السلطة وحماس تتبادلان الاتهامات بالاعتداء على المتظاهرين.. وهنية يدعو عباس لحوار فوري
|
رام الله: كفاح زبون
خرج عشرات آلاف الفلسطينيين أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة في مظاهرات حاشدة، استجابة لدعوة أطلقها «شباب 15 آذار (مارس)»، عبر الـ«فيس بوك» للمطالبة بإنهاء الانقسام. وهتف المتظاهرون، بشعار واحد وهم يرفعون العلم الفلسطيني، «الشعب يريد إنهاء الانقسام».. و«يا عباس ويا هنية.. بدنا وحدة وطنية».
ولم تتدخل القوى الأمنية بشكل مباشر في المظاهرات في غزة والضفة، لكن حماس زجت بعناصرها إلى ساحة الجندي المجهول حيث كان يجب أن يتجمع المتظاهرون، ورفعوا أعلامها وشعارات تمجد الحركة، وهو ما قاد إلى اشتباكات كلامية وبالأيدي بينهم وبين «شباب 15 آذار» انتهت بانسحابهم إلى ساحة الكتيبة في غزة.
واتهم شباب 15 آذار حماس، بالعمل على احتواء المبادرة، وقالوا إنها خربت الاعتصام في ساحة الكتيبة في غزة، واستبدلت العلم الفلسطيني بعلمها الخاص وجيّرت الحدث لصالحها. وقال بشار لبد، أحد قادة شباب 15 آذار، لـ «الشرق الأوسط»، «في موعد اعتصامنا في ساحة الجندي المجهول فوجئنا بحركة حماس تحتل المكان وترفع الرايات الحزبية، وتبث أناشيد حزبية عبر مكبرات صوت ضخمة. توترت الأجواء، واشتبكنا معهم وانسحبنا إلى ساحة الكتيبة».
وهتف المتظاهرون المنسحبون من ميدان ساحة الجندي المجهول في غزة «الشعب يريد علم فلسطين» في إشارة إلى رفضهم رفع علم حماس.
وتعهد لبد بأن يستمر الاعتصام في ساحة الكتيبة حتى إنهاء الانقسام. وقال «إحنا طالعين عشان نقول الشعب يريد أن ينهي الانقسام.. طالعين نقول إن الأحزاب هي التي فرقت بيننا، وأن دورنا جاء الآن».
واستغرب لبد كيف «قفزت» كل من حماس وفتح على المشهد وراحت كل منهما تنادي بإنهاء الانقسام، وقال «إذا كانوا يهتفون في الضفة وغزة أنهم يريدون إنهاء الانقسام، إذن من هم الذين يتسببون في استمراره؟.. الشعب!». وتساءل لبد، «لماذا يتجاهلون مبادرتنا.. لماذا يبحثون عن مبادرات أجنبية». واستطرد قائلا «عليهم أن يعرفوا أننا لن نبقى تحت إمرة عصابات في غزة والضفة»، متابعا «الذين يعيشون مع الانقسام لا يمكن لهم أن يحكمونا».
وقال لبد إن المتظاهرين سيفكرون في إجراءات أخرى تصعيدية، إذا لم يلق الاعتصام الذي يقومون به وسيستمر ليل نهار، آذانا صاغية عند حماس وفتح.
أما الضفة الغربية، فتظاهر عشرات الآلاف في رام الله وبيت لحم ونابلس والخليل يطالبون بإنهاء الانقسام، وتقدم قياديون من فتح هذه المسيرات ومعهم قياديون من فصائل أخرى، بينهم نواب من حماس. ولأول مرة منذ 4 سنوات، نشاهد صور زعماء من حماس قتلوا في اغتيالات إسرائيلية مرفوعة في رام الله إلى جانب أقرانهم من فصائل أخرى. ولم يشاهد في مسيرات الضفة، غير العلم الفلسطيني، الذي وحد المظاهرات هناك، بخلاف ما حدث في غزة. واتهمت حماس السلطة بنفس ما اتهمتها بها.
وقال حسن فرج، أحد قادة شباب 15 آذار في الضفة، لـ «الشرق الأوسط» «كان يوما وطنيا بامتياز». وأضاف «أعتقد أن رسالتنا وصلت، لقد سمعها مسؤولون في كل الفصائل، حتى حماس». وأكد فرج أن الاعتصام سيتواصل 24 ساعة في دوار المنارة في رام الله، وأن المعتصمين سيفكرون في كيفية تطوير الاحتجاجات يوما بعد يوم.
وتأكيدا على دعم السلطة الفلسطينية للاحتجاجات، والمظاهرات، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، «شعبنا اليوم يعبر من خلال مظاهرات عارمة على تطلعاته، لإنهاء الانقسام والاحتلال، وهذا يظهر أصالته وتطلعاته، ونحن معه في هذا السعي لإنهاء الانقسام والاحتلال».
وأكد أبو مازن، في مؤتمر صحافي مشترك خلال استقباله نظيره القبرصي ديميتريس خرستوفياس في مقر المقاطعة برام الله، تمسك القيادة والشعب الفلسطيني بتحقيق السلام، والحرية، وإنهاء الانقسام، رغم كل المعيقات.
وفيما يبدو ردا رسميا على تصريحات أبو مازن، خرج رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، بكلمة للمتظاهرين، قال فيها إنه يدعم هذا التحرك. داعيا أبو مازن لزيارة غزة للشروع في حوار وطني شامل وفوري.
وقال هنية «أدعو أبو مازن وفتح إلى اجتماع فوري وعاجل هنا في غزة، أو في أي مكان يتم الاتفاق عليه لنشرع في حوار مباشر ووطني شامل ونبحث فيه كل الملفات، وما هي المعيقات لتحقيق المصالحة، ولنترجم نداءات الجماهير وشعاراتها ورغبتنا لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام».
وأضاف هنية، «نعلن تأييدنا لكل المطالب الوطنية التي نادى بها الشعب بإنهاء الاحتلال وتحقيق المصالحة، والشعب يطالب بإنهاء الحصار، والشعب يطالب بإعادة الإعمار، وبمرجعية وطنية لإعادة منظمة التحرير، وببرنامج وطني فلسطيني نابع من التوافق الوطني.. الشعب يطالب بحكومة وحدة وطنية، ومجلس وطني».
وتبادلت حماس والسلطة الاتهامات بالتصدي للمتظاهرين وإطلاق النار عليهم. فقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، إن عناصر من القسام هاجمت المتظاهرين وأطلقت الرصاص عليهم، لكن وزارة الصحة في الحكومة المقالة في غزة، قالت إن ما وصل للمستشفيات فقط هو ثلاث حالات إغماء وإصابة جراء التدافع، ولا دقة للمعلومات التي تتحدث عن إصابات جراء الاشتباكات.
أما حماس فقالت إن «عناصر في ميليشيا عباس» بالضفة اعتدوا على بعض الشبان المشاركين في المسيرة في رام الله. ونسب المركز الإعلامي القريب من حماس إلى شهود عيان القول إن عناصر الميليشيا اعتدوا على شابين من المشاركين في المسيرة بالصعق الكهربائي، عندما احتجوا على محاولة عناصر من فتح السيطرة على المسيرة بمكبرات صوت ضخمة أحضرت إلى ميدان المنارة.
وبحسب المشاركين في المسيرة كما قال المركز فإن «بلطجية من فتح اعتدوا بالضرب الشديد على أحد الشبان المضربين عن الطعام منذ الأحد الماضي لرفضه للشعارات التي حاول عناصر في فتح رفعها وسط المسيرة، والتي تهاجم حركة حماس وبعض قياداتها».
وطلبت الحكومة المقالة من المعتصمين إخلاء ساحات الاعتصام لإتاحة المجال أمام المبادرات السياسية الرامية إلى تحقيق المصالحة. وقال المتحدث باسم «الداخلية» المقالة إيهاب الغصين، في مؤتمر صحافي: «ندعو لإتاحة الفرصة لأجهزتنا الأمنية لإعادة ميدان الجندي المجهول إلى وضعه الطبيعي والمروري، واتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة النظام والهدوء، إضافة إلى إتاحة الفرصة للتفاعل مع المبادرات السياسية لإنهاء الانقسام».
وأضاف الغصين: «نقدر تعاون أبناء شعبنا وشباب فلسطين مع الجهود الكبيرة التي بذلتها الشرطة والأجهزة الأمنية لحماية مظاهرة إنهاء الانقسام وإنهاء الاحتلال والحفاظ على الثوابت». وتابع: «بناء على إعلان مكتب التنسيق الشبابي انتهاء الفعاليات، فإن الوزارة تدعو الجميع إلى الالتزام بالقرار».
0 التعليقات :
إرسال تعليق