Featured Video

 
أدوات جديدة للتحكم الشامل عن بعد


لا يزال ينقصها الكثير من وظائف تنفيذ المهام الأساسية
أداة تحكم «لوجيتك هارموني وان»
أداة تحكم «سمارت هوم»
نيويورك: فارهارد مانجو*
آلة التحكم عن بعد.. مع غسالة الصحون الأوتوماتيكية، وشبكة «واي - فاي»، والحمام الحديث، واحدة من أكثر الأفكار العالمية عصرية. والنظرية من وراء فكرتها بسيطة ورائعة: ففي عالم أوتوماتيكي متصل بعضه ببعض، أليس من الرائع أن نتمكن من إدارة جميع أجهزتنا عن طريق آلة تحكم واحدة متفوقة؟
تصميم أداة شاملة
* كان من الصعب مقاومة هذه الفكرة، منذ اختراع هذه الأداة الشاملة عام 1985، التي ظهرت الآن في كل مكان. وثمة احتمال كبير أن يحتوي كل تلفزيون، وأداة تسلية وترفيه في المنزل، ونظام التدفئة والتسخين، على شكل ما من التحكم «الشامل». وثمة احتمال كبير أيضا هو أنك لم تستخدم جميع هذه المهام الشاملة التي تنفرد كل واحدة منها مستقلة عن الأخرى. فهنالك واحدة لإدارة القنوات، وأخرى لرفع الصوت وتخفيضه، وثالثة لتشغيل أقراص «دي في دي»، وهكذا. وبالتأكيد أن بعض هذه الآلات أفضل من غيرها، لكنها بشكل عام تجذب الناس نظريا أكثر منها عمليا. والسبب هو أنها جميعا تعاني من عيب وراثي قد يكون كبيرا عادة، وهو أنها لا تستطيع أن تقدم ما يكفي من الأزرار لتقليد جميع وظائف الجهاز، مما يستدعي إجراء تسويات عن طريق اختزال عدد الأزرار هنا وهناك. والمشكلة أن بعض هذه الأزرار مهم جدا.
ومثال على ذلك جهاز «سوني ريموت كوماندر» (Sony Remote Commander) بسعره البالغ 10 دولارات، الذي يعتبر واحدا من أكثر أجهزة التحكم عن بعد بساطة، وقادرا على القيام بالمهام الأساسية. فهو مزود ببضعة أزرار أساسية فقط لتغيير القنوات التلفزيونية، ورفع الصوت وتخفيضه، أو كتمه كاملا، مع مفاتيح رقمية لاختيار القنوات. فإذا كان جهازك التلفزيوني وعلبة الكابلات قديمة، فإن هذه الأداة صالحة له. لكن أي جهاز صنع خلال السنوات الخمس الأخيرة لا يستطيع الاستفادة منها. وهي لا تحتوي على أي أزرار لعرض دليل الشاشة على سبيل المثال، ولا أدوات ضبط وتحكم خاصة بتسجيل البرامج التلفزيونية، أو عرض اللوائح على الشاشة نزولا وصعودا.
وقد قمت باختبار جهازين آخرين من صنع «يو آر سي»، وهي شركة كان يعني اسمها «أداة التحكم الشاملة عن بعد»، لكنها كسائر الشركات الأخرى مثل «كيه إف سي»، و«إيه إيه آر بي»، باتت لا تعني شيئا الآن. وأثبت الجهازان أنهما محبطان للآمال. وأعجبني قليلا أحدهما، لأنه كان يملك أزرارا لجميع مميزات جهازي التلفزيوني. لكنه كان تقريبا مجرد اسم، لكون كل زر من أزراره لم يكن كافيا بالغرض. كما وجدت أن أحدها كان يفتقر إلى زر لإحدى المميزات المهمة الخاصة بجهازي التلفزيوني الجديد. ومن دون هذا الزر وجدت نفسي ألجأ إلى أداة التحكم الأصلية القديمة. وإذا توجب علي ذلك، فلماذا اقتنيت الأداة الجديدة ذات المهام الشاملة؟
أدوات مطورة
* وكان النوع الأكثر تطورا من أداة «يو آر سي»، وهو «آر 50» (URC - R50) يفتقر إلى الزر ذاته أيضا. أو هكذا اعتقدت. لأنه إلى جانب الأزرار المطاطية العادية، كانت هذه الأداة تضم شاشة من البلور السائل (إل سي دي) التي تقدم المزيد من عمليات الضبط والتحكم. وهذا بدا في بداية الأمر رائعا، لأن الشاشة الرقمية تتيح إضافة المزيد من المهام للأداة الخاصة بجهازك التلفزيوني، وبذلك يمكن تجاوز مشكلة الزر المفقود في الأداة الأخرى. لكنني عندما نظرت إلى الجهاز ثانية، لاحظت أن شاشة «إل سي دي» تقدم الكثير من الخيارات بالنسبة إلى تلفزيوني تحت عناوين مبهمة لا يفهم منها شيء.
ويضم جهاز «آر 50» مزية أخرى موجودة في أدوات التحكم من النوع الرفيع، تدعى «ماكروس» التي تتيح الكبس على زر واحد ليقوم الجهاز بسلسلة من العمليات أوتوماتيكيا، كجعل التلفزيون يبدأ عمله عن طريق الكابل، أو القمر الصناعي. أي أنني وجدت أنه من المزعج جدا ضبط وتنظيم عمل «ماكروس».
والآن وصلنا إلى أفضل جهاز في هذا الوضع القاتم، ألا وهو «لوجيتك هارموني وان» (Logitech Harmony One). فكر بهذا الجهاز على أنه كسيارة «مرسيدس» بين المركبات. فقد صمم بشكل جيد وذكي. ويبلغ سعره 170 دولارا. ولكونه على جانب كبير من التطور، فإنه يتطلب جهدا أكبر من غيره لضبطه وتحضيره. إذ يتوجب عليك أولا تركيب البرنامج على كومبيوتر «بي سي»، أو «ماك»، وبعد وصل الأداة هذه بالكومبيوتر، ينبغي تلقيم الأسماء وأرقام الطرز الخاصة بأجهزتك من تلفزيون وغيره. واستغرق الأمر مني نحو نصف ساعة لتحضير الجهاز لتشغيل وإدارة نظام التدفئة برمته في منزلي.
وأعجبتني بشكل خاص قدرة جهاز «هارموني» لتأسيس سلسلة من «الماكروس» التي يسميها هذا الجهاز «نشاطات». والأفضل من ذلك عملت هذه «النشاطات» بشكل جيد في غالبية الأوقات. فإذا كبست على «راقب التلفزيون» على شاشة «إل سي دي» في الجهاز، قام بضبط التلفزيون وعلبة الكابلات وفقا إلى المطلوب تماما. وإذا ما كبست على «شاهد دي في دي»، أو «الإصغاء إلى الموسيقى»، أو على أي واحد أزرار المهام الأخرى، قام بها على أكمل وجه. وهذا ما جعلني أفكر بعد يومين من استخدامي له التخلص من سائر أجهزة التحكم التي بحوزتي.
لكن الأمر لم يطل كثيرا. وكانت إحدى المشكلات المزمنة هي الإغفال الحاصل أحيانا لخطوة مهمة في أحد هذه «النشاطات». فلدى محاولة إعداد الجهاز للإصغاء إلى الموسيقى مثلا، فقد ينسى أن يعد التلفزيون لتشغيل أقراص «سي دي»، أو قد يطفئ التلفزيون بدلا من تشغيله أو إبقائه يعمل. ونظرا إلى كل هذه التعقيدات، وجدت أن «هارموني» يظهر العيوب ذاتها التي وجدتها في الآلات الأخرى، إذ كانت تنقصه مهام مهمة جدا بالنسبة إلى تشغيل الأجهزة المنزلية.
أدوات تحكم هاتفية
* وكانت ثمة محاولة لتصحيح هذه العيوب عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى ذات الشاشات العاملة باللمس. وكان ثمة منطق من وراء هذه الفكرة، لأن هاتف «آي فون» مثلا موصول إلى الإنترنت، وشاشته يمكن تغييرها بسرعة لإظهار أي زر من أزرار الضبط والتحكم الخاصة بأي نظام. فهل يعني ذلك أنه هو فعلا جهاز التحكم الشامل المطلوب؟
في الواقع جرى التلاعب بالكثير من الآلات الصغيرة ليجري التحكم بها عن طريق «آي فون»، أو «آي باد»، أو غيرهما من الأجهزة ذات الشاشات العاملة باللمس. وكانت «سونوس» التي تنتج النظم الموسيقية للغرف والردهات المتعددة قد طورت تطبيقات لمثل هذه الأجهزة العاملة باللمس، بحيث تقدم كل المهام المطلوبة بالنسبة إلى آلات التحكم عن بعد. وقد قمت فعلا باختبار بعض أجهزة «الأتمتة المنزلية» التي تدعم «آي فون» والتي تتيح لك التحكم بمصابيح الإضاءة والمعدات المنزلية الكهربائية الأخرى من بعيد. ومن بينها كان «سمارت لينك أنيستيون لاين» (SmartLinc Insteon line) الذي عمل بشكل جيد، بحيث كنت أطفئ أضواء غرفة الجلوس من غرفة النوم مستخدما هاتفي. أما بالنسبة إلى التحكم بجهاز التلفزيون عن بعد، فقد وجدت أن «آي فون» ينقصه الكثير. ووجدت الأفضل بالنسبة إلى هاتفي استخدام جهاز «ريد آي» الصغير الذي يركب في غرفة الجلوس والذي يتلقى أوامره من تطبيق «ريد آي». لكن الأخير يتطلب الكثير من الخطوات المحبطة للعثور على الرموز الصحيحة بالنسبة إلى التلفزيون والمعدات الأخرى. والأسوأ من ذلك أن هذا التطبيق كان يعرض الأوامر بالنسبة إلى كل جهاز على شكل لائحة بالأحرف الأبجدية، التي كان علي رفعها وتنزيلها صعودا ونزولا للعثور على زر التحكم بالصوت، أو القناة المطلوبة وهكذا.
* خدمة «نيويورك تايمز»

0 التعليقات :

إرسال تعليق