على الكورنيش البحري لمدينة الإسكندرية، رحبت اللافتات بعمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية المرشح للرئاسة المصرية. وكُتِب على إحداها: «شعب الإسكندرية يرحب بعمرو موسى، ابن النيل». وورد على لافتة أخرى: «مصر هبة النيل». لقد ابتكر المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوتس هذه العبارة للمرة الأولى منذ نحو 25 قرناً، ولا تزال تُكرَّر لأن كلماتها الموجزة تختصر الوضع: فمن دون مياه النيل، لا وجود لمصر، ولكانت صحراء قاحلة.
خاف المصريون على مرّ التاريخ على مياه النيل. فكانوا يخشون ألا يكون الدفق كافياً وأن تعاني البلاد مجاعة. وخافوا أيضاً من أن تفيض مياه النيل بغزارة وتُغرِق أراضيهم الزراعية وبيوتهم. وخافوا خصوصاً لأنهم لم يعرفوا من أين ينبع النيل، واعتقدوا أنه ينبع من السماء مباشرةً، من «جبال القمر». ونحن نعرف اليوم أين