظام السوري فرقوا المظاهرة المطالبة بالحرية، عبر دفعهم والاعتداء عليهم. ونقلت عن أحد المشاركين في المظاهرة قوله: كنا نمشي في المظاهرة، وبدأ المؤيدون للنظام بالهتاف «بالروح بالدم نفديك يا سورية». وأضافت الوكالة عن المتظاهرين، أنه تم الاعتداء عليهم بعد أن مشوا في المظاهرة لنحو مائة متر. وبعد ذلك بقليل انتشر رجال الشرطة بلباسهم الرسمي في الشوارع. ولوحظت كثافة أمنية كبيرة في سوق الحميدية وبالقرب من المسجد الأموي.
وقال شهود لـ«الشرق الأوسط» إنه تم تفريق المتظاهرين من قبل عناصر الأمن الذين حضروا على الفور، من دون حصول مصادمات، حيث تفرقوا واختفوا في الشوارع الجانبية للسوق، إلا أن آخرين قالوا إنه تم اعتقال عدة شبان. وفي الشريط الذي نشر على موقع «يوتيوب»، يسمع صوت المصور المشارك في المظاهرة، وهو يقول: «في 15 مارس (آذار).. هذه الشرارة الأولى للانتفاضة السورية.. هذه أول انتفاضة صريحة ضد النظام السوري.. علوية وسنية ومن كل الأطياف بدنا نوقع هالنظام».
وأشارت مصادر حقوقية لوكالة الصحافة الفرنسية إلى «أن المظاهرة بدأت بتجمع من خمسة أشخاص أمام الجامع الأموي ثم اتجهت إلى منطقة الحريقة مرورا بسوق الحميدية». وأضاف المصدر أن «عشرات الأشخاص التحقوا بالمظاهرة أثناء مسيرها إلى أن تم تفريقهم من قبل رجال الأمن». وأشار المصدر الحقوقي إلى أن السلطات السورية «أرسلت تعزيزات أمنية ثانية إلا أنها وصلت بعد نهاية المظاهرة». ولفت المصدر إلى ورود أنباء عن «اعتقال شخصين اثنين» رافضا تأكيد الخبر.
وجاء ذلك في وقت قال وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الإسبانية ترينيداد خيمينيث، إن سورية ستشهد خطوات سياسية في الإصلاح السياسي، وأضاف أن الأسد «تحدث عبر لقاء صحافي عن برنامج يبدأ بإصلاح قانون انتخابات الإدارة المحلية ثم مجلس الشعب وهكذا». وتابع يقول: «نحن في سورية منذ 1991 بدأنا ببرنامج انفتاح اقتصادي تدريجي للتحول نحو نظام السوق الاجتماعي بحيث يحقق العدالة الاجتماعية في البلد، الآن هناك خطوات سياسية في الإصلاح السياسي سنشهدها هذا العام.. نحن في حوار مستمر مع شعبنا من خلال المنظمات الشعبية القائمة في بلدنا ومن خلال مواقفنا التي تنبع من نبض الشارع السوري». وشدد على أن «برنامج الإصلاح يجب أن يسير وفق النظام العام للبلد وليس خرقا للنظام العام». وكانت صفحة على موقع «فيس بوك» تحمل عنوان «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» جمعت أكثر من 40 ألف مشارك لغاية ظهر أمس. ودعا المنظمون السوريون إلى التجاوب مع هذه الدعوة لمظاهرات «سلمية في كل المدن السورية وكندا وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا» في الخامس عشر من مارس (آذار) للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وأكد القيمون على الصفحة أنهم لا ينتمون لأي جهة سياسية وأنهم «مجرد حقوقيين وناشطين سوريين في داخل سورية وفي أوروبا».
وبالفعل فقد لبى عشرات المواطنين السوريين المقيمين في مصر، نداء التظاهر، وتجمعوا أمام مقر السفارة السورية في القاهرة مطالبين بإسقاط النظام. وفي مقابل المناوئين للأسد، خرج موظفو السفارة من السوريين العاملين بها وانضم إليهم أعداد قليلة من المؤيدين للنظام السوري مرددين شعار «بالروح بالدم نفديك يا بشار» رافعين صورا له، ليشهد شارع بولس حنا بضاحية الدقي الكائن به مقر السفارة اختلاط الهتافات المنددة والموالية للأسد. وردد المتظاهرون المناوئون للنظام السوري من الرجال والنساء والشباب، والذين بلغ عددهم نحو 300 فرد، هتافات مثل «ارحل ارحل يا بشار»، «لا لا للتوريث»، و«حرية حرية». كما رفعوا لافتات كتب عليها: «الشعب يريد إسقاط النظام»، إلى جانب حمل الأعلام السورية بأحجام مختلفة.
وأوضح المتظاهرون، أنهم خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام السوري ورحيل الرئيس بشار الأسد، وأن نجاح الثورتين المصرية والتونسية هو ما دفعهم وشجعهم على الخروج إلى الشارع، مشددين أنهم لن يتراجعوا عن تحقيق مطالبهم. وقال أحد الشباب المشاركين بالمظاهرة، والذي يدرس في مصر، لـ«الشرق الأوسط» إنه خرج ليعبر عن رأيه في سقوط نظام الأسد، في ظل إعلان حشود كبيرة من الشعب السوري القيام بمظاهرات في كل أنحاء المدن والقرى السورية تنادي فيها بالحرية وتطالب الرئيس بشار الأسد بإصلاحات سياسية على غرار ما حدث في تونس ومصر وما يحدث في ليبيا.
وكان أفراد من القوات المسلحة المصرية قد انتشرت في محيط السفارة في أعقاب تعالي الهتافات بين المتظاهرين والمؤيدين وذلك للحيلولة دون وقوع اشتباكات بينهما، ونصبت بمساعدة أمن السفارة حواجز حديدية للفصل بين الطرفين. واتهمت السفارة السورية بالقاهرة في بيان لها بإن مبناها تعرض إلى «اعتداء آثم» من مجموعة من الأفراد بينهم خمسة سوريين «معروف ارتباطهم بسفارة دولة أجنبية في القاهرة، أما الباقي فكانوا مواطنين مصريين تم إغراء الكثير منهم بمبالغ نقدية». ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الخارجية المصرية حول ما جاء في بيان السفارة السورية.
من جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية في دمشق، نقلا عن مصدر مطلع في المؤسسة العامة للاتصالات في سورية، «أنها تلقت عددا كبيرا من الشكاوي من مواطنين تلقوا رسائل نصية وصلت إلى هواتفهم الخلوية تدعو إلى الاضطرابات والإخلال بأمن الوطن بدعوى الاحتجاج والتظاهر». وقال المصدر إنه «إثر تلقي هذه الشكاوى قامت المؤسسة عبر فريق فني مختص بالتعاون مع كبار مهندسي شركتي الخلوي العاملتين في سورية بتحليل لمصدر الخرق الذي مكن مرسلي هذه الرسائل من تنفيذ عملهم المنتهك لخصوصية المشتركين في شركات الهواتف الخلوية والذي سبب إزعاجا كبيرا للمواطنين». وتابع المصدر أنه «تبين بعد الفحص الدقيق من قبل الفرق الفنية الثلاث، أن مصدر الخرق ومصدر الرسائل الداعية إلى التظاهر يوم 15 آذار هو الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتحديد محطة تابعة للأمن العسكري في تل هاشوميم، شمال تل أبيب حيث يتمركز مجمع الصناعات المعلوماتية التابعة للجيش الإسرائيلي».
0 التعليقات :
إرسال تعليق