«إيسر» تنتج أول لابتوب مزدوج الشاشات
يشكل تصميمه أهم اتجاهات المستقبل للكومبيوترات المحمولة
لندن: «الشرق الأوسط»
لقد توقع الكثير من الخبراء ومنذ أكثر من عامين أن تقوم أجهزة اللابتوب المزدوجة الشاشة بالسيطرة على هذه الفئة من الأجهزة خلال خمس سنوات. لكن سرعان ما أعلنت «إيسر» مؤخرا في منتصف هذه المدة عن جهاز لابتوب مثير بشاشة مزدوجة يدعى «إيسر آيكونيا» (Acer Iconia). وهو دفتر الملاحظات الأول من نوعه من الطراز الصدفي الذي تنتجه شركة تنتج معدات رئيسية، وهو صفقة ناجحة بحد ذاتها.
ويعمل هذا اللابتوب على نظام تشغيل «ويندوز 7 هوم بريميوم» المزود بمعالج «إنتل كور اي 5»، وبذاكرة رام عشوائية «DDR3» سعة 4 غيغابايت، يدعم نسخ 3.0 لكل من «بلوتوث» و«يو إس بي».
* كومبيوتر بشاشتين
* «آيكونيا» هو ثقيل بزنته البالغة 6.2 رطل (الرطل 453 غراما تقريبا)، كما أن شاشتيه تستنزفان البطارية بسرعة خلال ثلاث ساعات. والأسوأ من ذلك فإن البطارية لا يمكن استبدالها بواحدة مشحونة، مما قد يشكل أسوأ خاصية.
لكن الأمر الجيد هنا هو ما صنعته «إيسر» بالشاشة الثانية، فقد ركبت الشاشة الأولى على الغطاء حيث تقع عادة شاشة اللابتوب، في حين ركبت الأخرى في قاعدته حيث تكمن لوحة المفاتيح. ويبلغ قياس كل شاشة 14 بوصة. وتعمل الشاشتان معا بحيث تتصرف الشاشة العليا كأي شاشة لابتوب عادية، في حين تقوم السفلى بمهام متخصصة كتأمين لوحة مفاتيح افتراضية، أو لوحات مفاتيح ذات أغراض متخصصة.
وفي أحد الأنماط تعمل الشاشة السفلية كواسطة استمرار للشاشة العلوية. ومثل هذا النمط يظهر أوتوماتيكيا وفقا للتطبيق. وهناك نمط آخر يجلب تطبيقا يدعى «سوشال جوكر»، الذي يضع لوحة مفاتيح نشطة لعدة مواقع اجتماعية على الشاشة السفلى، والنقر عليها تفتحها على الشاشة العليا. ويوفر التطبيق «سكرابوك» مكانا حرا يعمل باللمس المتعدد في الشاشة السفلية بغية ترتيب صورك. وعن طريق النقر عليها يمكن تحريرها أو إرسالها عن طريق استخدام تطبيقات تفتح على الشاشة العليا.
* خيار جيد
* وكان رد الفعل الأولي من قبل أصحاب مدونات الأجهزة والمعلقين والخبراء قد تركزت على النقص في مستوى لوحة مفاتيح الشاشة الخاصة بالطباعة. وهذا الأمر ربما كان صحيحا لأغراض الكتابة العادية. وعلى أي حال فإن اختيار أجهزة اللابتوب يتم عن طريق مفاضلات بين مزاياها، سواء بين الشاشات الكبيرة أو الصغيرة، أو بين البطاريات الطويلة الشحنة أو القصيرة، أو الأكثر قوة أو الأضعف، وفقا للميزانيات. من هنا فإن خيار الشاشتين يعطينا خيارا آخر من المفاضلات ينبغي علينا اتخاذ قرار بشأنه. ويقول أحد المحللين في مجلة «كومبيوتر وورلد» الإلكترونية إنه يعتقد أن الشاشة الثانية ستثبت أنها خيار جدير بالاعتبار، لسببين: الأول أن الشاشة توازي ثقلها ذهبا نظرا لإنتاجيتها وفائدتها العامة. والثاني أن لوحة المفاتيح الطبيعية كخيار هي سهلة ورخيصة الإضافة. فعندما تحتاج فعلا إلى الطباعة قم فقط بتنشيط لوحة المفاتيح هذه العاملة بتقنية «بلوتوث»، إذ من السهل الحصول على شاشتين ولوحة مفاتيح فعلية، فهذا الأمر ليس بمشكلة. ومن المدهش بعد كل هذه السنوات أنه يتوجب الدفاع بمشقة عن إمكانية القبول بلوحات مفاتيح تعمل على الشاشة، فعندما أبصر «آي فون» النور ذكر المترددون أن وجود لوحة مفاتيح صغيرة على الشاشة لا فائدة منها. واليوم بات هذا الجهاز أكثر الهواتف الذكية مبيعا، كما أن غالبية أجهزة «أندرويد» المنافسة تستخدم أيضا لوحات مفاتيح على الشاشة.
وعندما ظهر «آي باد» في الأسواق ذكر النقاد أنه لن يؤثر أبدا على دفتر الإنترنت «نتبوك»، لأن الناس بحاجة إلى لوحة مفاتيح طبيعية. واليوم تعاني سوق «نتبوك» من وطأة سوق الأجهزة اللوحية العاملة بشاشات اللمس التي يسيطر عليها «آي باد». والأمر ذاته سيحصل مع أجهزة اللابتوب، فالناس لا يمكنهم اليوم تصور استخدامهم للوحات مفاتيح على الشاشة. لكن سرعان ما سيتغير ذلك ويصبح أكثر شعبية.
* واجهات تفاعل
* وتشكل واجهة التفاعل في جهاز «آيكونيا» واجهة فعلية للمس المتعدد، مسجلة إدخالا من عشر أصابع في وقت واحد. فعندما تشكل يدك على شكل مخالب للمس الشاشة السفلى بالأصابع الخمس جميعها، تستحضر هذه الإيماءة حلقة مفاتيح تؤمن لك خيار فتح خمس واجهات تفاعل مختلفة. ولدى بسط كفَّي أو راحتَي اليد على الشاشة السفلى يجذب هذا الإجراء لوحة المفاتيح على الشاشة.
وفي الفراغ الذي حصل بسبب تخلي «مايكروسوفت» عن زعامة واجهات التفاعل أرغمت «إيسر» على إنتاج مكتبة كاملة من الإيماءات. وقد أطلقت «إيسر» طقم تطوير للبرمجيات «SDK» لتشجيع تطوير هذا الأمر من قبل فريق ثالث. ويدعم هذا التطوير «ويندوز 7»، وكان يتوجب أن يكون ملكا لـ«مايكروسوفت»، ومن مبادراتها أيضا.
لقد قامت «إيسر» بعمل رائع، لكننا بحاجة فعلا إلى صناعة برمجيات «بي سي» كاملة تركز على مثل هذا الأمر. والمشكلة في الريادة في هذا المجال، الآتية عادة من صانع للأجهزة والعتاد، هو أن الصانعين الآخرين سيقومون أيضا باعتماد المستويات والمقاييس ذاتها، في الوقت الذي نحن بحاجة إلى إيماءات وإشارات عالمية خاصة بالعمليات الكومبيوترية العاملة باللمس، لا أصناف منها خاصة بكل بائع.
وكان ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لـ«أبل» قد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن العاملين في الشركة أجروا الكثير من الاختبارات على شاشات اللابتوب العاملة باللمس، وتبين أنها لا تعمل بشكل عمودي. لكنها سرعان ما ستقلد «إيسر» في استخدام الشاشة السفلية، في «ماك بوكس» المستقبلية ذات الشاشات المزدوجة، لتكون سطحا للتحكم والتشغيل. وتميل «أبل» إلى توسيع حجم رقعة التعقب وجعلها من سطوح زجاجية. أما الخطوة التالية فهي تحويل السطح السفلي كله من اللابتوب إلى وسادة تعقب متعددة اللمس. وأجهزة اللابتوب المزدوجة الشاشة تناسب جميع أجندة تصميمات «أبل» الكبرى. وهي تؤمن في تخفيض عدد الأجزاء المتحركة، وبالتالي في الشاشات العاملة باللمس، مع توسيع نطاق هذا العمل. من هنا لا يعتقد أن «أبل» ستفشل في الشروع في إصدار أجهزة اللابتوب المزدوجة الشاشة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق