اليمن: تجدد أعمال العنف في أرحب وتعز.. واغتيال قائد أمني في عمران
|
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (الثاني إلى اليمين) ورئيس مجلس النواب (يمين) وعدد من المساعدين لدى القيام بجولة لتفقد بعض المصابين في مقر الإقامة في الرياض (رويترز) |
|
صنعاء: عرفات مدابش
دخلت الأزمة اليمنية في منعطف جديد مع تجدد العنف في أكثر من منطقة في البلاد، على الرغم من محاولات التهدئة التي جرت، الأيام القليلة الماضية، حيث قتل ضابطان مؤيدان للثورة الشبابية الشعبية في شمال صنعاء، في حين استمرت أعمال العنف في محافظة تعز، كما تواصلت المظاهرات المعارضة والمؤيدة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح في معظم المحافظات اليمنية. وواصلت قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في شمال صنعاء، قصفها لمناطق أرحب القبلية التي تؤيد الثورة المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح، وقالت مصادر محلية إن القوات الحكومية تستخدم «الكاتيوشا» والمدفعية والدبابات وغيرها من القذائف، في قصف القرى السكنية، ووصفت المصادر ما حل بتلك المناطق بالدمار الهائل، خاصة خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث لم تتمكن المصادر من حصر الأضرار الناجمة عن القصف، سواء في أوساط السكان أو المنازل والممتلكات.
وفي محافظة عمران، بشمال صنعاء، قتل المقدم إسماعيل الغرباني، قائد أمن المجمع الحكومي بالمحافظة، إضافة إلى مقتل ضابط آخر من أفراد اللواء العسكري «310 مدرع» المؤيد للثورة، علي يد مسلحين مجهولين.
وفي تعز، لقي جندي مصرعه على يد عناصر مسلحة، وصفتها السلطات بـ«العناصر الخارجة على النظام والقانون»، وقال مصدر أمني إن العناصر المسلحة هاجمت دورية في شارع جمال عبد الناصر بوسط المدينة، الأمر الذي أسفر عن مقتل الجندي وإصابة عدد من رفاقه بجراح متفاوتة، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر محلية وشهود عيان عن اشتباكات عنيفة شهدها الشارع المذكور بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين الذين يقولون إنهم «حماة الثورة والثوار» في تعز، وتشير المعلومات إلى قصف عنيف استهدف بعض أحياء تعز واستمر حتى فجر أمس، وأسفر عن سقوط عدد من الجرحى، بينهم امرأة. ونقلت المصادر، أمس، عن المصدر الأمني قوله: «إن هذا العمل الإجرامي، يأتي في إطار الاستهداف المتواصل لرجال القوات المسلحة والأمن من قبل تلك العناصر، بهدف النيل من كل الجهود الهادفة إلى إعادة الهدوء والسكينة العامة للمحافظة».
وبلغة قوية، أكد المصدر أن «الأجهزة الأمنية لن تسمح لأحد أيا كان بتحويل مدينة تعز إلى بؤرة للمواجهات المسلحة، وأنها ستواجه الخارجين عن النظام والقانون بحزم وقوة، وفقا لواجباتها ومسؤولياتها المنصوصة في الدستور والقانون»، وطالب المصدر «جميع الأطراف بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لضبط المسلحين الخارجين عن النظام والقانون، وفقا لما تضمنه بنود التهدئة». وكان محافظ تعز، حمود خالد الصوفي، توصل إلى اتفاق تهدئة مع كل الأطراف في الساحة بالمحافظة، بمن فيها المسلحون، ووقع الاتفاق بين كل الأطراف، وقضى بسحب قوات الحرس الجمهوري من الشوارع وعودتها إلى ثكناتها، وكذا انسحاب المسلحين من المنشآت الحكومية التي يتمركزون فيها، غير أن اتفاق التهدئة انهار سريعا، خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن رفض قائد الحرس الجمهوري ومدير أمن المحافظة التوقيع على الاتفاق، فضلا عن استمرار التعزيزات العسكرية في تعز، التي أرسلت إليها من المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها في محافظة عدن.
وفي تعز أيضا، قالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن 30 ضابطا وجنديا من أفراد الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر أعلنوا «عودتهم إلى صفوف الشرعية الدستورية ورفضهم المطلق لأية محاولة انقلابية عليها»، وقالت الوكالة إن هؤلاء الجنود أرسلوا إلى تعز من أجل «القيام بأعمال تخريبية».
وحسب المصادر ذاتها، فقد كشف الجنود «العائدون» عن «تفاصيل مخطط تخريبي يسعى المنشق علي محسن الأحمر، إلى تنفيذه في محافظة تعز وأكثر من محافظة، من خلال إرسال جنود من الفرقة إلى محافظاتهم للقيام بمهاجمة المنشآت العامة والخاصة، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن، وإشاعة الفوضى والتخريب في تلك المحافظات».
على صعيد آخر، خرج مئات الآلاف من اليمنيين، أمس، للتظاهر فيما أطلق عليها «جمعة منصورون بإذن الله»، وهي المظاهرات التي دعا إليها شباب الثورة، وتعد هذه هي الجمعة الأولى التي يخرج فيها المتظاهرون إلى الشارع بعد الظهور التلفزيوني الثالث للرئيس علي عبد الله صالح، الذي ظهر الأربعاء الماضي في اجتماع ضمه وكبار قادة الدولة والحزب الحاكم، الذين وصلوا إلى العاصمة السعودية الرياض.
ورفع المتظاهرون، الذين خرجوا في العاصمة صنعاء ونحو 17 محافظة أخرى، شعارات تطالب بعدم عودة الرئيس علي عبد الله صالح وبرحيل بقية أركان نظامه، وندد المتظاهرون بقصف قوات الحرس الجمهوري لمناطق أرحب ونهم وتعز، وبسقوط قتلى وجرحى في تلك المواجهات.
وفي المقابل، خرج عشرات الآلاف من أنصار الرئيس صالح للتظاهر في «ميدان السبعين يوما» بجنوبي صنعاء، وذلك فيما أطلقوا عليها «جمعة الاصطفاف الوطني لحماية الشرعية الدستورية»، وأكد المتظاهرون المؤيدون «اصطفافهم المخلص والصادق إلى جانب أمن واستقرار الوطن واعتزامهم حمايته من كل المؤامرات الساعية لجر أبناء اليمن الواحد للاقتتال والانقسام، والزج بالوطن في أتون الفوضى والتخريب، وتأييدا للشرعية الدستورية وحمايتها بكل غال ونفيس من كل المؤامرات والدسائس التي يقودها الشيطان وأعوانه»، حسبما نقل عنهم رسميا.